تهاني العيد تثقل كاهل الأسر العراقية

24 سبتمبر 2015
العيد يستنزف أموال العراقيين (أرشيف/Getty)
+ الخط -


حافظ العراقيون على عادات وتقاليد توارثوها وانتقلت مع مرور الزمن من جيل إلى آخر، ومن هذه العادات الاجتماع في بيت الجد والجدة أو كبير العائلة في المناسبات، ولاسيما الدينية منها؛ كعيد الفطر والأضحى وغيرها، وبسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية والنزوح، فقدَ العراقيون ما اعتادوه، ما جعل المقيمين في الداخل والنازحين يستخدمون البدائل المتمثلة بالاتصال المباشر عبر الهاتف للتواصل، وبخاصة خلال أيام العيد لتهنئة الأهل والأقارب البعيدين عنهم.

الحاج أبو سعيد الشمري، من سكان بغداد، يقول إنه: "يدخر بعض ما يحصل عليه من عمله اليومي لشراء مستلزمات العيد، وعلى رأس القائمة بطاقات الشحن إذ يشحن خط هاتفه بـ60 ألف دينار ( ما يعادل 50 دولاراً) في أول أيام العيد فقط، وذلك لتهنئة أبنائه وبعض أقاربه الذين هاجروا إلى الخارج ونزح بعضهم داخل العراق".

وأضاف الشمري لـ"العربي الجديد"، أنه: "هاجر ثلاثة من أبنائي إلى تركيا على أمل أن يصلوا إلى أوربا.. ونزح اثنان منهم مع شقيقاتي وأشقائي منذ أكثر من عام إلى كردستان العراق، وبسبب هذه الظروف أضطر لادخار بعض ما أحصل عليه من عملي بالأجر اليومي، لشراء بطاقات التعبئة، والتي لا تكفي للحديث إلا لدقائق معدودة مع كل منهم".

وتابع: "أنا وزوجتي وابنتاي الصغيرتان لا نجيد استخدام الإنترنت؛ وهذا ما يضاعف علينا المكالمات، ولا أكاد أتبادل التحية والسلام مع أحد أبنائي إلا وتنتهي البطاقة، وهكذا حتى أنهي جميع البطاقات التي اشتريتها".

وبسبب العمل انتقل الشاب مروان فرحان (35 عاماً)، إلى محافظة البصرة، فيما يسكن أهله في أطراف بابل وباقي المحافظات؛ يقول فرحان لـ"العربي الجديد" إن: "بُعدي عن الأهل والأقارب يجعلني دائم القلق عليهم لذا أقوم بالاتصال بهم كل يوم أكثر من مرة، وفي المناسبات والأعياد أتصل بجميع أقاربي لتهنئتهم في العيد، الأمر الذي يضاعف شرائي بطاقات الشحن فقد اشتري ثلاث بطاقات فئة 10 آلاف وقد ارتفع سعرها منذ بداية أغسطس/آب الماضي حيث يبلغ سعر البطاقة ما بين 11 إلى 12 دولارا، ويختلف بفارق بسيط بين مختلف المحافظات".

وأشار فرحان إلى أنه: "تنافس أكثر من شركة اتصالات ومضاعفة سعر المكالمة بين شبكة وأخرى تسبب في خسارة المستهلك، فمن يمتلك شريحة اتصالات لشبكة زين العراق ويتصل بصديق أو قريب يمتلك شريحة اتصالات شبكة آسيا سيل يكون سعر المكالمة مضاعفا".

 وبيّن أنّ الخاسر هو المواطن الذي يضطر للتعامل مع الموجود في السوق من شركات الاتصال الثلاث الرئيسية "آسيا سيل، زين العراق، وكورك".

من جهته، قال المهندس مصطفى قاسم، والذي عمل ثلاث سنوات في شركة اتصالات آسيا سيل، في حديثه لـ"العربي الجديد" إن: "شركة آسيا سيل التي وصل عدد مشتركيها إلى 12 مليونا، تتضاعف مبيعاتها خلال أيام العيد، حتى لو فرضنا أنّ نصف المشتركين يقومون بشراء بطاقة إضافية من أقل فئة، ومثلها شركة زين العراق التي وصل عدد مستخدميها إلى ما بين 10 إلى 11 مليون مشترك، بمعنى أنّ الشركات تبيع بالمليارات خلال بضعة أيام".

وأشار قاسم إلى أنّ: "شركات الاتصالات لا تحتاج إلى رفع سعر بطاقات الشحن، لأن المواطن مجبر على شراء بطاقات أكثر في المناسبات؛ ولا سيما عيدي الفطر والأضحى، كما ضاعف نسبة المبيعات عدد النازحين والمهجرين داخل وخارج العراق  بسبب الاطمئنان على ذويهم".

 
اقرأ أيضاً: الفقر يدفع العراقيين لتدوير المخلفات الحربية

المساهمون