تنصيب ترامب بعيون روسية: آمال بواقع سياسي جديد

20 يناير 2017
انحاز الخطاب الروسي لدعم ترامب خلال الانتخابات(ألكسندر نمينوف/فرانس برس)
+ الخط -



تترقب روسيا تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، وتوليه مهام منصبه أملاً في تحسين العلاقات ورفع أو تخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب الوضع في أوكرانيا، وتعامله مع روسيا ببراغماتية في الملفين السوري والأوكراني، وسط تساؤلات عن مدى قدرته على مواجهة الخط العام للإستبلشمنت في الولايات المتحدة.
واعتبر المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي السابق، فياتشيسلاف ماتوزوف، أن ترامب أعرب عن موقفه من روسيا خلال حملته الانتخابية بوضوح. وقال ماتوزوف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مسألة تطبيع العلاقات مع روسيا وإقامة اتصالات شخصية مع الرئيس فلاديمير بوتين، كانت من محاور منافسته مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون". وأضاف: "أعتقد أن ترامب سيخلق واقعاً سياسياً جديداً على مستوى عالمي. سيجلب التعاون أو مجرد تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا في السياسة العالمية، عنصراً للاستقرار وأماناً أكثر لجميع دول العالم".
وتراهن موسكو على ترامب في ظل عدم تحقق آمالها في تحسن العلاقات التي كانت مرتبطة بانتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة في عام 2008 ومحاولة "إعادة إطلاق" العلاقات بين البلدين في عام 2009، قبل أن تتحوّل إلى أكبر أزمة في العلاقات منذ انتهاء الحرب الباردة وفرض العقوبات على روسيا.
وفي مقال بعنوان "شخصيات الواقع خلفاً لشخصيات الأيديولوجيا في الولايات المتحدة"، نُشر في موقع مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، علّق الرئيس الفخري لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسي، سيرغي كاراغانوف، على العقوبات الأميركية الأخيرة بحق روسيا، قائلاً: "للأسف الشديد، تريد إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تمديد توجّهاتها الفاشلة في العلاقات الدولية من أجل تبرير أخطائها. من البديهي أن أوباما يكره روسيا بسبب هزائمه".



وأضاف كاتب المقال: "يتم فعل ذلك لزيادة صعوبة تطبيع العلاقات مع روسيا على الرئيس المنتخب دونالد ترامب". وحول مدى واقعية التوصل إلى اتفاق مع ترامب، تابع: "لا يمكننا أن نعوّل كثيراً على ترامب، لأننا لا نعلم كيف سيتصرف، لكننا نعلم أن هناك أمزجة قوية معادية لروسيا في أميركا". وأنهى أوباما ولايته الثانية بتمديد العقوبات على روسيا لمدة عام، وعشية حلول عام 2017، أعلن البيت الأبيض طرد 35 دبلوماسياً روسياً.
ونالت العلاقات الروسية الأميركية المتدهورة، حصة هامة من المؤتمر الصحافي حول نتائج عام 2016 الذي عقده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الثلاثاء الماضي. واتهم لافروف الاستخبارات الأميركية بمحاولة تجنيد دبلوماسي روسي "من رتبة عالية" في الولايات المتحدة، وبمشاركة الدبلوماسيين الأميركيين في احتجاجات للمعارضة الروسية، والتجوّل حول روسيا على متن سيارات مستأجرة بلا لوحات دبلوماسية.
وتعليقاّ على ذلك، أشارت رئيسة قسم التحليل في مركز التكنولوجيا السياسية، تاتيانا ستانوفايا، في مقال بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، إلى أن تصريحات لافروف تندرج ضمن "سياسة المساومة مع إدارة ترامب". وأضافت كاتبة المقال: "تصريحات لافروف هي عرض محدد لترامب بشأن خفض نشاط الاستخبارات والتخلي عن محاولات إقامة دعائم معادية لبوتين داخل النظام (في روسيا)، وعن تهيئة التربة لإسقاط النظام". ولفتت إلى أن "لافروف اختار خطاب الضحية التي تدعو المجرم المعتدي عليها إلى التعامل بضمير".
يُذكر أن الخطاب الرسمي والإعلامي الروسي كان منحازاً لدعم ترامب بشكل واضح أثناء السباق إلى البيت الأبيض، إذ كان يتم التركيز على نجاحه في مجال الأعمال وبراغماتيته ونيته التعاون مع روسيا، وذلك مقابل تقديم كلينتون على أنها تأتي من داخل الإستبلشمنت وفشلها في الملفات الخارجية خلال شغلها منصب وزيرة الخارجية.