اكتشف علماء أنّ تناول كمية معتدلة من الكحول قد يجنّب الإنسان الأمراض القلبية، بنسبة أكبر من أولئك الذين لا يشربونه. وقالت الدراسة التي نشرت في صحيفة "يوروبيان هارت جورنال" الطبية، إنّ الرجال في منتصف العمر الذين يتناولون نحو سبع كؤوس صغيرة من النبيذ أو الجعة أسبوعياً هم أقل عرضة لمخاطر القلب بنسبة 20 في المائة عن غيرهم.
أمّا لدى النساء، فكان أثر الكحول أقل، لكن يبقى تناوله باعتدال مفيداً، إذ يخفض الإصابة بالسكتة القلبية بنسبة 16 في المائة، مقارنة بمن لا يشربونه.
في المقابل، لفت الباحثون إلى أنّ الرجال والنساء على حد سواء الذين يتناولون كمية أكبر من الكحول، أي نحو 14 كوباً أسبوعياً، لا تختلف مخاطر السكتة القلبية لديهم عن أولئك الممتنعين عنه.
كما أشاروا إلى دراسات سابقة ربطت ما بين السكتة القلبية والإسراف في تعاطي الكحول، بيد أنّهم لم يتمكّنوا من تأكيد تلك البحوث في الدراسة الحالية، لأنّ عدد متعاطي الكحول فيها كان ضئيلاً، ما حدّ من قدرتهم على الكشف عن ماهيّة العلاقة بدقة.
وأجريت الدراسة على نحو 14 ألفاً و629 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 45 عاماً و64، طوال 25 عاماً. وعدّل الباحثون النتائج بعد أخذهم في الحسبان عوامل أخرى، مثل ضغط الدم العالي ومؤشّر كتلة الجسم، ومستويات الكوليستيرول، والتدخين.
وعلى الرغم من ذلك، جاءت النتائج في صالح متعاطي الكحول باعتدال. وتبيّن أنّهم الأقل عرضة للسكتة القلبية من غيرهم.
وعرّفت الدراسة كمية الكحول اليومية النموذجية بكوب يساوي 125 ملم من النبيذ، أو ثلث ليتر من الجعة، أو كمية أقل من الفودكا أو الويسكي.
من جهته، قال الطبيب في كلية هارفارد الطبية، الذي شارك في إعداد الدراسة، سكوت سولومون إنّ تلك النتائج تشير إلى أنّ تناول الكحول باعتدال لا يساهم فقط في تقليص نسبة الإصابة بالسكتة القلبية، بل الوقاية أيضاً.
في المقابل، حذّر سولومون من الإسراف بالشرب بالاعتماد على الدراسة، لأنّها شددت على الاعتدال. كما حذّرت من أنّ الأشخاص الذين تعاطوا الكحول بكثرة في شبابهم، هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسكتة القلبية لاحقاً.
من جانبها، قالت المسؤولة عن قضايا الكحول والمخدّرات في وكالة الصحة الوطنية إنكلترا، ميراندا سكيو لـ"العربي الجديد" إنّ تلك الدراسة ما زالت قيد المراجعة والتدقيق من قبل كبير المسؤولين الطبيين. وسيصدر تقرير بشأنها في وقت لاحق من العام الجاري.