زوجات مغربيات لم يتمكنّ من الحمل والولادة، لأسباب عدة منها ما هو خلقي، ومنها ما هو طبي، أو مرتبط حتى بالأزواج، يقاسين كثيراً من الألم، خصوصاً لناحية نظرة المجتمع إليهن الموزعة ما بين الشفقة والشماتة
بالرغم من عدم توافر أرقام رسمية بشأن عدد النساء اللواتي لم يلدن، أو معدل العقم في المغرب، يمكن اعتبار العدد كبيراً. كثيرات منهن لا يترددن في تجريب جميع أنواع الطرق المتاحة للحصول على مولود يبعد عنهن تهمة "العاقر" التي تجعلهن عرضة للتشفّي وفي أحسن الأحوال الشفقة على المستوى الاجتماعي.
في فبراير/ شباط الماضي، تلقى الأزواج المغاربة الذين يعانون من العقم أو العجز الجنسي، بشرى سارة، بعدما صادق البرلمان على قانون المساعدة الطبّية للإنجاب، الذي ينص على أن يستفيد من المساعدة امرأة ورجل متزوجان، وعلى قيد الحياة وبواسطة أمشاج (خلايا جنسية) متأتية منهما.
اقــرأ أيضاً
يعرّف القانون الجديد المساعدة الطبية، على أنّها كل تقنية سريرية وبيولوجية تتيح الإخصاب الأنبوبي أو حفظ الأمشاج والأنسجة التناسلية، أو التلقيح المنوي، وكلّ تقنية أخرى تمكّن من الإنجاب خارج السياق الطبيعي. ويعرّف القانون، الذي يعتبره كثيرون خبراً سارّاً للأزواج الذين يعانون من العقم، التلقيح بأنّه "تقنية تكمن في تحضير الحيوانات المنوية للزوج وإدخالها إلى رحم الزوجة، باستخدام مستلزمات طبّية ملائمة ومحددة".
بعيداً عن هذا القانون ومدى نجاحه على أرض الواقع، فإنّ رحمة (48 عاماً، ربة منزل)، تقرّ لـ"العربي الجديد" بمعاناتها الكبيرة مع العقم طوال سنوات زواجها، موضحة أنّها في السنوات الأولى كانت تعتقد أنّه مجرد تأخر في الولادة، لكن بعد مرور سنوات اقتنعت بأنّ الأمر يتعلق بعقم، خصوصاً بعدما أقنعها الطبيب بعدم انتظار أيّ مولود. تقول رحمة إنّه لا يمكن وصف الشعور الداخلي الذي يعتري امرأة تحلم بأن يحمل رحمها مولوداً كثمرة زواج وحياة مشتركة، عندما تعلم يقيناً أن لا أمل في أن تسمع كلمة "ماما" أو "أمي". تضيف أنّها شعرت طوال فترة كأنّها يتيمة، وأن لا اعتبار لها في هذا الوجود. تتابع أنّ زوجها دعمها ووقف إلى جانبها، وحاول إقناعها بأنّه لا يحتاج إلى "ضجيج الأطفال" لكنّها متأكدة من كونه "مشتاقاً إلى هذا الضجيج ليملأ عليه بيته". تضيف أنّ أصعب ما واجهته نظرات صديقاتها وجاراتها المليئة بالشفقة، وأحياناً بالتشفّي، خصوصاً عندما تتشاجر مع بعضهن.
مليكة، ليست بالحظ نفسه، فعدم قدرتها على الإنجاب جلبت إليها مشكلة أسرية وزوجية عويصة، فقد صبر رفيق دربها ثلاث سنوات على عدم حملها، ليطالبها بعدها بالذهاب إلى الطبيب، وعندما تأكد من عقمها، تبدّل سلوكه رأساً على عقب. تقول: "بدأ زوجي يكثر من مغادرة المنزل، ويتأخر في العودة، فكنت أعتبره مصدوماً من عدم حصوله على الأبوة، لكنّي اكتشفت خيانته لي، وعلاقاته بنساء أخريات، ولمّا صارحته ضربني وعنفني، ثم بعد أيام رفع دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة التي ارتأت التطليق للضرر الذي زعم أنّه لحق به لأنّني غير قادرة على الحمل".
نزهة، موظفة في القطاع الخاص، أكد لها الأطباء بعد زواجها، أنّها لن تتمكن من الحمل أبداً، لكنّها تختلف عن البقية في الأمل الذي بقي لها، بالرغم من مرور عدة أعوام على الزواج، بأنّها ستسمع كلمة "أمي". تقول لـ"العربي الجديد" إنّها كانت واثقة من قدرة الله، فشاء القدر أن يجازيها وزوجها على صبرهما بأن رزقهما أول مولود بعد زهاء 12 عاماً على الزواج. تضيف أنّ من العسير على المرأة أن تتقبل العقم في مجتمع مثل المجتمع المغربي الذي "يقدس الأولاد ويعتبر المرأة الولاّدة سيدة معطاء لا ينقطع نسلها، بينما المرأة العاقر لا تترك أثراً". تعلّق أنّه بالرغم من ذلك يجب على المرأة أن تثق في قدرة الله إذ "بين عشية وضحاها قد تقع معجزة صغيرة ويحصل الحمل فتلد المرأة بالرغم من أنف الأطباء".
اقــرأ أيضاً
فاطمة، بدورها، تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ نظرات المجتمع السلبية ونصائح جاراتها، اضطرتها إلى تجربة كثير من الوصفات من أجل أن يأتي يوم وتحمل جنيناً مثل قريناتها. تتابع أنّها كثيراً ما تعرضت لمشاكل صحية بسبب هذه الوصفات التي لم تؤدِّ إلى أيّ نتيجة. لا تخفي أنّها تحت ضغط الزوج ووالدته، وحتى من ضغط صديقاتها وجاراتها، شدت الرحال إلى ضريح "بوشعيب الرداد" بمنطقة دكالة، الذي تتوجه إليه غير القادرات على الحمل طلباً للذرية، كما تستمر في رمي النقود في حوض أسماك النون في قلعة شالة التاريخية، بالرباط، كما هو سائد في اعتقاد عدد من المغربيات، من دون أيّ فائدة. تضيف أنّها جرّبت كلّ الوصفات الشعبية، لتخلص إلى قناعة بأنّ العقم قدرها الذي لا يمكن الفكاك منه، وبأنّه يجب عليها التعايش مع الموضوع، والقبول بنفسها كما هي عليه، وألاّ تحاول إرضاء الآخرين باتباع سلوك "غير مشروع".
بالرغم من عدم توافر أرقام رسمية بشأن عدد النساء اللواتي لم يلدن، أو معدل العقم في المغرب، يمكن اعتبار العدد كبيراً. كثيرات منهن لا يترددن في تجريب جميع أنواع الطرق المتاحة للحصول على مولود يبعد عنهن تهمة "العاقر" التي تجعلهن عرضة للتشفّي وفي أحسن الأحوال الشفقة على المستوى الاجتماعي.
في فبراير/ شباط الماضي، تلقى الأزواج المغاربة الذين يعانون من العقم أو العجز الجنسي، بشرى سارة، بعدما صادق البرلمان على قانون المساعدة الطبّية للإنجاب، الذي ينص على أن يستفيد من المساعدة امرأة ورجل متزوجان، وعلى قيد الحياة وبواسطة أمشاج (خلايا جنسية) متأتية منهما.
يعرّف القانون الجديد المساعدة الطبية، على أنّها كل تقنية سريرية وبيولوجية تتيح الإخصاب الأنبوبي أو حفظ الأمشاج والأنسجة التناسلية، أو التلقيح المنوي، وكلّ تقنية أخرى تمكّن من الإنجاب خارج السياق الطبيعي. ويعرّف القانون، الذي يعتبره كثيرون خبراً سارّاً للأزواج الذين يعانون من العقم، التلقيح بأنّه "تقنية تكمن في تحضير الحيوانات المنوية للزوج وإدخالها إلى رحم الزوجة، باستخدام مستلزمات طبّية ملائمة ومحددة".
بعيداً عن هذا القانون ومدى نجاحه على أرض الواقع، فإنّ رحمة (48 عاماً، ربة منزل)، تقرّ لـ"العربي الجديد" بمعاناتها الكبيرة مع العقم طوال سنوات زواجها، موضحة أنّها في السنوات الأولى كانت تعتقد أنّه مجرد تأخر في الولادة، لكن بعد مرور سنوات اقتنعت بأنّ الأمر يتعلق بعقم، خصوصاً بعدما أقنعها الطبيب بعدم انتظار أيّ مولود. تقول رحمة إنّه لا يمكن وصف الشعور الداخلي الذي يعتري امرأة تحلم بأن يحمل رحمها مولوداً كثمرة زواج وحياة مشتركة، عندما تعلم يقيناً أن لا أمل في أن تسمع كلمة "ماما" أو "أمي". تضيف أنّها شعرت طوال فترة كأنّها يتيمة، وأن لا اعتبار لها في هذا الوجود. تتابع أنّ زوجها دعمها ووقف إلى جانبها، وحاول إقناعها بأنّه لا يحتاج إلى "ضجيج الأطفال" لكنّها متأكدة من كونه "مشتاقاً إلى هذا الضجيج ليملأ عليه بيته". تضيف أنّ أصعب ما واجهته نظرات صديقاتها وجاراتها المليئة بالشفقة، وأحياناً بالتشفّي، خصوصاً عندما تتشاجر مع بعضهن.
مليكة، ليست بالحظ نفسه، فعدم قدرتها على الإنجاب جلبت إليها مشكلة أسرية وزوجية عويصة، فقد صبر رفيق دربها ثلاث سنوات على عدم حملها، ليطالبها بعدها بالذهاب إلى الطبيب، وعندما تأكد من عقمها، تبدّل سلوكه رأساً على عقب. تقول: "بدأ زوجي يكثر من مغادرة المنزل، ويتأخر في العودة، فكنت أعتبره مصدوماً من عدم حصوله على الأبوة، لكنّي اكتشفت خيانته لي، وعلاقاته بنساء أخريات، ولمّا صارحته ضربني وعنفني، ثم بعد أيام رفع دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة التي ارتأت التطليق للضرر الذي زعم أنّه لحق به لأنّني غير قادرة على الحمل".
نزهة، موظفة في القطاع الخاص، أكد لها الأطباء بعد زواجها، أنّها لن تتمكن من الحمل أبداً، لكنّها تختلف عن البقية في الأمل الذي بقي لها، بالرغم من مرور عدة أعوام على الزواج، بأنّها ستسمع كلمة "أمي". تقول لـ"العربي الجديد" إنّها كانت واثقة من قدرة الله، فشاء القدر أن يجازيها وزوجها على صبرهما بأن رزقهما أول مولود بعد زهاء 12 عاماً على الزواج. تضيف أنّ من العسير على المرأة أن تتقبل العقم في مجتمع مثل المجتمع المغربي الذي "يقدس الأولاد ويعتبر المرأة الولاّدة سيدة معطاء لا ينقطع نسلها، بينما المرأة العاقر لا تترك أثراً". تعلّق أنّه بالرغم من ذلك يجب على المرأة أن تثق في قدرة الله إذ "بين عشية وضحاها قد تقع معجزة صغيرة ويحصل الحمل فتلد المرأة بالرغم من أنف الأطباء".
فاطمة، بدورها، تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ نظرات المجتمع السلبية ونصائح جاراتها، اضطرتها إلى تجربة كثير من الوصفات من أجل أن يأتي يوم وتحمل جنيناً مثل قريناتها. تتابع أنّها كثيراً ما تعرضت لمشاكل صحية بسبب هذه الوصفات التي لم تؤدِّ إلى أيّ نتيجة. لا تخفي أنّها تحت ضغط الزوج ووالدته، وحتى من ضغط صديقاتها وجاراتها، شدت الرحال إلى ضريح "بوشعيب الرداد" بمنطقة دكالة، الذي تتوجه إليه غير القادرات على الحمل طلباً للذرية، كما تستمر في رمي النقود في حوض أسماك النون في قلعة شالة التاريخية، بالرباط، كما هو سائد في اعتقاد عدد من المغربيات، من دون أيّ فائدة. تضيف أنّها جرّبت كلّ الوصفات الشعبية، لتخلص إلى قناعة بأنّ العقم قدرها الذي لا يمكن الفكاك منه، وبأنّه يجب عليها التعايش مع الموضوع، والقبول بنفسها كما هي عليه، وألاّ تحاول إرضاء الآخرين باتباع سلوك "غير مشروع".