يمسك الشاب راغب هيكل (24 عاماً) بيد خطيبته سهى لالتقاط صورة فوتوغرافية إلى جانب شجرة الجميز الشهيرة المغروسة قديماً عند أعلى "تل المنطار" في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، في محاولة منهما لكسر الصور التقليدية، والخروج بصورة تذكارية تحمل في طياتها إطلالة لافتة ومذاقاً مختلفاً.
غرابة الصور تكمن في مشهد البيوت المتلاصقة، صغيرة الحجم، والتي تبدو مثل لعبة المكعبات، إذ يتيح علو التل، ظهور مساحات واسعة من المدينة، بشكل أشبه بلوحة تشكيلية، تحوي تفاصيل المدينة القديمة، والتي تعد من أكثر مدن العالم كثافة بالسكان والمباني.
ويرتفع تل المنطار 85 متراً فوق سطح البحر الأبيض المتوسط، وتحده من الشرق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويضم سفحه عشرات البيوت الفلسطينية القديمة، وحديثة البناء، ينهلون جميعاً من خزان مياه بُني على مساحة دونم، أعلى التل.
وتميز التل بأهميته العسكرية، كونه المكان الأعلى في غزة، والذي يظهر مساحات واسعة من القطاع، حيث عسكر عليه جنود نابليون بونابرت، وتمركز عليه الأتراك، والجيش المصري، وعدد من الجيوش العربية، وكان ارتفاعه 95 متراً فوق سطح البحر، إلى أن احتلته القوات الإسرائيلية في يونيو/حزيران عام 1967، وقامت بتجريف نحو 10 أمتار منه بداية عام 1972، لخفض مستواه الذي كان يكشف مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وخصوصا مناطق النقب الغربي وسهول المجدل.
ويضم تل المنطار مدرستين، الأولى مدرسة عمر بن عبد العزيز، وبنيت في عهد الاحتلال الإسرائيلي عام 1984، بينما بنيت مدرسة معاذ بن جبل في عهد السلطة الفلسطينية عام 1997، كذلك يحوي مقبرة "تل المنطار" التي شيدت على مساحة نصف دونم.
الممارسات الإسرائيلية لم تتوقف بحق تل المنطار وسكانه، إذ تأثر خلال الحروب التي شهدتها المدينة المُحاصرة، خصوصا في الحرب الأخيرة، والتي تم فيها استهداف مقام "علي المنطار"، إضافة إلى استهداف خزان المياه، الذي تم تشييده مجدداً بتمويل من بعض المؤسسات.
تلك المعلومات، تحدث بها الستيني أحمد سالم خلف لـ"العربي الجديد" والذي وُلِد في بيت على سفح التل، مضيفاً أن قوات الاحتلال قامت بنقل الرمال التي تم تجريفها إلى بعض المستوطنات، إلى جانب تغيير معالم التل من أجل إزالة الخطر الذي قد يهدد أمنهم.
أما طقس "خميس المنطار"، كان من أبرز الطقوس الروحانية التي تتم كل عام على تل المنطار، وعن تفاصيله يقول خلف: "يأتي الدراويش من كل أنحاء فلسطين إلى تل المنطار في ذلك اليوم، ويقومون بفرش التل، وأداء طقوس دينية وحلقات ذكر، يتجمع عليها كل الجيران".
ويضيف خلف: "غربي التل توجد شجرة جميز، تسمى جميزة طلعت، عمرها يزيد على مائة عام، سميت بهذا الاسم نسبة لضابط مصري قبطي، ربط سريراً بين غصون الشجرة، وكان يستريح فيه، حين كان قائداً لموقع المنطار في الفترة ما بين 1948 حتى 1956 ميلادية".
الحديث مع أحمد خلف تحوّل بعد لحظات قليلة إلى مجلس ضم عدداً من كبار السن من المنطقة، والذين بدا عليهم حُب المكان، والانتماء له، إذ بدأ كل منهم بالحديث عن ذكرياته، وطفولته، وعشقه للمكان التاريخي.
الجلسة بدت جميلة وسلسة إلى أن بدأ الخلاف بعد طرح سؤال "سبب تسمية التل بهذا الاسم"، فقال أحدهم إنه يعود لولي صالح أصله من اليمن ويدعى علي، كان نعشه قد طار من اليمن واستقر على التل، بينما قال الثاني إن الكلمة جاءت تطوراً للنطرة والناطور، أي للحراسة والحارس، وذهب الثالث إلى القول إن الفرنسيين يطلقون كلمة "مونتير" أو منظار على الأماكن العالية، وتطورت الكلمة من منظار إلى منطار.
أما عن مساحة تل المنطار القريب من الحدود الشرقية لمدينة غزة، فيقول الباحث جميل حرارة (60 عاماً) إن ارتفاعه بعد التجريف وصل إلى 85 متراً، ومساحة مسطحه تبلغ نحو 5 دونمات، بينما تصل مساحة سفوح التل من كل النواحي إلى 80 متراً.
غرابة الصور تكمن في مشهد البيوت المتلاصقة، صغيرة الحجم، والتي تبدو مثل لعبة المكعبات، إذ يتيح علو التل، ظهور مساحات واسعة من المدينة، بشكل أشبه بلوحة تشكيلية، تحوي تفاصيل المدينة القديمة، والتي تعد من أكثر مدن العالم كثافة بالسكان والمباني.
ويرتفع تل المنطار 85 متراً فوق سطح البحر الأبيض المتوسط، وتحده من الشرق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويضم سفحه عشرات البيوت الفلسطينية القديمة، وحديثة البناء، ينهلون جميعاً من خزان مياه بُني على مساحة دونم، أعلى التل.
وتميز التل بأهميته العسكرية، كونه المكان الأعلى في غزة، والذي يظهر مساحات واسعة من القطاع، حيث عسكر عليه جنود نابليون بونابرت، وتمركز عليه الأتراك، والجيش المصري، وعدد من الجيوش العربية، وكان ارتفاعه 95 متراً فوق سطح البحر، إلى أن احتلته القوات الإسرائيلية في يونيو/حزيران عام 1967، وقامت بتجريف نحو 10 أمتار منه بداية عام 1972، لخفض مستواه الذي كان يكشف مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وخصوصا مناطق النقب الغربي وسهول المجدل.
ويضم تل المنطار مدرستين، الأولى مدرسة عمر بن عبد العزيز، وبنيت في عهد الاحتلال الإسرائيلي عام 1984، بينما بنيت مدرسة معاذ بن جبل في عهد السلطة الفلسطينية عام 1997، كذلك يحوي مقبرة "تل المنطار" التي شيدت على مساحة نصف دونم.
الممارسات الإسرائيلية لم تتوقف بحق تل المنطار وسكانه، إذ تأثر خلال الحروب التي شهدتها المدينة المُحاصرة، خصوصا في الحرب الأخيرة، والتي تم فيها استهداف مقام "علي المنطار"، إضافة إلى استهداف خزان المياه، الذي تم تشييده مجدداً بتمويل من بعض المؤسسات.
تلك المعلومات، تحدث بها الستيني أحمد سالم خلف لـ"العربي الجديد" والذي وُلِد في بيت على سفح التل، مضيفاً أن قوات الاحتلال قامت بنقل الرمال التي تم تجريفها إلى بعض المستوطنات، إلى جانب تغيير معالم التل من أجل إزالة الخطر الذي قد يهدد أمنهم.
أما طقس "خميس المنطار"، كان من أبرز الطقوس الروحانية التي تتم كل عام على تل المنطار، وعن تفاصيله يقول خلف: "يأتي الدراويش من كل أنحاء فلسطين إلى تل المنطار في ذلك اليوم، ويقومون بفرش التل، وأداء طقوس دينية وحلقات ذكر، يتجمع عليها كل الجيران".
ويضيف خلف: "غربي التل توجد شجرة جميز، تسمى جميزة طلعت، عمرها يزيد على مائة عام، سميت بهذا الاسم نسبة لضابط مصري قبطي، ربط سريراً بين غصون الشجرة، وكان يستريح فيه، حين كان قائداً لموقع المنطار في الفترة ما بين 1948 حتى 1956 ميلادية".
الحديث مع أحمد خلف تحوّل بعد لحظات قليلة إلى مجلس ضم عدداً من كبار السن من المنطقة، والذين بدا عليهم حُب المكان، والانتماء له، إذ بدأ كل منهم بالحديث عن ذكرياته، وطفولته، وعشقه للمكان التاريخي.
الجلسة بدت جميلة وسلسة إلى أن بدأ الخلاف بعد طرح سؤال "سبب تسمية التل بهذا الاسم"، فقال أحدهم إنه يعود لولي صالح أصله من اليمن ويدعى علي، كان نعشه قد طار من اليمن واستقر على التل، بينما قال الثاني إن الكلمة جاءت تطوراً للنطرة والناطور، أي للحراسة والحارس، وذهب الثالث إلى القول إن الفرنسيين يطلقون كلمة "مونتير" أو منظار على الأماكن العالية، وتطورت الكلمة من منظار إلى منطار.
أما عن مساحة تل المنطار القريب من الحدود الشرقية لمدينة غزة، فيقول الباحث جميل حرارة (60 عاماً) إن ارتفاعه بعد التجريف وصل إلى 85 متراً، ومساحة مسطحه تبلغ نحو 5 دونمات، بينما تصل مساحة سفوح التل من كل النواحي إلى 80 متراً.