يعاني أهالي العديد من مناطق بغداد، فضلا عن محافظات عراقية أخرى، من مشكلة تلوث مياه الشرب، والتي تسببت بأمراض خطيرة، في حين لم تبد السلطات المسؤولة أي تحرك لمواجهة هذا الخطر.
وقال المسؤول في دائرة الماء والمجاري في بغداد، غانم المسعودي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أوضاع مشروعات مياه الشرب خطيرة للغاية. المياه التي تدخل مشاريع التصفية تؤخذ من نهر دجلة، والنهر يعاني من تسرب المجاري إليه، ما يتسبب بنسب تلوث عالية، وهناك تكسرات في شبكات المياه، ومن خلالها تدخل مياه المجاري ومياه الأمطار إلى الشبكات، وتختلط بمياه الشرب، فضلا عن أنّ مشاريع تصفية المياه لا تصفي بشكل جيد".
وأوضح المسعودي أنّ "الكثير من الشكاوى وصلت إلى أمانة بغداد من المواطنين، لكن تحركات إصلاح الخلل محدودة. تم إصلاح بعض التكسرات، لكن هناك شبكات كاملة بحاجة إلى استبدال، ولا تتوفر الأموال الكافية لذلك"، محملا الحكومة "مسؤولية الخلل بسبب عدم وجود مخصصات مالية لإنجاز مشاريع المياه".
ويؤكد أهالي بغداد، أنّ التحليلات المخبرية التي أجروها لمياه الشرب أظهرت نسبا مخيفة من التلوث، وقال حسين الأعظمي، لـ"العربي الجديد": "لا نستخدم مياه الشرب مباشرة، بل ندخلها إلى منظومة التنقية التي تعمل بالأوزون، لكن رغم ذلك بلغت نسب التلوث نحو 600 درجة، وفلاتر المنظومة لا تعمل بسبب ارتفاع النسب".
وأضاف: "سجلت أمراض عديدة في منطقة الأعظمية، وغيرها من مناطق بغداد، وقدمنا شكاوى إلى الجهات الصحية وأمانة بغداد، لكن لم نشهد أي تحرك. لون الماء الذي يصلنا أزرق، والجهات المسؤولة لا تفعل شيئا لإنقاذ حياة المواطنين، خاصة الفقراء منهم ممن لا يستطيعون شراء مياه الشرب المعبأة".
وأكد على "ضرورة أن تتحمل أمانة بغداد والجهات المسؤولة، مسؤوليتها، وأن تعمل على إصلاح الخلل، والبدء بمشاريع تصفية جديدة تلبي حاجة الأهالي من المياه الصالحة للشرب".