تلفزيونات المغرب في رمضان: رداءة في الإنتاج

11 يونيو 2016
لا ميزانية للإنتاج (Getty)
+ الخط -
ما إن انتهت الحلقات الأولى من البرامج الرمضانية، حتى انهمرت انتقادات عدة للبرامج التي تبثها القنوات المغربية، فعلى غرار كل سنة تعالت الأصوات المنتقدة لها، خاصة تلك التعليقات الساخرة عبر موقع "فيسبوك"، إلا أن بعض الفنانين عزوا هذا "النقص" في الجودة إلى "عدم وجود وقت كافٍ للإنتاج".
وعمت الانتقادات مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب أحد المغاربة على "فيسبوك": "عند كل سحور لا بد من تناول حبوب منع مشاهدة البرامج الرمضانية على القنوات الوطنية".
أما عبد العالي الرامي، فقد شارك على صفحته رسمًا كاريكاتوريا يظهر فيه رجل يهم برمي جهاز التلفاز من النافذة، بعدما أغضبته "رداءة" الدراما الرمضانية المغربية، إلا أن زوجته كانت تهم بثنيه عن ذلك معلقة "دعنا على الأقل نسمع به أذان المغرب".

الأجزاء الفاشلة

بدوره انتقد عبد العزيز العبدي الإنتاجات الرمضانية لهذه السنة، معلقاً بالقول إن هناك بعض الأعمال تكون جيدة إلا أن "الجزء الثاني" و"الجزء الثالث منها"، يسفّهها ولا يجعلها ناجحة. ولم يكتفِ يوسف معضور بانتقاد الدراما المغربية في رمضان، بل شارك رابطاً لبرنامج للكاميرا الخفية من إنتاج غير مغربي.
ويعلق محمد عبد الوهاب العلالي، المتخصص في قضايا الإعلام، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على هذه الانتقادات بكونه "تم التعود عليها خلال كل سنة، إذ تتم ملاحظتها أيضاً في بعض الفترات العادية"، قبل أن يقر بأن عدم جودة كثير من البرامج هو "أمر واقع"، خاصة إذا ما تمت المقارنة بين معايير الإنتاج السائدة في المغرب العربي، وباقي دول العالم العربي.
الأستاذ في المعهد العالي للإعلام والاتصال، اعتبر أن تعالي الانتقادات بعد أول حلقات البرامج التلفزيونية هو "أمر طبيعي"، لأسباب متعددة، منها غياب ثقافة النقد الإعلامي "الذي يمكن أن يربي الجمهور على ثقافة المشاهدة والنقد للجوانب الإيجابية والسلبية"، حسب تعبيره.
وفي هذا الإطار، اعتبر المتحدث أنه أمام "غياب" ثقافة نقدية بنّاءة يبقى السائد هو "تقديم الأحكام العامة التي في غالب الأحيان تكون آراءً شخصية بدون أن تعتمد على أسس نقدية مدروسة".

غياب النقد البنّاء

ويردف الخبير الإعلامي قائلاً: "حينما يكون هناك برنامج يستحق الإشادة، فيجب أن نقوم بذلك حتى نشجع المبدعين والفنانين المغاربة، في حين عندما تكون هناك برامج تستحق النقد لإعادة بناء الإنتاج وتجويد الأعمال اللاحقة، فيجب القيام بذلك أيضا".
إلى ذلك، عبّرت الجمعية المغربية لحقوق المشاهد عن استنكارها للتأخير في الإعلان عن البرمجة الرمضانية من طرف القنوات الرسمية، معتبرة في بيان لها، وصلت "العربي الجديد"، نسخة منه، أن الأمر يبرز "ﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺨﺒّﻂ ﻓﻴﻪ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻄﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ"، حسب تعبيرها.
وأعلنت الجمعية أنها ستعمل على مواكبة ومتابعة الأسبوع الأول من البرمجة الرمضانية لمحاولة القيام بقراءات ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻴﻘﺪمه الإعلام العمومي ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ.
المساهمون