قبل نحو أسبوعين، عاد منير سيف الله إلى مقاعد الدراسة، ولكن ليس إلى مدرسته التي اعتادها خلال السنوات الثلاث الماضية، بل إلى أخرى خاصة. كان هذه قرار والديه بعدما شهد التعليم العام احتجاجات عدة خلال السنة الماضية، ما أثر بشكل كبير على منير وغيره من التلاميذ. ويقول والده مجيد ابراهيم إنه على الرغم من بساطة دخله، إلا أنه لم يجد حلاً آخر لصالح ابنه.
وكان العام الدراسي الماضي قد شهد تحرّكات عدة من قبل المدرسين، شملت مقاطعة الدروس وتنظيم احتجاجات متواصلة، وصولاً إلى مقاطعة الامتحانات، فصدر قرار بالارتقاء بصفة استثنائيّة إلى المستوى الأعلى بالنسبة إلى تلاميذ المرحلة الابتدائيّة المسجّلين في المؤسّسات التربويّة العامة، خلال العام الدراسي 2014 ــ 2015.
وصدر القرار على خلفيّة تعذّر إجراء امتحانات في عدد من المدارس الابتدائيّة بسبب الإضراب الإداري، بالإضافة إلى تعذّر عقد مجالس الأقسام المؤهّلة للنظر في ارتقاء التلاميذ.
أزمة الحوار بين نقابة التعليم الابتدائي ووزارة التربية وتكرر الاحتجاجات، دفعت العديد من التونسيين إلى اللجوء إلى المدارس الخاصة، التي شهدت انتعاشة كبيرة خلال العام الدراسي الحالي. وقد التحق 25 ألف تلميذ بالمدارس الابتدائية الخاصة هذا العام، بحسب رئيسة الغرفة الجهوية للتعليم الخاص رملة الشملي. وتقول لـ "العربي الجديد" إن التعليم الخاص يشهد في الوقت الحالي اقبالاً كبيراً، حتى في المناطق الداخلية، مؤكدة أن كثرة الاحتجاجات التي أدت إلى توقف الدراسة مراراً، دفعت عدداً من العائلات إلى نقل أولادها إلى المدارس الخاصة.
تغير المشهد إذن، ولم تعد الأسر الميسورة تلجأ وحدها إلى المدارس الابتدائية الخاصة، بل أن العديد من العائلات المتوسطة الدخل ألحقت أطفالها بالمدارس الابتدائية الخاصة، لضمان عام دراسي بعيداً عن التجاذبات بين نقابة التعليم ووزارة التربية.
ووصل عدد التلاميذ في المدارس الخاصة إلى أكثر من 50 ألف تلميذ، أي بنسبة 4.3 في المائة من إجمالي التلاميذ، بالمقارنة مع 20 ألف تلميذ عام 2010. أيضاً، يقدر عدد المدارس الخاصة بنحو 200 مدرسة في الوقت الحالي بالمقارنة مع 90 مدرسة عام 2010.
إلى ذلك، تستحوذ العاصمة على الجزء الأكبر من هؤلاء التلاميذ، بنسبة 58 في المائة، كما وتضم 46 في المائة من المدارس الخاصة. ويبدو أن هناك اهتماماً أكبر بالتعليم الخاص في كل من محافظات سوسة والمنستير ونابل وبنزرت، في ظل تزايد عدد التلاميذ في المدارس الخاصة، حتى في المناطق الداخلية.
هذا العام، فضل محمد الصالحي إلحاق ابنه بإحدى المدارس الخاصة، بسبب الأزمات الكثيرة التي شهدها قطاع التعليم العام خلال السنوات الأخيرة، ما أثر على التلاميذ بشكل كبير. ويشرح أن معدلات ابنه تراجعت خلال العام الماضي، على الرغم من تلقيه دروساً خصوصية في مواد عدة. ويلفت إلى أن المدارس العامة تعاني من الازدحام، وعادة ما يتجاوز عدد التلاميذ في الفصل الواحد الثلاثين، الأمر الذي يؤثر على قدرة التلاميذ الاستيعابية، بالإضافة إلى صعوبة تعامل المدرسين مع هذا العدد الكبير في المقابل، فإن عدد التلاميذ في الفصل الواحد في المدارس الخاصة لا يتجاوز العشرين تلميذاً.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية أعلنت خلال العام الماضي عن نتائج مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وقد توجه 3832 تلميذاً إلى المدارس الاعدادية النموذجية الموزعة على مختلف ولايات الجمهورية، من ضمن 25657 تلميذاً نجحوا في الالتحاق في المدارس الاعدادية النموذجية دورة 2014.
وأسفرت النتائج عن حصول تلميذ من مدرسة ابتدائية خاصة في محافظة المنستير على أعلى معدل على مستوى الجمهورية بمعدل 19,10 من أصل 20، فيما حصلت تلميذة من مدرسة ابتدائية خاصة في ولاية تونس على المرتبة الثانية بمعدل 19,05.
تفوق تلاميذ المدارس الخاصة كان دافعاً لدى عدد من الأهالي لإلحاق أبنائهم بالقطاع الخاص. في السياق، تشير رفيقة يوسف إلى أن وزارة التربية تعهدت اليوم بإجراء العديد من الإصلاحات في المنظومة التربوية، علماً أن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً على حدّ تعبيرها. في الوقت نفسه، تشير إلى أن "الأزمة بين نقابة التعليم والوزارة لم تحلّ بعد"، مضيفة أنها تخشى "عودة سيناريو السنة الماضية وتكرر الاحتجاجات التي ستؤثر على مردود التلاميذ بالأساس".
إقرأ أيضاً: كابوس العنف يلاحق مدارس تونس
وكان العام الدراسي الماضي قد شهد تحرّكات عدة من قبل المدرسين، شملت مقاطعة الدروس وتنظيم احتجاجات متواصلة، وصولاً إلى مقاطعة الامتحانات، فصدر قرار بالارتقاء بصفة استثنائيّة إلى المستوى الأعلى بالنسبة إلى تلاميذ المرحلة الابتدائيّة المسجّلين في المؤسّسات التربويّة العامة، خلال العام الدراسي 2014 ــ 2015.
وصدر القرار على خلفيّة تعذّر إجراء امتحانات في عدد من المدارس الابتدائيّة بسبب الإضراب الإداري، بالإضافة إلى تعذّر عقد مجالس الأقسام المؤهّلة للنظر في ارتقاء التلاميذ.
أزمة الحوار بين نقابة التعليم الابتدائي ووزارة التربية وتكرر الاحتجاجات، دفعت العديد من التونسيين إلى اللجوء إلى المدارس الخاصة، التي شهدت انتعاشة كبيرة خلال العام الدراسي الحالي. وقد التحق 25 ألف تلميذ بالمدارس الابتدائية الخاصة هذا العام، بحسب رئيسة الغرفة الجهوية للتعليم الخاص رملة الشملي. وتقول لـ "العربي الجديد" إن التعليم الخاص يشهد في الوقت الحالي اقبالاً كبيراً، حتى في المناطق الداخلية، مؤكدة أن كثرة الاحتجاجات التي أدت إلى توقف الدراسة مراراً، دفعت عدداً من العائلات إلى نقل أولادها إلى المدارس الخاصة.
تغير المشهد إذن، ولم تعد الأسر الميسورة تلجأ وحدها إلى المدارس الابتدائية الخاصة، بل أن العديد من العائلات المتوسطة الدخل ألحقت أطفالها بالمدارس الابتدائية الخاصة، لضمان عام دراسي بعيداً عن التجاذبات بين نقابة التعليم ووزارة التربية.
ووصل عدد التلاميذ في المدارس الخاصة إلى أكثر من 50 ألف تلميذ، أي بنسبة 4.3 في المائة من إجمالي التلاميذ، بالمقارنة مع 20 ألف تلميذ عام 2010. أيضاً، يقدر عدد المدارس الخاصة بنحو 200 مدرسة في الوقت الحالي بالمقارنة مع 90 مدرسة عام 2010.
إلى ذلك، تستحوذ العاصمة على الجزء الأكبر من هؤلاء التلاميذ، بنسبة 58 في المائة، كما وتضم 46 في المائة من المدارس الخاصة. ويبدو أن هناك اهتماماً أكبر بالتعليم الخاص في كل من محافظات سوسة والمنستير ونابل وبنزرت، في ظل تزايد عدد التلاميذ في المدارس الخاصة، حتى في المناطق الداخلية.
هذا العام، فضل محمد الصالحي إلحاق ابنه بإحدى المدارس الخاصة، بسبب الأزمات الكثيرة التي شهدها قطاع التعليم العام خلال السنوات الأخيرة، ما أثر على التلاميذ بشكل كبير. ويشرح أن معدلات ابنه تراجعت خلال العام الماضي، على الرغم من تلقيه دروساً خصوصية في مواد عدة. ويلفت إلى أن المدارس العامة تعاني من الازدحام، وعادة ما يتجاوز عدد التلاميذ في الفصل الواحد الثلاثين، الأمر الذي يؤثر على قدرة التلاميذ الاستيعابية، بالإضافة إلى صعوبة تعامل المدرسين مع هذا العدد الكبير في المقابل، فإن عدد التلاميذ في الفصل الواحد في المدارس الخاصة لا يتجاوز العشرين تلميذاً.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية أعلنت خلال العام الماضي عن نتائج مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وقد توجه 3832 تلميذاً إلى المدارس الاعدادية النموذجية الموزعة على مختلف ولايات الجمهورية، من ضمن 25657 تلميذاً نجحوا في الالتحاق في المدارس الاعدادية النموذجية دورة 2014.
وأسفرت النتائج عن حصول تلميذ من مدرسة ابتدائية خاصة في محافظة المنستير على أعلى معدل على مستوى الجمهورية بمعدل 19,10 من أصل 20، فيما حصلت تلميذة من مدرسة ابتدائية خاصة في ولاية تونس على المرتبة الثانية بمعدل 19,05.
تفوق تلاميذ المدارس الخاصة كان دافعاً لدى عدد من الأهالي لإلحاق أبنائهم بالقطاع الخاص. في السياق، تشير رفيقة يوسف إلى أن وزارة التربية تعهدت اليوم بإجراء العديد من الإصلاحات في المنظومة التربوية، علماً أن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً على حدّ تعبيرها. في الوقت نفسه، تشير إلى أن "الأزمة بين نقابة التعليم والوزارة لم تحلّ بعد"، مضيفة أنها تخشى "عودة سيناريو السنة الماضية وتكرر الاحتجاجات التي ستؤثر على مردود التلاميذ بالأساس".
إقرأ أيضاً: كابوس العنف يلاحق مدارس تونس