"تمضي أيام الدراسة جافّة". هكذا يصف عبد القادر شايف واقع الحال في مدرسته في اليمن. فهو لا يرى غير طابور الصباح والمدرّسين والدفاتر والواجبات. يمضي غالبيّة تلاميذ اليمن نحو خمس ساعات في اليوم داخل الصف، من دون أية نشاطات ترفيهية، باستثناء فترة الاستراحة التي لا تتجاوز نصف الساعة في اليوم. يقول شايف: "يومياً، أشعر بالملل والنعاس. لا شيء يحفزني على المشاركة في الصف أو حبّ المدرسة"، مشيراً إلى أنّ المدرسة "مثل سجن كبير يضطرّ التلاميذ إلى الذهاب إليها يومياً لإرضاء أهلهم".
ويوضح شايف أنّ الدراسة أصبحت أكثر كآبة خلال العامين الماضيين، بعدما توقفوا عن لعب كرة القدم كما في السابق، رغم أنّها لعبتهم الوحيدة. "سابقاً، كان هناك حصص رياضة. نخرج إلى باب المدرسة للعب كرة القدم. لكن حاليّاً، لم يعد هناك اهتمام بهذه الحصص رغم أنّ لعبة كرة القدم كانت متنفسنا الوحيد"، لافتاً إلى أنه خلال العام الماضي، لم تنظّم المدرسة أية رحلة ترفيهية. لذلك، يعدّ هذا العام الأسوأ.
نُظلم
بدورها، تتحدّث آلاء شرف عن معاناة مماثلة، لافتة إلى أنه ليس هناك رحلات أو مسابقات أو حصص رياضيّة. وتوضح أن فناء المدرسة التي تدرس فيها مكشوف، وحوله أبنية عالية، ويمكن لأي شخص أن ينظر إلى التلميذات وهن يلعبن. تقول لـ "العربي الجديد": "نشعر أنّ المجتمع يظلمنا في كل مكان. لا نستطيع الخروج من المنزل متى شئنا، ولا نستطيع الترفيه عن أنفسنا. وفي المدرسة، نُحرم من اللعب. كلّ شيء ممنوع".
تضيف أنّه في المرحلة الثانويّة، لا تذكر أّنها لعبت كرة القدم في المدرسة أو البيت. أما عن الرحلات المدرسيّة، فتكاد تكون معدومة بسبب عدم توفّر المال لمثل هذه النشاطات. وفي ما يتعلّق بوسائل الترفيه في المدارس الخاصة، والتي تتطلّب دفع رسوم عالية، فتعدّ أفضل حالاً.
اقــرأ أيضاً
وتسعى هذه المدارس إلى توفير كل متطلبات التعليم والترفيه في وقت واحد، مثل الأماكن المخصصة للعب التلميذات بحرية، والرحلات التعليمية والترفيهية، بالإضافة إلى المسابقات الثقافيّة المتنوعة. كذلك، يوفّر للذكور أنشطة إضافيّة. في هذا السياق، تقول التلميذة سامية الكيال إن معظم الأهل يمتنعون عن إشراك بناتهم في الرحلات الترفيهية إلى خارج المدينة خوفاً عليهن، مشيرة إلى أن الأهل لا يمنحون بناتهم الثقة، وإن كان البعض يسمح للفتيات بالمشاركة في الرحلات إلى الحدائق أو الأماكن الثقافية وغيرها. لكن هؤلاء قلّة، إذ أن الغالبية يخشون أن تتعرض بناتهم لأي مكروه أو مضايقات خلال الرحلات.
مصاريف
إلى ذلك، يشكو أولياء الأمور من مصاريف الأنشطة الترفيهيّة والثقافية في هذه المدارس. يقول والد التلميذ محمد خليل إن هذه النشاطات "مبالغة" وليست ضرورية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الصعبة. يشير إلى أنه طلب من إدارة المدرسة الحدّ منها بسبب الحرب في اليمن، مضيفاً أنه لم يعد قادراً على تلبية هذه المطالب بعدما تراجع دخله.
من جهته، يؤكد مدير مدرسة النبلاء الحكومية في محافظة المحويت، علي أنقع، أنّ إلغاء النشاطات الترفيهية والتثقيفية في المدارس يرتبط بعدم توفر الاعتمادات المالية. يقول لـ "العربي الجديد" إن مدارس كثيرة، ومنها المدرسة التي يديرها، لا تستطيع توفير رواتب المدرسين المتطوعين، فكيف لها أن تنظّم نشاطات ترفيهية؟ مع ذلك، يشير إلى أنه يسعى إلى تنظيم بعض النشاطات التي تجعل الأطفال يحبّون المدرسة.
يضيف أن النشاطات المدرسية، خصوصاً الرياضية والثقافية، تلعب دوراً إيجابياً في التحصيل الدراسي، وتحسين السلوك، وجعل التلاميذ أكثر إيجابية في التعامل مع زملائهم وأساتذتهم، بالإضافة إلى تعزيز مهارات القيادة والتفاعل الاجتماعي والجدية والمثابرة، ما يساعدهم على تجاوز المشاكل في المستقبل. كما يحذّر من خطورة أن تكون النشاطات الترفيهية ثانوية في حياة التلاميذ، إذ أن الاستغناء عنها ينعكس سلباً على مستوى التلاميذ وقدرتهم على الاستجابة للدروس والتفاعل مع المدرّس، خصوصاً أنها تساهم في تشكيل شخصية التلميذ. ويشير إلى أن غالبيّة المدارس الريفيّة لا تهتم بهذا الجانب في ظل شح الإمكانات. أما تلك الموجودة في المدن، فتركز على المواد النظرية، من دون إعطاء الاهتمام اللازم للنشاطات الترفيهية بسبب ضيق الوقت. في المحصّلة، ليس العام الدراسي الحالي في اليمن كما يحلم التلاميذ، أو كما اعتادوا.
اقــرأ أيضاً
ويوضح شايف أنّ الدراسة أصبحت أكثر كآبة خلال العامين الماضيين، بعدما توقفوا عن لعب كرة القدم كما في السابق، رغم أنّها لعبتهم الوحيدة. "سابقاً، كان هناك حصص رياضة. نخرج إلى باب المدرسة للعب كرة القدم. لكن حاليّاً، لم يعد هناك اهتمام بهذه الحصص رغم أنّ لعبة كرة القدم كانت متنفسنا الوحيد"، لافتاً إلى أنه خلال العام الماضي، لم تنظّم المدرسة أية رحلة ترفيهية. لذلك، يعدّ هذا العام الأسوأ.
نُظلم
بدورها، تتحدّث آلاء شرف عن معاناة مماثلة، لافتة إلى أنه ليس هناك رحلات أو مسابقات أو حصص رياضيّة. وتوضح أن فناء المدرسة التي تدرس فيها مكشوف، وحوله أبنية عالية، ويمكن لأي شخص أن ينظر إلى التلميذات وهن يلعبن. تقول لـ "العربي الجديد": "نشعر أنّ المجتمع يظلمنا في كل مكان. لا نستطيع الخروج من المنزل متى شئنا، ولا نستطيع الترفيه عن أنفسنا. وفي المدرسة، نُحرم من اللعب. كلّ شيء ممنوع".
تضيف أنّه في المرحلة الثانويّة، لا تذكر أّنها لعبت كرة القدم في المدرسة أو البيت. أما عن الرحلات المدرسيّة، فتكاد تكون معدومة بسبب عدم توفّر المال لمثل هذه النشاطات. وفي ما يتعلّق بوسائل الترفيه في المدارس الخاصة، والتي تتطلّب دفع رسوم عالية، فتعدّ أفضل حالاً.
وتسعى هذه المدارس إلى توفير كل متطلبات التعليم والترفيه في وقت واحد، مثل الأماكن المخصصة للعب التلميذات بحرية، والرحلات التعليمية والترفيهية، بالإضافة إلى المسابقات الثقافيّة المتنوعة. كذلك، يوفّر للذكور أنشطة إضافيّة. في هذا السياق، تقول التلميذة سامية الكيال إن معظم الأهل يمتنعون عن إشراك بناتهم في الرحلات الترفيهية إلى خارج المدينة خوفاً عليهن، مشيرة إلى أن الأهل لا يمنحون بناتهم الثقة، وإن كان البعض يسمح للفتيات بالمشاركة في الرحلات إلى الحدائق أو الأماكن الثقافية وغيرها. لكن هؤلاء قلّة، إذ أن الغالبية يخشون أن تتعرض بناتهم لأي مكروه أو مضايقات خلال الرحلات.
مصاريف
إلى ذلك، يشكو أولياء الأمور من مصاريف الأنشطة الترفيهيّة والثقافية في هذه المدارس. يقول والد التلميذ محمد خليل إن هذه النشاطات "مبالغة" وليست ضرورية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الصعبة. يشير إلى أنه طلب من إدارة المدرسة الحدّ منها بسبب الحرب في اليمن، مضيفاً أنه لم يعد قادراً على تلبية هذه المطالب بعدما تراجع دخله.
من جهته، يؤكد مدير مدرسة النبلاء الحكومية في محافظة المحويت، علي أنقع، أنّ إلغاء النشاطات الترفيهية والتثقيفية في المدارس يرتبط بعدم توفر الاعتمادات المالية. يقول لـ "العربي الجديد" إن مدارس كثيرة، ومنها المدرسة التي يديرها، لا تستطيع توفير رواتب المدرسين المتطوعين، فكيف لها أن تنظّم نشاطات ترفيهية؟ مع ذلك، يشير إلى أنه يسعى إلى تنظيم بعض النشاطات التي تجعل الأطفال يحبّون المدرسة.
يضيف أن النشاطات المدرسية، خصوصاً الرياضية والثقافية، تلعب دوراً إيجابياً في التحصيل الدراسي، وتحسين السلوك، وجعل التلاميذ أكثر إيجابية في التعامل مع زملائهم وأساتذتهم، بالإضافة إلى تعزيز مهارات القيادة والتفاعل الاجتماعي والجدية والمثابرة، ما يساعدهم على تجاوز المشاكل في المستقبل. كما يحذّر من خطورة أن تكون النشاطات الترفيهية ثانوية في حياة التلاميذ، إذ أن الاستغناء عنها ينعكس سلباً على مستوى التلاميذ وقدرتهم على الاستجابة للدروس والتفاعل مع المدرّس، خصوصاً أنها تساهم في تشكيل شخصية التلميذ. ويشير إلى أن غالبيّة المدارس الريفيّة لا تهتم بهذا الجانب في ظل شح الإمكانات. أما تلك الموجودة في المدن، فتركز على المواد النظرية، من دون إعطاء الاهتمام اللازم للنشاطات الترفيهية بسبب ضيق الوقت. في المحصّلة، ليس العام الدراسي الحالي في اليمن كما يحلم التلاميذ، أو كما اعتادوا.