(١)
بغض الطرف عن إبقاء اتحاد الكرة السعودي على عمر المهنا رئيساً للجنة الحكام عاماً آخر، على الرغم من اللغط الدائر عنه، والغلط الدائم منه، في حق العدل والتعديل ..
(٢)
وبغض الطرف عن إقرار اتحاد اللعبة - بعد أن بدأ الدوري المحلي، وانقضت منه جولتان، زيادة فرص التحكيم الأجنبي في الملعب السعودي، من ثلاث مرات للفريق الواحد إلى خمس مرات، تحت ضغط "البيانات" و"التغريدات"، التي اشتكت من رداءة أداء الحكام، وشككت في نزاهة بعضهم ..
(٣)
بغض الطرف عن هذا كله، تمنيت لو رد رئيس اتحاد الكرة، على طلب نادي النصر (الذي دونه في "بيان" مستجيرا من الحكم السعودي بآخر أجنبي، وآزره في ذلك نادي الهلال بتغريدات من عصافير لا مناقير لها)، تمنيت لو ردّ بـ"بيان" كتبت فيه كلمة واحدة فقط، هي: "تمّ"!
(٤)
.. و"تمّ" التي سيكتبها الرئيس، كانت ستعني، أن "طلباتكم أوامر، ولكم من الحكام الأجانب ما تخيرون، ومن أي بلد تشتهون .. كل ما عليكم هو أن تدفعوا السعر مضاعفاً، وهي مسألة حسابية بسيطة جداً، اضربوا المبلغ القديم في رقم اثنين، وادفعوا الناتج مالاً حلالا، ثمنا لحضورهم .. نصف المبلغ ستسدد به فاتورة الاستعانة بهم، والنصف الباقي سيستعان به، في تدريب، وتطوير الحكام البارزين، وولادة حكام جدد، يمكن الدفع بهم إلى الملعب، حين تتهيأ لهم الساحة والمساحة".
(٥)
تمنيت، لو قرر أول رئيس اتحاد قدم "مُنتخب" في السعودية، قصر تكليفات الحكام المحليين على دوري الدرجتين الأولى والثانية والأقل منهما .. وتركْ "جمل" دوري جميل، للحكام الأجانب يأكلون من لحمه ما يأكلون ..
(٦)
أقول تمنيت لو قام بذلك، لنرصد معاً، هل ستتوقف حالة التذمر عن وخز أصابعها في عيون الحق والحقيقة ..
وهل سيجف لعاب الألسن التي تتهم الحكام بـ"غياب الذمة"، وأكل المال الحرام، حتى لا تجد ما ترطب به كلماتها فتموت في أفواهها قبل أن تولد على سرير عبارة مؤذية؟!..
(٧)
ليتك فعلت يا سعادة الرئيس .. لأن الأخطاء ستحدث، وعروق الغضب ستنفر تحت جلود الحانقين، لكنهم حينها لن يجدوا من يشتمونه، ولا من يتهمونه، ولا من يعلقون على رقبته وزر خساراتهم ..
(٨)
سيتراجعون عن دفع المال، لحكام لا يصنعون لهم الفوز، ويتسببون في حدوث الهزيمة، ومع ذلك يعجزون عن بصق الكلمات السيئة على ظهورهم، كما كانوا يفعلون مع أبناء جلدتهم، الذين عليهم مواجهة الصوت بالصمت، أو الاعتزال!
(٩)
كنت أتمنى لو قلت لهم: "تمّ" .. لنفهم كلنا، أن "المكر السيئ لا يحيق الا بأهله".
لمتابعة الكاتب ..https://twitter.com/alfheedA