يضع العميد نعيم الغول، رئيس جهاز الأمن الوطني وقائد قوات حرس الحدود في وزارة الداخلية بقطاع غزة، عملية مراقبة الجماعات التكفيرية لمنع تسللها من سيناء وإليها، على رأس أولوياته، منذ تولّيه منصبه قبل عامين ونصف العام، إذ أضرت تلك المجموعات بالمقاومة، عبر خلق ذرائع وهمية للاحتلال لقصف مواقعها والتجسس عليها لصالح جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، حتى وصل الأمر إلى تورطهم في عملية اغتيال أحد القادة البارزين.
ومنذ بداية العام، وقعت 9 عمليات إطلاق قذائف صاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة برؤوس خالية من المتفجرات ومحشوة بالرمل ونشارة الخشب، قام بها تكفيريون، وفقا لما كشفه المسؤول الأمني الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، قائلا "الهدف من ذلك خلق ذريعة لتمكين الاحتلال من الاستمرار في الغارات واستنزاف المقاومة، والذي يعد أحد أهدافهم المرسومة من قبل مشغليهم، فيما اغتال 3 منهم القائد في كتائب القسام مازن فقهاء، في 24 مارس/آذار الماضي، بأمر من الضابط المكلف بتشغيلهم في الشاباك، وفق ما كشفه التحقيق معهم".
صناعة التكفيريين
يحصي العقيد زكي الشريف، نائب رئيس هيئة التوجيه السياسي في وزارة الداخلية بغزة، 100 معتنق لفكر الجماعات المتطرفة في القطاع، وفق تحريات الأجهزة الأمنية التي يتابع معها، باعتباره مختصا بمتابعة الجماعات التكفيرية. وعلى الرغم من العدد المحدود، إلا أنهم يشكلون خطراً على المجتمع والمقاومة، نظرا لأن بعضهم تقلّبوا تنظيمياً بين فصائل المقاومة، واكتسبوا خبرات وعلاقات، ولديهم كمّ هائل من المعلومات عن الأجنحة العسكرية المقاومة، ما جعلهم أكثر عرضة للتجنيد من مخابرات الاحتلال الداخلية، التي تقف وراءهم وتغذيهم فكرياً ومالياً.
واعتقل جهاز الأمن الداخلي 60 متهما بالتورط مع الجماعات التكفيرية، في أغسطس/آب الماضي، عقب هجوم انتحاري نفذه أحدهم واستهدف نقطة أمنية فلسطينية على الحدود مع مصر، وتسبب في استشهاد أحد عناصر الضبط الميداني، وفق ما أوضحه العقيد الشريف، مؤلف كتاب "رد الانحرافات الفكرية"، والذي يفكك فكر هذه المجموعات، التي وصل عددها إلى 5 كيانات منظمة متورطة مع الاحتلال، عبر تلقي أموال، وشراء أسلحة وقذائف، كما قال، مضيفا أنه جرى اعتقال أربعة من قادة التكفيريين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما كانوا موجودين في منزل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينهم نور عيسى أحد أبرز الملاحقين من قبل الأجهزة الأمنية، بعد أن عاد من سيناء التي فر إليها منذ عام عقب ملاحقته. كما اعتقلت الأجهزة الأمنية اثنين من الكوادر المتطرفة أثناء محاولتهما مغادرة قطاع غزة إلى سيناء من خلال نفق مهجور على الحدود المصرية.
وتتشابه طرق عمل العناصر المتطرفة التي تم القبض عليها، إذ أن الكوادر يعملون بنظام الخلايا العنقودية، ولا يعرفون غير مسؤول المجموعة ولا يعرفون قادتهم، والتواصل يكون إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، أو من خلال نقاط ميتة توضع فيها الأموال، الأمر الذي تعمل عبره مخابرات الاحتلال المتواصلة معهم، كما أوضح الشريف، وسامي نوفل، مساعد مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، والذي قال إن "المنطقة الحدودية (مع مصر) أصبحت أكثر أمناً واستقراراً، بعد القبض على هذه العناصر".
اقــرأ أيضاً
تزامن مريب
نفّذ تكفيريون موجودون في محافظة شمال سيناء، منتسبون لولاية سيناء التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وتنظيم جند الإسلام التابع للقاعدة، 11 عملية، ما بين إطلاق نار وهجمات استهدفت فلسطينيين وقوات أمنية مصرية وأهالي سيناء أنفسهم، من أجل ضرب علاقة مصر بقطاع غزة، والتضييق على أهالي القطاع، بالتزامن مع إعلان مصر نيتها فتح معبر رفح، خلال العامين الجاري والماضي، أحدثها ما جرى في مسجد الروضة، في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والذي أدى إلى تراجع السلطات المصرية عن قرار فتح معبر رفح لثلاثة أيام، وهو ما يشبه ما جرى في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد هجومهم على نقطة أمنية مصرية، الأمر الذي سبق وأن تكرر في نوفمبر من عام 2016، بعد مهاجمة موقع للجيش المصري في سيناء، ما تسبب في إغلاق المعبر، الذي كان يعمل وقتها. كما اختطف ملثمون يحملون علم داعش، الحاج الفلسطيني عبدالقادر قشطة، أثناء توجهه لأداء مناسك الحج، خلال مروره عبر سيناء في شهر أغسطس/آب الماضي، وهي الأحداث التي يقرأها مستشار الأمن القومي في وزارة الداخلية الفلسطينية ونائب عميد كلية الشرطة في غزة، الدكتور إبراهيم حبيب، بأنه ليس من قبيل المصادفة تزامن عمليات التكفيريين في سيناء مع إعلان مصر فتح المعبر، موضحا أن هذه العمليات هدفها تضييق الخناق والحصار على سكان قطاع غزة وحركة "حماس"، خاصة بعد أن شنت الأخيرة حملة أمنية ضدهم، وضبطت الحدود المصرية الفلسطينية، ما يعني عدم تمكّنهم من اجتيازها، وهو ما يبدو في محاولة القيادي المقبوض عليه نور عيسى، التخلص من جهاز الهاتف الذكي الذي كان بحوزته لدى مباغتة عناصر الأمن الداخلي له، خشية الحصول على معلومات وأسماء قيادات "داعش" في سيناء.
جماعات مخترقة
قادت تحقيقات أجراها جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، عقب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مواقع حساسة للمقاومة الفلسطينية شمال القطاع وجنوب مدينة غزة، في الثامن من آب/أغسطس الماضي، إلى اعتقال متعاون مع الاحتلال، كُلف بمراقبة أحد موقعي القصف قبله وبعده، بحسب مصدر أمني مطلع في جهاز الأمن الداخلي، وهو ما أكده العقيد زكي الشريف، كاشفا عن اعتقال مجموعة شكلت خلية عسكرية باسم (أحفاد الصحابة ــ أكناف بيت المقدس)، كشفت التحقيقات عن تلقيهم دعماً مالياً من جهات مخابراتية إسرائيلية كلفتهم بإطلاق "صواريخ" تجاه كيان الاحتلال، لإعطاء مبرر لرد "إسرائيلي" يستنزف قدرات المقاومة.
وأضاف الشريف قائلا "لم يكتف هؤلاء بتمزيق المجتمع، عبر تكفيره واستحلال أموال الناس وأعراضهم، لكنهم يخونون وطنهم ويتعاونون مع الاحتلال ضد المقاومة"، "ومن ذلك ما وقع في بداية عام 2016، إذ تم تسليم أسلحة وذخائر من قبل عناصر تكفيرية لمقاومين قرب وادي غزة وسط القطاع، غير أن جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني اعتقلهم بمجرد تسليم الأسلحة، نظرا لأنهم كانوا تحت المراقبة الأمنية، وعقب فحص المضبوطات، تبين أنها أسلحة "خادعة"، كانت معدة لاغتيال نشطاء في المقاومة".
صناعة إسرائيلية
استفادت "إسرائيل" من موجات الغلو والتطرف في العالم العربي، واستطاعوا اختراقها، كما يقول الدكتور أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس بغزة، مؤلف كتاب "الحركة السلفية في قطاع غزة.. الاعتدال والتطرف وسياقات التحرير"، وحمّل يوسف، مخابرات الاحتلال، مسؤولية استفحال الظاهرة في القطاع، قائلا "رصدنا بصماتهم في تشكيل هذه المجموعات غامضة الأسماء، والمتورطة في العنف، بما يمزق الجبهة الداخلية ويخدم الاحتلال"، لافتا إلى أن الحالات التي تابعها من المنضمين لتلك التنظيمات تتسم ببساطة المعرفة الدينية وميولهم نحو الغلو والتشدد، بما يسهل من اختراقهم، وتابع "الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل على مواجهتهم أمنيا منذ فترة، بعد أن توسع نشاطهم ولم يعد يقتصر على الداخل الفلسطيني، بل تعداه إلى مصر لتخريب علاقة الحركة بها والضغط على أهالي القطاع المحاصر، عبر دفع المصريين إلى إغلاق منفذ القطاع الوحيد على العالم الخارجي".
ولا تعد تلك الجماعات المتشددة، المحاولة الأولى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاختراق المقاومة الفلسطينية، إذ سبق ودعم الاحتلال تأسيس مجموعتين؛ الأولى تحمل اسم "كوبرا" وأخرى سميت "أبناء أبو جهاد"، لاختراق حركتي "فتح" و"الجبهة الشعبية"، في عام 1992، كما يقول الصحافي حسن جبر، المتخصص بمتابعة ملف الحركات السلفية، والذي لفت إلى فشل الاحتلال، نظراً لأن فتح والجبهة الشعبية لهما تسلسل قيادي علني ومعروف ومن الصعب التحايل عليه، على العكس من تلك الحركات المتشددة التي تعمل في الخفاء وليس لها تسلسل قيادي واضح، قائلا "تم تأسيس 15 جماعة تكفيرية منذ عام 2005 بعد الانسحاب الإسرائيلي مباشرة من قطاع غزة وحتى اليوم، أبرزها (جيش الإسلام) و(جيش الأمة) و(أنصار بيت المقدس)، وكلها من السهل اختراقها وتوجيهها لخدمة مصالح المحتل وأهدافه".
ومنذ بداية العام، وقعت 9 عمليات إطلاق قذائف صاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة برؤوس خالية من المتفجرات ومحشوة بالرمل ونشارة الخشب، قام بها تكفيريون، وفقا لما كشفه المسؤول الأمني الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، قائلا "الهدف من ذلك خلق ذريعة لتمكين الاحتلال من الاستمرار في الغارات واستنزاف المقاومة، والذي يعد أحد أهدافهم المرسومة من قبل مشغليهم، فيما اغتال 3 منهم القائد في كتائب القسام مازن فقهاء، في 24 مارس/آذار الماضي، بأمر من الضابط المكلف بتشغيلهم في الشاباك، وفق ما كشفه التحقيق معهم".
صناعة التكفيريين
يحصي العقيد زكي الشريف، نائب رئيس هيئة التوجيه السياسي في وزارة الداخلية بغزة، 100 معتنق لفكر الجماعات المتطرفة في القطاع، وفق تحريات الأجهزة الأمنية التي يتابع معها، باعتباره مختصا بمتابعة الجماعات التكفيرية. وعلى الرغم من العدد المحدود، إلا أنهم يشكلون خطراً على المجتمع والمقاومة، نظرا لأن بعضهم تقلّبوا تنظيمياً بين فصائل المقاومة، واكتسبوا خبرات وعلاقات، ولديهم كمّ هائل من المعلومات عن الأجنحة العسكرية المقاومة، ما جعلهم أكثر عرضة للتجنيد من مخابرات الاحتلال الداخلية، التي تقف وراءهم وتغذيهم فكرياً ومالياً.
واعتقل جهاز الأمن الداخلي 60 متهما بالتورط مع الجماعات التكفيرية، في أغسطس/آب الماضي، عقب هجوم انتحاري نفذه أحدهم واستهدف نقطة أمنية فلسطينية على الحدود مع مصر، وتسبب في استشهاد أحد عناصر الضبط الميداني، وفق ما أوضحه العقيد الشريف، مؤلف كتاب "رد الانحرافات الفكرية"، والذي يفكك فكر هذه المجموعات، التي وصل عددها إلى 5 كيانات منظمة متورطة مع الاحتلال، عبر تلقي أموال، وشراء أسلحة وقذائف، كما قال، مضيفا أنه جرى اعتقال أربعة من قادة التكفيريين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما كانوا موجودين في منزل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينهم نور عيسى أحد أبرز الملاحقين من قبل الأجهزة الأمنية، بعد أن عاد من سيناء التي فر إليها منذ عام عقب ملاحقته. كما اعتقلت الأجهزة الأمنية اثنين من الكوادر المتطرفة أثناء محاولتهما مغادرة قطاع غزة إلى سيناء من خلال نفق مهجور على الحدود المصرية.
وتتشابه طرق عمل العناصر المتطرفة التي تم القبض عليها، إذ أن الكوادر يعملون بنظام الخلايا العنقودية، ولا يعرفون غير مسؤول المجموعة ولا يعرفون قادتهم، والتواصل يكون إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، أو من خلال نقاط ميتة توضع فيها الأموال، الأمر الذي تعمل عبره مخابرات الاحتلال المتواصلة معهم، كما أوضح الشريف، وسامي نوفل، مساعد مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، والذي قال إن "المنطقة الحدودية (مع مصر) أصبحت أكثر أمناً واستقراراً، بعد القبض على هذه العناصر".
تزامن مريب
نفّذ تكفيريون موجودون في محافظة شمال سيناء، منتسبون لولاية سيناء التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وتنظيم جند الإسلام التابع للقاعدة، 11 عملية، ما بين إطلاق نار وهجمات استهدفت فلسطينيين وقوات أمنية مصرية وأهالي سيناء أنفسهم، من أجل ضرب علاقة مصر بقطاع غزة، والتضييق على أهالي القطاع، بالتزامن مع إعلان مصر نيتها فتح معبر رفح، خلال العامين الجاري والماضي، أحدثها ما جرى في مسجد الروضة، في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والذي أدى إلى تراجع السلطات المصرية عن قرار فتح معبر رفح لثلاثة أيام، وهو ما يشبه ما جرى في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد هجومهم على نقطة أمنية مصرية، الأمر الذي سبق وأن تكرر في نوفمبر من عام 2016، بعد مهاجمة موقع للجيش المصري في سيناء، ما تسبب في إغلاق المعبر، الذي كان يعمل وقتها. كما اختطف ملثمون يحملون علم داعش، الحاج الفلسطيني عبدالقادر قشطة، أثناء توجهه لأداء مناسك الحج، خلال مروره عبر سيناء في شهر أغسطس/آب الماضي، وهي الأحداث التي يقرأها مستشار الأمن القومي في وزارة الداخلية الفلسطينية ونائب عميد كلية الشرطة في غزة، الدكتور إبراهيم حبيب، بأنه ليس من قبيل المصادفة تزامن عمليات التكفيريين في سيناء مع إعلان مصر فتح المعبر، موضحا أن هذه العمليات هدفها تضييق الخناق والحصار على سكان قطاع غزة وحركة "حماس"، خاصة بعد أن شنت الأخيرة حملة أمنية ضدهم، وضبطت الحدود المصرية الفلسطينية، ما يعني عدم تمكّنهم من اجتيازها، وهو ما يبدو في محاولة القيادي المقبوض عليه نور عيسى، التخلص من جهاز الهاتف الذكي الذي كان بحوزته لدى مباغتة عناصر الأمن الداخلي له، خشية الحصول على معلومات وأسماء قيادات "داعش" في سيناء.
جماعات مخترقة
قادت تحقيقات أجراها جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، عقب قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مواقع حساسة للمقاومة الفلسطينية شمال القطاع وجنوب مدينة غزة، في الثامن من آب/أغسطس الماضي، إلى اعتقال متعاون مع الاحتلال، كُلف بمراقبة أحد موقعي القصف قبله وبعده، بحسب مصدر أمني مطلع في جهاز الأمن الداخلي، وهو ما أكده العقيد زكي الشريف، كاشفا عن اعتقال مجموعة شكلت خلية عسكرية باسم (أحفاد الصحابة ــ أكناف بيت المقدس)، كشفت التحقيقات عن تلقيهم دعماً مالياً من جهات مخابراتية إسرائيلية كلفتهم بإطلاق "صواريخ" تجاه كيان الاحتلال، لإعطاء مبرر لرد "إسرائيلي" يستنزف قدرات المقاومة.
وأضاف الشريف قائلا "لم يكتف هؤلاء بتمزيق المجتمع، عبر تكفيره واستحلال أموال الناس وأعراضهم، لكنهم يخونون وطنهم ويتعاونون مع الاحتلال ضد المقاومة"، "ومن ذلك ما وقع في بداية عام 2016، إذ تم تسليم أسلحة وذخائر من قبل عناصر تكفيرية لمقاومين قرب وادي غزة وسط القطاع، غير أن جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني اعتقلهم بمجرد تسليم الأسلحة، نظرا لأنهم كانوا تحت المراقبة الأمنية، وعقب فحص المضبوطات، تبين أنها أسلحة "خادعة"، كانت معدة لاغتيال نشطاء في المقاومة".
صناعة إسرائيلية
استفادت "إسرائيل" من موجات الغلو والتطرف في العالم العربي، واستطاعوا اختراقها، كما يقول الدكتور أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس بغزة، مؤلف كتاب "الحركة السلفية في قطاع غزة.. الاعتدال والتطرف وسياقات التحرير"، وحمّل يوسف، مخابرات الاحتلال، مسؤولية استفحال الظاهرة في القطاع، قائلا "رصدنا بصماتهم في تشكيل هذه المجموعات غامضة الأسماء، والمتورطة في العنف، بما يمزق الجبهة الداخلية ويخدم الاحتلال"، لافتا إلى أن الحالات التي تابعها من المنضمين لتلك التنظيمات تتسم ببساطة المعرفة الدينية وميولهم نحو الغلو والتشدد، بما يسهل من اختراقهم، وتابع "الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل على مواجهتهم أمنيا منذ فترة، بعد أن توسع نشاطهم ولم يعد يقتصر على الداخل الفلسطيني، بل تعداه إلى مصر لتخريب علاقة الحركة بها والضغط على أهالي القطاع المحاصر، عبر دفع المصريين إلى إغلاق منفذ القطاع الوحيد على العالم الخارجي".
ولا تعد تلك الجماعات المتشددة، المحاولة الأولى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاختراق المقاومة الفلسطينية، إذ سبق ودعم الاحتلال تأسيس مجموعتين؛ الأولى تحمل اسم "كوبرا" وأخرى سميت "أبناء أبو جهاد"، لاختراق حركتي "فتح" و"الجبهة الشعبية"، في عام 1992، كما يقول الصحافي حسن جبر، المتخصص بمتابعة ملف الحركات السلفية، والذي لفت إلى فشل الاحتلال، نظراً لأن فتح والجبهة الشعبية لهما تسلسل قيادي علني ومعروف ومن الصعب التحايل عليه، على العكس من تلك الحركات المتشددة التي تعمل في الخفاء وليس لها تسلسل قيادي واضح، قائلا "تم تأسيس 15 جماعة تكفيرية منذ عام 2005 بعد الانسحاب الإسرائيلي مباشرة من قطاع غزة وحتى اليوم، أبرزها (جيش الإسلام) و(جيش الأمة) و(أنصار بيت المقدس)، وكلها من السهل اختراقها وتوجيهها لخدمة مصالح المحتل وأهدافه".