قال أطباء بريطانيون إنهم جرّبوا تقنية رائدة لفحص الأمراض الوراثية، قبل إجراء عمليات التلقيح الصناعي (IVF)، تتيح للوالدين إنجاب أطفال يتمتعون بصحة جيدة، ولا تنتقل إليهم الأمراض والاضطرابات الوراثية المدمرة.
وسمحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) باستخدام التقنية الجديدة قبل عمليات التلقيح الصناعي، التي ينفذها أطباء الخصوبة في لندن، لولادة أجنة أصحاء، وفق ما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية على موقعها الإلكتروني.
وتتطلب إجراءات الاختبار التقليدية للأجنة، أشهرا من العمل حتى تعطي نتائجها، لكشف الأمراض الوراثية المحتملة التي قد تنتقل لهم من الوالدين. لكن التقنية الجديدة، المعروفة باسم (karyomapping)، تستغرق أقل من أسبوعين فقط، ويمكن أن تكشف مجموعة من الأمراض الوراثية التي تهدد صحة الأجنة.
وكان الطفل "لوكاس ميانجو" معرّضاً بشكل كبير لخطر وراثة شكل نادر من مرض ضمور العضلات، يجعله يمشي ويقوم بالمهام اليومية بصعوبة. لكن التقنية الجديدة، استطاعت أن تقيه من هذا المرض النادر، وولد الطفل بصحة جيدة، وفق الصحيفة.
وكانت والدة الطفل "لوكاس"، البالغة من العمر 26 عامًا، ورثت مرضًا نادرًا يصيب العضلات، من والدها الذي عانى مع المرض طوال حياته، لأن هذا المرض يسبب ضعفا في عضلات أسفل الركبتين واليدين، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الإحساس بالأصابع.
وقالت والدة الطفل إنها كانت تعاني من أعراض خفيفة للمرض، لكنها كانت تخشى أن ينتقل إلى طفلها، حيث حذرها الأطباء من أن فرص انتقال المرض الوراثي له تبلغ 50 في المائة.
وأضافت: "بالنسبة لي، فإن نسبة خطر إصابة طفلي مرتفعة جدًا، وأخشى أن يصاب، لأن والدي عانى مع المرض، وكان غير قادر على المشي دون مساعدة".
عزل الجينات
وبفضل التقنية الجديدة، استطاع الأطباء عزل الجينات المسؤولة عن هذا المرض الوراثي، بعد إجراء مسح الحمض النووي لوالدة الجنين، ثم أجرى الزوجان عملية التلقيح الصناعي التقليدية، ونتجت عنها ولادة طفل بصحة جيدة في ديسمبر/كانون الأول عام 2014، ويبلغ عمر الطفل الآن 3 أشهر.
وقال خبير الخصوبة "بول سرحال"، مؤسس مركز الصحة الإنجابية والوراثية في لندن: "إن تقنية (karyomapping) تعتمد على خصائص فريدة من نوعها، لفحص الجينات الوراثية واكتشاف الأمراض".
وأضاف أن التقنية الجديدة بإمكانها تحديد فرص الإصابة بأمراض الأسنان ومتلازمة داون وغيرها، الأمر الذى يمكّن الوالدين من تجنب نقل تلك الأمراض الوراثية لأبنائهم.
وتجرى عملية التلقيح الاصطناعي عادة للأزواج الذين يعانون من تأخر الإنجاب، وتزيد من فرص الإنجاب أعلى من الحمل الطبيعي، وفي كثير من الحالات تتجاوز نسبة نجاحها 60 في المائة.