شهد شهر مارس/ آذار الماضي 44 انتهاكا متنوعا بحق الصحافيين والإعلاميين في مصر، تصدرها ملاحقتهم بتشريعات مقيدة ولوائح قمعية غير قانونية، واعتداءات ومداهمات لمنازل ذويهم وإلحاق بقوائم زائفة للإرهابيين وإحالة لمحاكمة عسكرية واستهداف للصحفيات، حسب التقرير الشهري الحديث للمرصد العربي لحرية الإعلام، وهو منظمة مجتمع مدني مصرية تعمل من الخارج.
ووفق ما تمكن المرصد من توثيقه، فقد شهد شهر مارس/ آذار 2019، 44 انتهاكا تصدرتها انتهاكات الحبس والاحتجاز بعدد 10 انتهاكات، تلتها انتهاكات التدابير الاحترازية (8 انتهاكات)، ثم انتهاكات الحجب والمصادرة بعدد 7 انتهاكات، وحلت رابعا المحاكمات المعيبة وانتهاكات السجون بعدد (6 انتهاكات) لكل منهما، ثم القرارات الإدارية التعسفية (3 انتهاكات)، ثم الانتهاكات النقابية "انتهاكان" والاعتداءات والمداهمات والتشريعيات المقيدة (انتهاك) لكل منهما، فيما رصدنا من خلال هذه الانتهاكات عدد 3 انتهاكات ضد الصحفيات.
وأشار التقرير إلى تصدر الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد قائمة المنتهكين، إذ أصدر لائحته الخاصة بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المناهضة للقانون والدستور وقانون نقابة الصحافيين صاحبة الحق الأصيل في محاسبة أعضائها، وتابع ذلك بقرارات جائرة في ذات السياق، طاولت 7 مواقع بالحجب والغرامة، في عودة متوحشة لتلك السياسة القمعية التي سجلت خلال العام الماضي ارتفاع عدد المواقع المحجوبة إلى 509، ليصل العدد هذا الشهر إلى 516 موقعا رهن الحجب.
وذكر التقرير "وما زالت قوائم ما يوصف بالكيانات الإرهابية تضم المزيد من الإعلاميين، إذ أقرت محكمة النقض حكما جنائيا بإدراج 11 إعلامياً على قائمة إرهاب يتصدرهم رئيس المرصد الكاتب الصحافي قطب العربي وإعلاميون بارزون آخرون، رغم أن جميع الإعلاميين المدرجين يقيمون خارج مصر منذ يوليو/ تموز 2013، ومواقفهم معروفة برفض العنف والإرهاب جملة وتفصيلاً".
وأضاف التقرير "طاول القمع ذوي الإعلاميين المطالبين بالتغيير، وسجل يوم 4 مارس/ آذار 2019 مداهمة قوات الأمن لمنازل عدد من أفراد عائلة الإعلامي المصري، معتز مطر، من بينها منزل والدته ومنازل أشقائه بمحافظة القاهرة، وتوقيف بعضهم في وقت لاحق".
وتابع التقرير "وامتد مناخ القمع ليصل إلى الإعلام الغربي في مصر، حيث دعت هيئة الاستعلامات المصرية التابعة لمؤسسة الرئاسة إلى مقاطعة "بي بي سي" بسبب تقرير نشر على موقعها العربي تناول نجاح حملة "اطمن انت مش لوحدك" بالتزامن مع حملة شيطنة وكراهية واسعة من المؤسسات المملوكة للدولة والمحسوبة على السلطة ضد "بي بي سي".
وأضاف التقرير "وفي استمرار لقرارات الاحتجاز والحبس التعسفي انضمت لقائمة الصحافيين المعتقلين الصحافية آية حامد، المراسلة بجريدة الدستور، ورئيسة قسم الحوادث في جريدة نبأ اليوم والصحافي محمد علي رئيس التحرير التنفيذي لموقع "شبابيك"، والمحرر القضائي السابق بموقع "دوت مصر" كضحيتين جديدتين لتجريم الصحافة في مصر، والذين بلغ عددهم 92 صحافياً وصحافية رهن الحجز التعسفي والمحاكمات المعيبة".
ورغم أن هذا الشهر شهد خروج 4 سجناء بكفالة وتدابير احترازية وانتهاء محكومية "إلا أن سيف التدابير الاحترازية والمراقبة الشرطية ظل مسلّطاً على 3 منهم وهم: الصحافي هشام جعفر بعد انتظار ما يزيد عن 3 سنوات حبس خارج إطار القانون، وعقب معاناة شديدة ما زالت تطاول باقي الصحافيين تصل إلى القتل البطيء، والصحافي بجريدة الكرامة أحمد جمال زيادة الذي خرج بكفالة مالية تخالف القانون، والصحافية شيرين بخيت التي انضمت إلى قائمة الصحافيات رهن التدابير الاحترازية".
وتابع التقرير "تواصلت كذلك الانتهاكات الممنهجة في السجون وباتت أسماء الصحافيين مجدي حسين ومحسن راضي وأحمد زهران ومعتز ودنان كاشفة في هذا الشهر لمدى التعمد السلطوي في التنكيل بالصحافيين في مقار احتجازهم التي وصف عبر توثيق متكرر بأنها مقابر مفتوحة".