تقرير تلفزيوني يُنقذ عمالاً سوريين من العمل بالسخرة

22 يوليو 2017
عمال سوريون في لبنان (حسن عمّار/فرانس برس)
+ الخط -
عاد حوالي 30 عاملاً سورياً إلى ممارسة نشاطاتهم الخاصة أيام الآحاد في بلدية غلبون في منطقة جبيل، شمالي العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن عملوا لأشهر عدة في تنظيف طرقات البلدة وصيانة البنى التحتية وأحواض الزهور بشكل مجاني وإجباري بطلب من المجلس البلدي.

وكانت البلدية خيّرت العمال المُقيمين ضمن نطاق بلديتهم بين العمل المجاني (بالسخرة)، وبين دفع رسوم مالية للبلدية مقابل إقامتهم فيها، ففضل جميع العمال العمل على الدفع نظرا لظروفهم المعيشية، رغم إصدار وزير الداخلية والبلديات، نهاد المشنوق، بيانا منتصف الشهر الجاري حذر فيه رؤساء بلديات في جبل لبنان من إحالتهم لهيئة التأديب بعد معلومات مؤكدة حول استيفاء عدد منهم رسوماً غير قانونية من لاجئين سوريين. 


وساهم تقرير تلفزيوني أعده الصحافي في قناة "الجديد"، آدم شمس الدين، في كشف هذا الأمر، وفي تحويله إلى قضية رأي عام في ظل حالة التجييش العنصري الواسعة التي تطاول اللاجئين السوريين في لبنان والتي انتقلت من التصريحات السياسية للأحزاب المتحالفة مع النظام السوري، إلى مواقع التواصل ومنها إلى الشوارع والأزقة التي شهدت حالات ضرب واعتداء على سوريين من قبل شبان لبنانيين، وهو ما دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التأكيد على أن "الكراهية والتحريض مرفوضان، وإن كنا نعمل على عودة النازحين لأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل أعباء النزوح".

ويشير معد التقرير آدم شمس الدين، إلى أن "دور الصحافي لا يقتصر على نقل الخبر فقط بل يجب عليه استخدام الأدوات الصحافية لتغيير الواقع، خصوصا إذا ما ارتبط الأمر بانتهاك حقوق الإنسان أو مخالفة القوانين".

ويؤكد شمس الدين أن "توافر الوقت الكافي للمراسلين يساعد في البحث عن القصص التي تمس حياة الناس بشكل مباشر وإعداد المواد عنها بعيداً عن هويتهم، ولا يجب أن يحول الانهماك في المتابعة اليومية للأحداث والتغطيات السياسية والذي يستهلك وقتا وجهدا كبيرين من الصحافيين، من دون التقصي عما هو أبعد من مجرد نقل الخبر وتغطية الأحداث بشكل روتيني، ومن هذا المنطلق ليس عبثاً أن يطلق على هذه المهنة سمة صناعة الرأي العام لكن المشكلة تبقى أن البعض يختار تشويهه بدلاً من الارتقاء به".

وأكد المحامي والناشط، نعمة شاهين، وهو من بلدة غلبون، لـ"العربي الجديد" أن "المجلس البلدي اعتذر من اللاجئين بعد انتشار التقرير وأوقف استدعاءهم أيام الآحاد للعمل بإشراف موظفين من البلدية".

وأشار شاهين إلى أنه لا لاجئين سوريين في البلدة، "ولكن عشرات العمال المُقيمين فيها استقدموا عائلاتهم كاملة من سورية بعد اندلاع الأزمة، ولا يتجاوز عدد كل السوريين في البلدة 150 شخصاً يقيمون بين 1500 من أبنائها".​