تقدير إسرائيلي: الصين لن تشارك في إعادة إعمار سورية بسبب

07 يوليو 2019
تقدير يشكك في ضخ استثمارات صينية في سورية (Geety)
+ الخط -
شكك مركز أبحاث إسرائيلي في جدّية التصريحات التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال زيارته لموسكو في يونيو الماضي، بأن بلاده ستسهم بشكل فاعل في عملية إعادة إعمار سورية.
ونوّه "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، في تقدير نشر الأحد على موقعه، بأنه بالاستناد إلى محددات السياسات الخارجية للصين، فإن كل ما يعني بكين في منطقة الشرق الأوسط هو مصادر الطاقة وطرق إمداداتها، منوّها بأن سورية التي تقع في أطراف غرب آسيا، لا تعدّ ضمن المناطق ذات الأولوية حسب خريطة المصالح الاستراتيجية الصينية.

وأشار التقدير الذي أعدّه كل من الجنرال أساف أوريون، القائد الأسبق لقسم التخطيط الاستراتيجي في شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، والمسؤول عن برنامج العلاقات الإسرائيلية الصينية في المركز، والباحثة غليا ليبيا المتخصصة في العلاقات الصينية الإسرائيلية، إلى أنه عند تحليل مصالح الصين وسياساتها والطرق التي تتبعها في تنفيذها، يتبين أن احتمال أن تستثمر بكين في مشاريع إعادة بناء سورية بشكل كبير خلال الأعوام القادمة متدن.
وأضاف أن ما يقلص من فرص توجه الصين للإسهام بشكل جدّي في مشاريع إعادة إعمار سورية حقيقة، أنها تبدي بشكل تقليدي مخاوف إزاء التأثيرات السياسية والأمنية في المناطق التي تحتضن المشاريع التي تعكف عليها.

وأوضح أن خسارة الصين الكثير من مشاريع البنى التحتية، التي كانت تعكف عليها قبل تفجر ثورات الربيع العربي، ولا سيما في كل من ليبيا، تردعها عن الإقدام على مغامرة أخرى بالاستثمار في سورية.
وأشار إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية في العراق، جعل الصين تحرص على حصر استثماراتها فيه في مجال الطاقة فقط، وتجنب الاستثمار في البنى التحتية، في حين أن استقرار الأوضاع الأمنية في إيران جعلها تستثمر في المجالين معاً.

وأوضح أنه على الرغم من أن سورية تطلّ على حوض البحر المتوسط، إلا أن أوضاع موانئها لا تشجع الصين على الاستثمار فيها، على اعتبار أن ميناء طرطوس تم استئجاره من قبل روسيا لمدة 49 عاماً، إلى جانب أن بكين فازت بعقود لإدارة موانئ في إسطنبول، حيفا، قناة السويس وغيرها.
ونوّه بأنه من ناحية نظرية، يمكن أن توظف الصين انغماسها في مشاريع إعادة إعمار سورية في إنجاز مشروعها العملاق "الطريق والحزام"، الذي يعد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تعكف عليها الحكومة الصينية، لكن من ناحية واقعية فإن سورية لا تقع ضمن أولويات هذا المشروع.
وحسب "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، فإن الصين تعي تماماً أنه ليس من مصلحتها تصميم مشروع "الحزام والطريق" لكي يمر في سورية، بسبب مستوى المخاطر الأمنية الكبيرة في كل من سورية والعراق، منوهاً بأن بكين بإمكانها تصميم هذا المشروع، بحيث ينتقل من إيران إلى تركيا مباشرة ومن ثم إلى أوروبا.
وأشار إلى أن الشركات الصينية لم تبد حماسة للاستثمار في سورية حتى قبل تفجر الثورة هناك، منوهاً بأن مجمل الاستثمارات الصينية في سورية حتى عام 2010 بلغ سنوياً 16 مليون دولار فقط، مشيراً إلى أن المبلغ انخفض عام 2015 إلى 11 مليوناً فقط.

ونوه بأن عدم استقرار النظام السياسي، ومشاكل التشريع وعدم فاعلية الجهاز البيروقراطي السوري تمثل، إلى جانب المخاطر الأمنية، عوامل لردع الصينيين عن الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار هناك.
ولفت، إلى أنه بخلاف ما ادعته مصادر في المعارضة السورية، فإن الصين لم ترسل مقاتلين إلى سورية لمساعدة نظام الأسد لمواجهة تنظيم "داعش".

وشدد "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، على أنه لا يوجد ما يدعو إسرائيل للقلق من تداعيات سلبية على مصالحها في سورية، في أعقاب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الصيني شي جين بينغ، مشيراً إلى أن التحذيرات التي أطلقت في تل أبيب من خطورة تداعيات هذا التصريح كان مبالغاً فيها.
وأكد المركز أن الصين تعدّ الدولة الأنسب لأداء دور رئيس في مشاريع إعادة الإعمار في سورية، بسبب تجربتها في مجال مشاريع البنى التحتية، التي قدر البنك الدولي كلفتها بربع ترليون دولار، مستدركاً أن خريطة المصالح الصينية لا تغري بكين بذلك.


دلالات
المساهمون