تعتبر ورقة تقدير موقف، لمركز "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أن "التطوّرات الإقليمية الأخيرة، المتعلقة في الشأن السوري، وبينها القرار الدولي 2254، والدور الروسي فيها، تُشكّل نقطة امتحان قد تتمخّض عن تعميق التصدعات القائمة في التحالف الروسي ـ الإيراني في سورية". وتفيد الورقة بأن "هذا الأمر يتجلّى لجهة العمل المشترك بين الطرفين لحماية نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، بما يخدم أجندات وأهداف كل من الطرفين الروسي والإيراني، وتضادّ مصالحهما الاستراتيجية لكل منهما في سورية".
وتنطلق الورقة، التي وضعها كل من الجنرال احتياط أودي ديكل، والباحثان تسفي مازل وسارة فاينبيرغ، من اعتبار أن "التحالف الروسي ـ الإيراني عند تشكيله في سبتمبر/أيلول الماضي، كان من تجلّيات التعاون المشترك بين إيران وروسيا. وتعود جذور للمصالح المشتركة منذ الإطاحة بنظام الشاه (1979)، والتعاون الاقتصادي والعسكري بين الطرفين. كما يبرز حتى خلال انضباط روسيا ومشاركتها في العقوبات الاقتصادية على إيران، إلا أن البلدين حافظا على مستوى من التعاون بفعل مصالح مشتركة لهما في وسط آسيا، وفي الشرق الأوسط".
مع ذلك يلفت الباحثون إلى أن "القرار الروسي بالانخراط في حماية النظام السوري، جاء بالأساس للحفاظ على المصالح الروسية وتحقيق طموحات روسيا في ضمان هيمنتها في المنطقة والحفاظ على منفذ للبحر المتوسط. وعلى الرغم من أن التحالف مع إيران والمليشيات التابعة لها، جاء تحت مسمى محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلا أن هجمات الجيش الروسي الجوية، استهدفت بشكل أساسي قوى المعارضة السورية من الجو، فيما أكملت القوات البرية الإيرانية مساعي تحقيق الأهداف المشتركة من الأرض، والتي حاول التحالف من خلالها ضمان السيطرة على مناطق ضرورية للنظام، شمالي سورية".
ويرى الباحثون أنه "مع وقف الجهد المزدوج بدأت إيران بسحب عدد كبير من قواتها، في ظلّ بروز بوادر توتر بين الطرفين. لم تكن إيران راضية عن الدور الروسي في المحادثات الدبلوماسية الأخيرة، ومحاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدفع بجهد دبلوماسي دولي، وسط تجاهل الموقف الإيراني، لتحريك عملية تفضي لبلورة مسار سياسي لحلّ الصراع السوري".
ويعتبر الباحثون أن "لقاء المصالح بين الطرفين الروسي والإيراني على المدى القصير، لم يمنع نشوء تحوّلات توحي باحتمالات تناقض على المستوى الإقليمي بفعل اختلاف الأهداف بعيدة المدى، وإن كان بوتين، بحسب القراءة الإسرائيلية حاول تطويع التقاء المصالح مع إيران في الشأن السوري، المتمثل بحماية نظام الأسد لخدمة مصالحه الاستراتيجية، عبر محاربة التنظيمات الأصولية التي تُهدّد روسيا أيضاً، من جهة، وضمان الدور المصالح الروسية في بلورة مستقبل سورية وتفصيل نظام إقليمي جديد، من جهة أخرى".
اقرأ أيضاً: طهران تشرّع أبوابها لبوتين... تحالف الضرورة مع "الرفيق الشمالي"
في هذا السياق، وفقاً لمعدّي الورقة فإن "الموقف الروسي اليوم بما يتعلق بمستقبل الأسد نفسه، يُشكّل نقطة احتكاك مع إيران، فروسيا تتبع موقفاً مرناً، يُمكّنها من الدفع نحو تسوية مُتفق عليها مع المجتمع الدولي، خلافاً للموقف الإيراني".
ويرى الباحثون أن "بوتين لن يتردد في حال ضمان مصالح روسيا في سورية، في الشرق الأوسط وتكريس مكانته الدولية والإقليمية في القبول بالإطاحة بالأسد. وتشكل هذه النقطة بالتالي نقطة الخلاف الأساسية المرتقبة بين روسيا وإيران، لأن كلا منهما يبحث عن منظومة إقليمية مغايرة، فإيران تريد بقاء الأسد وبقاء نظامه لضمان تواصل محورها من إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى لبنان عبر حزب الله".
وفي هذا الصدد، يُشكّل بقاء النظام السوري ركيزة في الاستراتيجية الإيرانية لبسط هيمنتها إقليمياً، عبر إقصاء اللاعبين الإقليميين الآخرين (السعودية وتركيا بشكل أساسي) واللاعبين الدوليين، الذين يطمحون لتشكيل نظام إقليمي مغاير.
وإلى ذلك، فإن روسيا تسعى لتحقيق مصالح أخرى من خلال تدخّلها في سورية، وفي مقدمتها استعادة دورها كلاعب دولي على المستوى العالمي لا الإقليمي فقط، انطلاقاً من أن نشاطها في سورية يخدم مصالحها الكونية. وإلى جانب هذه الاختلافات، أو التناقض في أهداف طرفي التحالف، روسيا وإيران، فإن مسألة التنسيق الإسرائيلي ـ الروسي الذي تم الاتفاق عليه بين بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في سبتمبر الماضي، تضرّ بحسب واضعي الورقة بالثقة بين إيران وروسيا، خصوصاً أن هذا التنسيق يضع عراقيل وصعوبات في وجه محاولات إيران وحزب الله، تشكيل شبكة خلايا يُمكن تفعيلها جنوب سورية، في الطرف السوري من هضبة الجولان لمقارعة إسرائيل وإطلاق عمليات من الجولان باتجاه إسرائيل.
وتبرز هنا مسألة احتفاظ إسرائيل، بالتنسيق مع روسيا بحريتها المطلقة في الأجواء السورية، من دون اعتراض من القوات الجوية السورية في سورية، وهو ما مكّن مثلاً من تنفيذ عملية اغتيال سمير القنطار. ويرى معدّو الورقة أن "إيران وحزب الله يعتقدان بأن هذه العملية كانت مرهونة بتنسيق روسي إسرائيلي يفوق التزام روسيا تجاه التحالف المناصر للأسد. وهذا يعني بحسب الورقة الإسرائيلية، أن "مثل هذا التنسيق الذي يعكس درجة عالية في مستوى التنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل وروسيا، يتطلّب تساؤلات حول مدى سريان التعاون الروسي الإيراني مستقبلاً، في مقابل احتمالات خدمة المصالح الإسرائيلية في بقاء هذا التنسيق مع روسيا وتفادي احتكاك بين القوات الإسرائيلية والروسية".
مع ذلك يخلص تقدير الموقف لمركز "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، إلى أنه "على الرغم من نقاط الاحتكاك الحالية بين روسيا وإيران، والجهود الغربية وجهود دول عربية لتفكيك التحالف المناصر لنظام الأسد، إلا أن الطريق لتحقيق ذلك لا تزال طويلة". وفي هذا المضمار يرى واضعو التقدير، أن "إيران لا تملك عملياً في الوضع الراهن خياراً، سوى الإبقاء على التحالف الحالي مع روسيا، وهو ما يضمن لها من خلاله عدم تفرّد روسيا في وضع وإرساء أسس التسوية المستقبلية للوضع في سورية، على حساب مصالح إيران في سورية والمنطقة".
اقرأ أيضاً: إيران "تعدّل" مبادرتها السورية بمساندة روسية
وتنطلق الورقة، التي وضعها كل من الجنرال احتياط أودي ديكل، والباحثان تسفي مازل وسارة فاينبيرغ، من اعتبار أن "التحالف الروسي ـ الإيراني عند تشكيله في سبتمبر/أيلول الماضي، كان من تجلّيات التعاون المشترك بين إيران وروسيا. وتعود جذور للمصالح المشتركة منذ الإطاحة بنظام الشاه (1979)، والتعاون الاقتصادي والعسكري بين الطرفين. كما يبرز حتى خلال انضباط روسيا ومشاركتها في العقوبات الاقتصادية على إيران، إلا أن البلدين حافظا على مستوى من التعاون بفعل مصالح مشتركة لهما في وسط آسيا، وفي الشرق الأوسط".
ويرى الباحثون أنه "مع وقف الجهد المزدوج بدأت إيران بسحب عدد كبير من قواتها، في ظلّ بروز بوادر توتر بين الطرفين. لم تكن إيران راضية عن الدور الروسي في المحادثات الدبلوماسية الأخيرة، ومحاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدفع بجهد دبلوماسي دولي، وسط تجاهل الموقف الإيراني، لتحريك عملية تفضي لبلورة مسار سياسي لحلّ الصراع السوري".
ويعتبر الباحثون أن "لقاء المصالح بين الطرفين الروسي والإيراني على المدى القصير، لم يمنع نشوء تحوّلات توحي باحتمالات تناقض على المستوى الإقليمي بفعل اختلاف الأهداف بعيدة المدى، وإن كان بوتين، بحسب القراءة الإسرائيلية حاول تطويع التقاء المصالح مع إيران في الشأن السوري، المتمثل بحماية نظام الأسد لخدمة مصالحه الاستراتيجية، عبر محاربة التنظيمات الأصولية التي تُهدّد روسيا أيضاً، من جهة، وضمان الدور المصالح الروسية في بلورة مستقبل سورية وتفصيل نظام إقليمي جديد، من جهة أخرى".
اقرأ أيضاً: طهران تشرّع أبوابها لبوتين... تحالف الضرورة مع "الرفيق الشمالي"
في هذا السياق، وفقاً لمعدّي الورقة فإن "الموقف الروسي اليوم بما يتعلق بمستقبل الأسد نفسه، يُشكّل نقطة احتكاك مع إيران، فروسيا تتبع موقفاً مرناً، يُمكّنها من الدفع نحو تسوية مُتفق عليها مع المجتمع الدولي، خلافاً للموقف الإيراني".
ويرى الباحثون أن "بوتين لن يتردد في حال ضمان مصالح روسيا في سورية، في الشرق الأوسط وتكريس مكانته الدولية والإقليمية في القبول بالإطاحة بالأسد. وتشكل هذه النقطة بالتالي نقطة الخلاف الأساسية المرتقبة بين روسيا وإيران، لأن كلا منهما يبحث عن منظومة إقليمية مغايرة، فإيران تريد بقاء الأسد وبقاء نظامه لضمان تواصل محورها من إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى لبنان عبر حزب الله".
وفي هذا الصدد، يُشكّل بقاء النظام السوري ركيزة في الاستراتيجية الإيرانية لبسط هيمنتها إقليمياً، عبر إقصاء اللاعبين الإقليميين الآخرين (السعودية وتركيا بشكل أساسي) واللاعبين الدوليين، الذين يطمحون لتشكيل نظام إقليمي مغاير.
وتبرز هنا مسألة احتفاظ إسرائيل، بالتنسيق مع روسيا بحريتها المطلقة في الأجواء السورية، من دون اعتراض من القوات الجوية السورية في سورية، وهو ما مكّن مثلاً من تنفيذ عملية اغتيال سمير القنطار. ويرى معدّو الورقة أن "إيران وحزب الله يعتقدان بأن هذه العملية كانت مرهونة بتنسيق روسي إسرائيلي يفوق التزام روسيا تجاه التحالف المناصر للأسد. وهذا يعني بحسب الورقة الإسرائيلية، أن "مثل هذا التنسيق الذي يعكس درجة عالية في مستوى التنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل وروسيا، يتطلّب تساؤلات حول مدى سريان التعاون الروسي الإيراني مستقبلاً، في مقابل احتمالات خدمة المصالح الإسرائيلية في بقاء هذا التنسيق مع روسيا وتفادي احتكاك بين القوات الإسرائيلية والروسية".
مع ذلك يخلص تقدير الموقف لمركز "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، إلى أنه "على الرغم من نقاط الاحتكاك الحالية بين روسيا وإيران، والجهود الغربية وجهود دول عربية لتفكيك التحالف المناصر لنظام الأسد، إلا أن الطريق لتحقيق ذلك لا تزال طويلة". وفي هذا المضمار يرى واضعو التقدير، أن "إيران لا تملك عملياً في الوضع الراهن خياراً، سوى الإبقاء على التحالف الحالي مع روسيا، وهو ما يضمن لها من خلاله عدم تفرّد روسيا في وضع وإرساء أسس التسوية المستقبلية للوضع في سورية، على حساب مصالح إيران في سورية والمنطقة".
اقرأ أيضاً: إيران "تعدّل" مبادرتها السورية بمساندة روسية