أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، خلال مؤتمره الصحافي، اليوم الإثنين، أن "تقارباً حصل في وجهات النظر حول كثير من النقاط" بشأن تنفيذ الاتفاق النووي في مباحثات بلاده مع فرنسا، مؤكداً في الوقت نفسه أن "أمام أوروبا الفرصة حتى الجمعة المقبل" لتنفيذ تعهداتها قبل أن تقدم إيران على تنفيذ المرحلة الثالثة من خفض التزاماتها النووية بعد انتهاء مهلة الستين يوما الثانية.
وأضاف ربيعي، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن "عدم تنفيذنا المرحلة الثالثة يتوقف على تصرف الطرف الأوروبي"، لافتاً إلى أنه "إذا لم تكن أوروبا قادرة على تنفيذ تعهداتها فليس من المنطقي أن تلتزم بها إيران". وفي السياق، أوضح أن استراتيجية إيران تجاه الاتفاق النووي "هي التعهد مقابل التعهد"، مشيراً إلى أنها اتخذت سياسة التقليصات بغية "عودة بقية أطراف الاتفاق إلى التزاماتها"، مؤكداً أن خفض التعهدات "ليس بهدف إجهاض الاتفاق النووي".
وتطرق المتحدث الإيراني إلى المباحثات الراهنة بين إيران وفرنسا، قائلاً إن "تقارباً حصل في وجهات النظر حول كثير من النقاط"، قبل أن يوضح أن بلاده تناقش مع فرنسا "ضرورة بيع إيران نفطها وعودة عوائد ذلك إلى الداخل". وأضاف أن زيارة مساعد الشؤون السياسية للخارجية الإيرانية عباس عراقجي، مع مندوبين من وزارة النفط والبنك المركزي الإيرانيين، اليوم الإثنين، إلى باريس، تهدف إلى إجراء مباحثات مع الجانب الفرنسي حول تصدير النفط الإيراني والحصول على عوائده.
واعتبر ربيعي أن إيران "لا تواجه عزلة اليوم" وأنها "تتحرك إلى الأمام"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، سيزور إيران قريباً، وأن اليابان "أبدت رغبتها" بتعزيز العلاقات الثنائية.
وكان النائب في البرلمان الإيراني علي مطهري قد كشف، أمس الأحد، تفاصيل جديدة عن مقترح تقدم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الإيراني حسن روحاني لخفض التوترات في المنطقة من بوابة إنقاذ الاتفاق النووي. وقال مطهري إن ماكرون "اقترح إنشاء خط ائتماني بمبلغ 15 مليار دولار كسلفة مقدمة لشراء النفط الإيراني"، نافياً "صحة الأنباء التي تقول إن هذا المبلغ يقدم لإيران كقرض وأنه بلا إعادة".
وأضاف مطهري أنه "من المقرر أن يتم دفع هذا المبلغ على ثلاث مراحل"، كاشفاً أن "ماكرون اقترح على إيران أن توقف مقابل هذا المبلغ تنفيذ المرحلة الثالثة من تقليص تعهداتها النووية". كما قال إن "العودة عن المرحلتين الأولى والثانية أيضاً قد تكون من ضمن المطالب الفرنسية".
من جهته، قال محمود واعظي، رئيس مكتب روحاني، الأحد، إنه "خلال الأسبوعين الأخيرين تمت مناقشة مقترح بين إيران وفرنسا"، كاشفاً في الوقت نفسه أن المقترح هو نفسه الذي أجرى ماكرون مباحثات بشأنه خلال قمة مجموعة السبع في بياريتز الفرنسية، وخصوصاً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب. وفي السياق، قال واعظي للتلفزيون الإيراني: "لقد غيرنا أجزاء مهمة من هذا المقترح والتي وافقت عليها مجموعة السبع، لأنها لم تكن مقبولة لنا"، مضيفاً أن وفداً اقتصادياً يرافق عراقجي، الإثنين، خلال زيارته إلى فرنسا لمناقشة كافة جوانب المقترح الفرنسي.
وتنتهي الخميس المقبل مهلة الستين يوماً الثانية، التي منحتها إيران في السابع من يوليو/تموز الماضي للأطراف الأوروبية بعد تدشين المرحلة الثانية من وقف تعهدات نووية، بعد انتهاء مهلة الستين يوماً الأولى.