تسلّمت وحدات من الجيش اللبناني المنتشرة في محيط مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (صيدا، جنوب لبنان)، للمرة الرابعة، في غضون أقل من أسبوع، أحد أنصار الموقوف أحمد الأسير.
آخر الأنصار الذين سلّموا أنفسهم هو هاني نجم، وقد عمد إلى التواصل مع الاستخبارات العسكرية اللبنانية قبل أن يصل إلى حاجز التعمير في المخيم. وفي خطوات متلاحقة قالت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" إنها "تأتي نتيجة تشديد الخناق الأمني على المطلوبين في المخيّم، وتأكد هؤلاء أنهم لن يفلتوا من العقاب، ولن تسقط ملاحقتهم".
وسبق تسلّم الاستخبارات، نجم، تسلّمها كلاً من محمد عبدالرحمن شمندور، شقيق الفنان المعتزل فضل شاكر، والذي أعلن "توبته" عن أفكاره السابقة، لكنه لا يزال متوارياً عن الأنظار، أيضاً، في مخيم عين الحلوة.
وسبق شمندور تسلّم القوى الأمنية عنصرين آخرين مطلع الأسبوع الماضي.
ويعيش "عين الحلوة"، منذ أسابيع، موجة إعلامية متصاعدة تحذّر من إمكانية وقوع أحداث أمنية، فضلاً عن تداول معلومات تتحدث عن نشاط "خلايا إسلامية ومجموعات متشدّدة" تنوي تنفيذ أعمال أمنية داخل المخيّم وخارجه، لكنّ متابعي هذا الملف ربطوا موضوع تسليم هؤلاء المطلوبين أنفسهم بموضوع نقل الأسير من مكان احتجازه في سجن الريحانية (بعيداً، شرق بيروت)، ووضعه بعهدة قوى الأمن الداخلي، إلى حين وضعه في سجن آخر، وهو مطلب سابق للأسير، الذي شكا طوال فترة توقيفه، من عام، من سوء المعالمة وسوء التغذية، وعدم حصوله على العلاج اللازم للأمراض التي يعاني منها.
وفي حال صحّ هذا الربط، يكون قد تمّت المقايضة بين مطلب نقل الأسير من "الريحانية" باستمرار تفكيك شبكة أنصاره في "عين الحلوة"، في حين تؤكد مصادر أمنية في الجنوب لـ"العربي الجديد" أنّ "التوقيفات التي تقوم بها القوى الأمنية في مناطق الجنوب، وتحديداً صيدا، تصيب أكثر من مجموعة وأكثر من هدف".
ويتهم اثنان من أنصار الأسير بتنفيذ "عمليات انتحارية" ضربت ضاحية بيروت الجنوبية، حيث المربع الأمني ومقر قيادة حزب الله وخزانه الشعبي على مدخل بيروت الجنوبي، قبل عامين، كما سبق لفضل شاكر، أبرز المقربين من حركة الأسير، أن أعلن نيّته واستعداده لتسوية أوضاعه مع الدولة اللبنانية.
وكان الأسير قد فرّ، في يوليو/تموز 2013، بعد معارك ضد الجيش اللبناني في عبرا (جنوب لبنان)، أدّت إلى سقوط 19 قتيلاً من العسكريين اللبنانيين، وقُبض عليه، في أغسطس/آب الماضي، لدى محاولته مغادرة الأراضي اللبناني من مطار بيروت الدولي بواسطة وثائق مزوّرة.