تفقد مواقع القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان ومطالب بالتعويض عن الأضرار

29 يوليو 2020
القصف الإسرائيلي خلف أضراراً مادية (العربي الجديد)
+ الخط -

لا تزال أحداث القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية مع لبنان، أول من أمس الإثنين، تتصدر المشهد، وفي وقت تفقّد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء الركن محمد خير، اليوم الأربعاء، بلدتي الهبارية وكفرشوبا، جنوبي لبنان، للوقوف على أضرار القصف، طالب رئيس بلدية كفرشوبا، قاسم القادري، بالتعويض عن الأضرار التي وصفها بـ"الكبيرة".

وتفقّد خير، اليوم الأربعاء، بلدتي الهبارية وكفرشوبا، وجال على الأماكن التي طاولها قصف العدو الإسرائيلي ومن بينها منزل المواطن فوزي أبو علوان في قرية الهبارية، الذي ضربت إحدى غرفه قذيفة إسرائيلية وألحقت اضراراً مادية في المكان.

 

 

وقال اللواء خير، إنّ "الهيئة العليا للإغاثة وكما دعمت أهالي الجنوب في حرب يوليو/تموز 2006 ستقف إلى جانبهم اليوم وبدعم من رئيس الحكومة حسان دياب الذي أكد الوقوف إلى جانب القرى والشعب الصامد بوجه العدو الإسرائيلي لإكمال مسيرة بناء الوطن على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد"، مشدداً على أنّ "لوائح رسمية ستصدر عن المعنيين بالأضرار التي سجّلت نتيجة القصف الإسرائيلي وسنعلن عن المساعدات وفق إمكانية الدولة".

من جهته، أشار رئيس بلدية كفرشوبا، قاسم القادري، إلى أنّ خسائر كبيرة لحقت بالأراضي والمراعي وعلى مجلس الوزراء أن يقف إلى جانب المنطقة التي تعاني من الحرمان على الرغم من التضحيات التي قدّمتها على مرّ السنين من هنا ضرورة وضعها على خارطة الإنماء.
وطالب مختار كفرشوبا علي صلاح ذياب، في حديث لـ"العربي الجديد"، الدولة اللبنانية بالوقوف إلى جانب المنطقة وأهلها من أجل صمود أبنائها في أرضهم واستثمارها بهدف العيش والحؤول دون تهجير شبابها كما حصل في فترات سابقة، هي التي على حدّ قوله، تدفع الثمن منذ السبعينيات والضريبة بالدمّ.

الصورة
قصف إسرائيلي على لبنان/سياسة/حسين بيضون)

ولفت إلى أن هناك تعويضات كثيرة لم تصل إلى الأهالي إبان حرب يوليو/تموز 2006، ونتمنى على الدولة الالتفات إلى المنطقة واحتياجاتها، علماً أنّ أبسط الحقوق ليست مؤمنة، فالحرائق التي اندلعت نتيجة القصف الإسرائيلي استمرّت لوقتٍ طويل نتيجة غياب الإمكانات لناحية الإطفاء ما رفع نسبة الخسائر.

ورغم الهدوء الحذّر سُجل تحليق مكثّف للطيران الإسرائيلي في الأجواء الجنوبية، في مقابل قيام دوريات راجلة ومؤللة للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية، في ظلّ حال من الترقب لأي تطوّر من شأنه أن يحدث، لا سيما أنّ "حزب الله" توعّد بالردّ حتماً على القصف الإسرائيلي الذي طاول محيط مطار دمشق الدولي قبل أسبوع وأدى إلى مقتل كامل محسن وهو قيادي بارز في الحزب، بعد نفيه حصول أي اعتداء  أو إطلاق نار من جانبه يوم الاثنين، مقابل زعم جيش الاحتلال أنه أحبط محاولة خلية مؤلفة من 3 إلى 5 عناصر من "حزب الله"، لتنفيذ عملية تسلّل، وأنّ أفراد الخلية تعرّضوا لنيران كثيفة دفعتهم إلى العودة من حيث أتوا.
وفي ظلّ تعدّد الروايات حول الأحداث الأخيرة، كان لافتاً، تغريدتان الأولى عن عضو "كتلة التنمية والتحرير" التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، قاسم هاشم عبر حسابه على "تويتر"، موجّهاً "التحية لرجال المقاومة على تنفيذهم العملية بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا" ما يتناقض مع نفي "حزب الله"، والثانية، صدرت عن ديما جمالي النائب في البرلمان اللبناني والعضو في "تيار المستقبل" الذي يرأسه الرئيس سعد الحريري، إذ وصفت ما حصل في مزارع شبعا بـ"المسرحية"، معتبرةً أنها، "رسالة في المكان والزمان لتقويض طرح الحياد للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي"، مضيفة، "لبنان ما عاد يحمل". 

 

وتأخر الردّ من الجانب اللبناني الرسمي على الأحداث الأمنية في ظلّ انشغاله بقرارات التعبئة العامة وإقفال البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات وحالات الوفاة، حتى أن وزير الداخلية، محمد فهمي، خرج بتصريح مباشر يتحدث فيه عن الإجراءات والتدابير الوقائية بينما كان القصف الإسرائيلي ينفذ جنوباً من دون أي يصدر عنه أي تعليق، بينما تطرّق رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب إلى التطورات الأمنية في مستهلّ اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا، أمس الثلاثاء، الذي كان أيضاً مخصصا للبحث في "ملف كورونا".
وتعرّض دياب لهجوم كبير بعد تغريدة نشرها على حسابه عبر "تويتر" قبل أن يحذفها في وقتٍ لاحقٍ، سأل فيها "أين الأجهزة الأمنية؟ وأين القضاء؟"، هو الذي يعتبر رأس السلطة التنفيذية في البلاد فظهر وكأنه مواطن متفرج يخاطب رئيس مجلس وزراء لبنان، وكانت محاولة لتبرير كلام دياب بقول وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، بعد جلسة مجلس الوزراء، أمس، بأنه كان موجّهاً إلى الوزراء في مستهلّ الجلسة.
ودعا دياب خلال الجلسة للحذر في الأيام المقبلة لأنه متخوف من انزلاق الأمور نحو الأسوأ، "في ظلّ التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة"، مطالباً الأمم المتحدة بإدانة الاعتداء الإسرائيلي وفرض تطبيق القرار 1701 على العدو لأن لبنان ملتزم به.
في السياق، بحث المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، اليوم الأربعاء، التطورات على الحدود الجنوبية مع القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" وذلك على ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير. كما طالب اللواء إبراهيم خلال زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اليوم بالتمديد للقوات الدولية في الجنوب كي يبقى الاستقرار على الحدود في موقفٍ يأتي قبل أسابيع من جلسة الأمن المخصّصة للتجديد لـ"اليونيفيل".
كذلك، توجه قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى العسكريين قبيل الذكرى الخامسة والسبعين لعيد الجيش الذي الغيَ الاحتفال به كما كل سنة نتيجة فيروس كورونا وتزايد خطره على الصحة العامة، قائلاً "تنتشرون على مساحة الوطن لتنفّذوا مهامَّ حفظ الأمن وحماية الحدود، وأمامَكم عدوّانِ لا يستهان بهما، العدو الإسرائيلي الذي يكررُ محاولات النيل من وحدتنا الوطنية، ويسعى إلى تحقيق أطماعِه المستمرة والدائمة في أرضنا ومياهنا وثرواتنا البحرية، مقابل التزام لبنان التعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان والقرار 1701 بمندرجاته كافة. والإرهابُ الذي تلاحقون خلاياه ونشاطاتِه وتحبطون محاولاته الرامية إلى تدمير مجتمعنا والعبث بأمنه واستقراره".
وأضاف: "سيبقى الجيش محطةَ التقاء جميع اللبنانيين، وسيقف بمواجهة أية محاولاتٍ للعبث بالاستقرار والسلم الأهلي وأي إخلال بالأمن أو ضرب صيغة العيش المشترك".
من جهته، أجرى رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، اليوم اتصالين هاتفيين برئيسي بلديتي كفرشوبا والهبارية قاسم القادري وأيمن شقير واطلع منهما على الأضرار التي تسببت بها الاعتداءات الإسرائيلية وأبدى تضامنه ووقوفه إلى جانب أبناء البلدتين في مواجهة ما يحدث.
وبمناسبة عيد الجيش، قال الحريري: "يضيء الجيش غداً شمعته الخامسة والسبعين في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة وإدارة سياسية وحكومية تعمل على ضوء الشمع والديزل المهرب وترمي المسؤولية على الأجهزة العسكرية والأمنية والمواطنين". وأضاف أن "جيش لبنان قيادة وضباطاً وجنوداً بواسل، هو عنوان الدفاع عن السيادة والحدود والسلم الأهلي ولن يكون مكسر عصا لأحد من أهل السلطة أو غطاء لستر عيوب الحكم والحكومة".