تفجير بايزيد يصيب الموسم السياحي التركي

07 يونيو 2016
السياحة التركية تلقت ضربات عدة خلال العام الجاري (Getty)
+ الخط -

رأى المحلل المختص بالشأن التركي، عبد القادر عبد اللي أن هدف التفجير الإرهابي الذي ضرب منطقة بايزيد وسط إسطنبول اليوم، مزدوج غرضه ضرب أهم قوة أمنية تركية "قوات التدخل السريع" وطعن المركز التجاري للأجانب لأن بايزيد منطقة تجارية تخاطب السياح عموماً.

واعتبر عبد اللي أن التفجير يشكل اختراقاً لمنطقة أمنية مراقبة على مدار الساعة، وكأن الإرهابيين يريدون القول: نحن هنا.

وحول أثر التفجير على موسم السياحة، يضيف عبد اللي لـ"العربي الجديد": لا بد من تأثيرات، لكنها مرحلية ولن تكون كبيرة، إذ سبقه ما هو أقوى في منطقة السلطان أحمد كما استهدفت المناطق السياحية على بحر إيجة، لكن السياحة التركية تعاود نشاطها بعد كل استهداف .

 ووقع صباح اليوم الثلاثاء، انفجار في حي "فيزنجيلر" التابع لمنطقة الفاتح وسط إسطنبول، أسفر عن مقتل 11 شخصا، وإصابة نحو 36 آخرين بجروح، وفق ما أعلنه والي إسطنبول واصب شاهين.

وأضاف شاهين في تصريح للصحفيين عقب تفقده مكان التفجير، أن التفجير الإرهابي وقع بسيارة مفخخة استهدفت حافلة تقل رجال الأمن، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا، بينهم 7 من رجال الأمن، وإصابة 36 بجروح، 3 منهم في حالة حرجة.

من جهته، اعتبر العامل بالقطاع السياحي غياث حسن، أن هدف التفجير سياحي بحت، لأن قوى الأمن الداخلي موجودة بكل الشوارع، أما أن تستهدف منطقة بايزيد الأكثر ازدحاماً وتواجداً للسياح، نظراً لوجود "الغراند بازار" والمعالم السياحية، فالهدف اقتصادي وليس أمني، على حسب رأيه .


ويضيف حسن لـ"العربي الجديد" أن التفجير اليوم جاء في عز التحضير للموسم السياحي الذي يشهد فتوراً بطبيعة الحال، رغم مساعي الحكومة التركية لإنعاشه وتقديم الشركات السياحية عروضاً وحسومات وفتح معالم سياحية بالمجان، أمام السياح.

وأوضح حسن أن تركيا مصممة على إنجاح الموسم السياحي الحالي، رغم التفجيرات ومحاولات الإساءة ممن أسماهم التيار الموازي، مشيراً إلى تحضيرات وبرامج سياحية تستهدف تونس والجزائر والمغرب، وبعض الدول الأفريقية، فضلاً عن السياح الخليجيين، الذين يعول عليهم لسد غياب السياح الروس المقدرين بنحو 4 ملايين سائح، قبل أن تمنعهم السلطات الروسية ضمن قائمة العقوبات على تركيا .

وكانت السياحة التركية قد تلقت ضربات عدة خلال العام الجاري، إذ شهد شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم تفجيراً في شهر آذار/مارس الفائت، فضلاً عن التفجير الانتحاري الذي ضرب ميدان السلطان أحمد "قرب الجامع الأزرق وآيا صوفيا" في كانون الثاني الفائت، وراح ضحيته 10 سياح أجانب بينهم تسعة ألمان، فضلاً عن جرح 15 سائحاً .

 وتحاول الحكومة التركية تخفيف آثار الضربتين اللتين تعرض لهما قطاع السياحة هذا العام، فمنع السلطات الروسية أكثر من 3 ملايين سائح روسي كانوا يزورون تركيا سنوياً و ينفقون نحو 6 مليارات دولار، ترافق مع تكرار التفجيرات بالمدن الرئيسية التي تعتبر مقصداً للسياح، وانصب اهتمام المسؤولين الأتراك على تسويق ولايات البحر الأسود التسع، التي كان يقصدها الروس والتركيز على سياح المنطقة العربية، في مساع للتعويض، ولو عن جزء مما سيتركه، عزوف الروس وربما الأوروبيين، في الموسم الحالي.

ويتوقع مراقبون أتراك تراجع مساهمة السياحة بالناتج القومي هذا العام، مقارنة مع عدد السياح الذي بلغ عام 2015 أكثر من 36 مليون سائح، وفق بيانات مؤسسة الإحصاءات التركية.

واحتل، وفق المؤسسة الإحصائية التركية، السياح الألمان المرتبة الأولى من حيث العدد بواقع 3 ملايين و750 ألف سائح، تلاهم السياح الروس بمليونين و779 ألفاً و343 سائحاً، ومن ثم السياح الإنجليز بمليون و802629 سائحاً .

وحسب المؤسسة التركية، فقد احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث عدد السياح بواقع 300 ألف و613 سائحاً، يليها العراق بـ269 ألفاً و564 سائحاً، ومن ثم سورية بـ199 ألفاً و259 سائحاً، ومن ثم ليبيا بـ193 ألفاً و212 سائحاً، تلتها الكويت بـ122 ألفاً و442 سائحاً.

دلالات
المساهمون