أكدت وثيقة، عرضت على لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية، بروكسل، الشهر الماضي، تقدم دليلاً ملموساً على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أصبح يشكل خطورة أكبر على الدول الغربية، أكثر مما كان يعتقد معظم سكان تلك البلدان في السابق.
وبحسب وثيقة معهد واشنطن، الذي يُتهم بتبني موقف الكيان الصهيوني والذي يسعى إلى التخويف من الإسلام في أوروبا، فإن التهديد لم يعد فحسب مرتبطا بضم "داعش" لقرابة 6 آلاف مواطن أوروبي، يقاتلون إلى جانب التنظيم في سورية والعراق، وأخيرا في ليبيا، ولا بظاهرة "الذئاب المنفردة"، بل أبانت هجمات بروكسل أن تنظيم الدولة مصمم على التخطيط لهجمات والقيام بتنفيذها في الدول الغربية، هجمات تكون جد معقدة وأشد دمارا.
وإن كانت أهداف هذا التهويل بادية ومفهومة، فإن الباحث نفسه عاد في وثيقته وقال إن أوروبا تواجه اليوم تحديين رئيسيين، أحدهما مرتبط بمكافحة الإرهاب والعمل الاستخباراتي، وثانيهما مرتبط بالشق الاجتماعي والإدماج الاقتصادي. ووفقا لليفيت فإن العوامل الاقتصادية ليست محددا رئيسيا يدفع نحو التطرف، لكنها تلعب دورا في تعزيز أزمة هوية تتأسس على انعدام الفرص، والتفكك الأسري، والهشاشة النفسية، والاختلافات الثقافية والدينية.
وبحسب وثيقة المعهد الأميركي، فإنه توجد داخل مختلف بلدان القارة الأوروبية العوامل، التي تساعد على التطرف، موضحة أن حي مولنبيك في بروكسل تحول إلى نقطة استقطاب كبرى لتنظيم الدولة، وأن بلجيكا لديها أكبر عدد من المقاتلين الغربيين، الذين انضموا إلى "داعش" في سورية والعراق، مقارنة بعدد السكان.
ووفقا للباحث ليفيت، فإن تنظيم الدولة يتبنى إيديولوجيا سلفية جهادية متشددة تقوم على نظرة مروّعة إلى العالم، تحرّض أولئك الذين يعتبرهم التنظيم مؤمنين حقيقيين ضد المرتدين و"الكفار".
في المقابل، لفت ليفيت إلى أن المسؤولين البلجيكيين يشددون على أن التطرف الديني ليس سوى ما يبدو على السطح، وأن من انضموا إلى صفوف تنظيم "داعش" كانوا متورطين في عدة جرائم سابقا، وأن أشياء أخرى دفعتهم إلى الانضمام إلى "داعش"، كالحصول على هوية جديدة وامتلاك النفوذ.