تفاقم أزمة كركوك العراقية والكرد متمسكون برفع علمهم عليها

19 مارس 2017
العبادي يسعى لتهدئة الأوضاع ويعد بحل (كارستين كوال/Getty)
+ الخط -
تتفاقم أزمة محافظة كركوك العراقية، المتنازع عليها بين القوميات والجهات السياسية، إذ بعد قرار محافظها (الكردي)، نجم الدين كريم، برفع علم كردستان على بناياتها ودوائرها، تسعى جهات سياسية أخرى للضغط باتجاه التراجع عن هذا القرار، محذرة من انعكاساته السلبية على "التعايش السلمي" بالمحافظة، بينما يؤكد الكرد عدم تراجعهم. 

وقال مسؤول في مجلس محافظة كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكتل السياسية العربية والتركمانية لم يرضها قرار المحافظ، وتسعى للضغط عليه من أجل التراجع عنه"، مبينا أنّ "تلك الجهات استعانت برئيس الحكومة، حيدر العبادي، للضغط على المحافظ".

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "العبادي بدوره أجرى اتصالات مع القيادات الكردية، ودعاها إلى عدم تأزيم الوضع في كركوك، ووعد بحل الموضوع عن طريق الحوار بعد الانتهاء من الموصل"، مبينا أنّ "المحافظ لم يتراجع حتى الآن عن قراره، لكنه يواجه ضغوطا كبيرة".


وأشار إلى أنّ "الأطراف السياسية كلّها، عدا الكردية، تعتبر أنّ القرار سيدفع باتجاه الاحتقان القومي بالمحافظة، وسيتسبب بمشاكل كبيرة، خصوصا وأنّها ليست محافظة كردستانية، وأنّ الدستور لا يسمح برفع علم كردستان عليها".

من جهته، أكد النائب الكردي عن المحافظة، محمد عثمان عزيز، أنّ "قرار المحافظ صحيح ودستوري، ويجب المضي به وعدم التراجع عنه".

وقال عزيز، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "كتلا سياسية استعانت بجهات كثيرة للضغط على المحافظ للتراجع عن القرار، وتناست دور الكرد والبشمركة في حماية المحافظة من (داعش)، وتوفير الأمن فيها"، مؤكدا أنّه "لولا دور البشمركة لما بقي حال كركوك على ما هي عليه الآن".

وأضاف أنّ "كركوك محافظة متنازع عليها، ومن حق جميع الأطراف أن تعمل على إثبات وجودها فيها. وكما أن للحكومة المركزية أن ترفع أعلامها، لنا الحق في رفع العلم في كركوك"، معتبرا أنّ "القرار يعبر عن حق الكرد، ولا يتنافى مع مبادئ الوطنية والقوانين العراقية".

وأشار إلى أنّ "أهالي كركوك سيقررون مصيرهم في الاستفتاء، إمّا البقاء أو الانضمام إلى كردستان"، مشدّدا: "يجب أن نمضي بقرار رفع علمنا، ويجب أن لا نتراجع عنه".

يشار إلى أنّ مراقبين يحذّرون من خطورة قرار المحافظ برفع العلم الكردي على كركوك، وتأثيره على وحدة المحافظة، ما قد يدفع باتجاه تقسيمها في ظل الظروف الخطيرة التي تعيشها البلاد.