وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن ممثلين عن روسيا عرضوا على المعارضة السورية المسلحة في ريف حمص الشمالي رسالة تضم عدداً من البنود لمسوّدة اتفاق وقف إطلاق نار تام في المنطقة، وفك الحصار الذي يفرضه النظام السوري عليها.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن فصائل كثيرة من "الجيش السوري الحر" اشترطت أن تكون تركيا ضامناً للاتفاق للدخول فيه، والبدء بمفاوضات حول كيفية تطبيقه.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها لأنها غير مخولة بالتصريح، أن الفصائل التي أبدت موافقة مبدئيّة على الاتفاق، وبدأت بالتفاوض مع الجانب الروسي الموجود في قاعدة حميميم عبر الإنترنت، هي "جيش التوحيد، حركة أحرار الشام، جيش العزة، الفرقة 313، ألوية الرستن، وألوية الحولة".
وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد" إلى أن المفاوضات بدأت قبل أسبوع، وحالياً لا تزال تجري عن طريق الإنترنت بين الفصائل والجانب الروسي، ولم يتم التوصل لاتفاق، ومن المتوقع الإعلان عنه، خلال أسبوع، من قاعدة حميميم، غير أن الجهة الضامنة للاتفاق تعتبر العقبة الأكبر في طريق توقيعه.
ووفقاً للمصادر، فإن أهم بنود الاتفاق المزمع هي "ضمان وقف إطلاق نار تام بكافة أنواع الأسلحة، وعدم الاعتداء على مناطق السيطرة من قبل جميع الأطراف، وبحث ملف المعتقلين لدى الجانبين بضمان روسيا".
وتنص البنود، أيضاً، على إرسال قوات شيشانية مهمتها مراقبة تطبيق الاتفاق، والسماح بإدخال كافة المواد الغذائية والبضائع إلى المنطقة دون التقيد بكميات محددة، والسماح بدخول مواد البناء، كما أكّدت "وجوب التزام فصائل المعارضة السورية المسلحة بعدم دعم الفصائل التي تحمل فكر تنظيم "القاعدة""، وتكون إدارة مدن وقرى المنطقة عبر مجالس ومكاتب مدنية.
وفي السياق، ذكرت مصادر أن رئيس "تيار الغد" السوري، أحمد الجربا، طلب من فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف حمص الشمالي تفويضه للتفاوض مع الجانب الروسي في القاهرة حول موضوع اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
ويأتي ذلك بعد قرابة أسبوع من قيام "تيار الغد" في القاهرة بتوقيع اتفاق مع الجانب الروسي ينص على ضم الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى مناطق خفض التوتر.
ميدانياً، أصيب مدنيون بجروح، ظهر اليوم الثلاثاء، جراء قصف بصواريخ فراغيّة من طيران حربي يعتقد أنه روسي على منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي.
وأفاد "مركز حمص الإعلامي" بوقوع جرحى بين المدنيين في بلدة تلذهب، وذلك جراء القصف لليوم الثالث على التوالي بصواريخ فراغية من طيران حربي، تبعه قصف مدفعي من قوات النظام السوري، على منطقة الحولة بريف حمص الشمالي.
وقال المتحدث باسم "حركة تحرير الوطن" التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، صهيب العلي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "القصف قد يكون أتى، للضغط على فصائل المعارضة السورية المسلحة، الرافضة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق مع روسيا، دون وجود تركيا كطرف ضامن للاتفاق".
وأكّد العلي أن "حركة تحرير الوطن" وهي أحد أطراف المعارضة السورية في اتفاق أستانة، ترفض أن يكون هناك اتفاق، دون وجود طرف ضامن هو تركيا، مؤكداً رفضهم أي مفاوضات تجري في مصر بوساطة "تيار الغد" الذي يقوده أحمد الجربا، وبعض الشخصيات التي تدعي أنها مفوضة من بعض مناطق الريف الشمالي لحمص.
ويقع ريف حمص الشمالي المحاصر، منذ أربعة أعوام، ضمن اتفاق مناطق خفض التوتر الموقع بين الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران في اجتماعات أستانة.
ويضم ريف حمص الشمالي عدة فصائل عسكرية من "الجيش السوري الحر"، مثل "جيش التوحيد، الفرقة 313، جيش العزة، حركة تحرير الوطن، فيلق حمص"، وفصائل معارضة أخرى منها "ألوية الرستن"، و"ألوية الحولة"، و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"جيش الإسلام" وفصائل أخرى، بالإضافة إلى وجود تنظيم "هيئة تحرير الشام".