تفاصيل خطة إسرائيلية لاغتيال عرفات عبر إسقاط طائرة سعودية

14 فبراير 2018
نجا عرفات من محاولات عدّة لاغتياله(Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، تفاصيل جديدة حول الجهود التي بذلتها إسرائيل لتصفية الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وأشارت "يديعوت" بالإضافة إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى وثيقة نادرة عبارة عن بطاقة تعليمات كتبها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، رفائيل إيتان، بخط يده يطالب فيها قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال دفيد عفري، عام 1982، باستغلال نية عرفات زيارة السعودية وإسقاط طائرته عندما تكون فوق الصحراء الأردنية أو السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أن البطاقة المكتوبة بخط إيتان عرضها رونين بريغمان، معلق الشؤون الاستخبارية في كتابه الجديد "القادم لقتلك بادر واقتله: التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية"، الصادر حديثاً.

وقد جاء في أمر التصفية الذي أرسله إيتان لعفري: "يمكن أن يطير عرفات من دمشق إلى السعودية في طائرة سعودية، في حال تم هذا الأمر، فعلينا إسقاط الطائرة، يتوجب علينا أن نختار مكانا مناسبا في الصحراء السعودية أو الصحراء الأردنية".

ويشار إلى أن الفصل الأول من كتاب بريغمان، الذي تم الكشف عن مضامينه، أخيراً، تضمن تفاصيل نشرت لأول مرة حول تعليمات أصدرها رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون عندما كان وزيرا للحرب عام 1982 لإسقاط طائرات مدنية كان يستقلها عرفات في تنقلاته.


ولفت بريغمان إلى أن شارون وإيتان أصدرا أمراً بإسقاط طائرة شحن كانت تقل 30 طفلاً فلسطينياً من الناجين من مجزرة "صبرا وشاتيلا" فوق البحر الأبيض المتوسط، حيث تم إحباط المخطط بسبب اعتراض عدد من قادة الجيش، الذين خشوا أن يفضي الأمر إلى المس بمكانة إسرائيل الدولية.

وفي موضع آخر، كشف الكتاب أن شارون وإيتان أصدرا أمراً بتصفية عرفات بعدما تبين أنه قد اتفق على عقد لقاء مع صحافيين إسرائيليين من بينهم رئيس تحرير مجلة "هعولام هزيه" اليسارية، أوري أفنيري، في مكان ما جنوب لبنان، لكن الخطة ألغيت بسبب اختفاء عرفات المفاجئ وإفلاته من تعقب الاستخبارات الإسرائيلية.

وأوضح الكتاب أن إيتان، الذي كان متحمساً بشكل خاص لتصفية عرفات، طلب من أحد قادة سلاح الجو أن يطير معه على متن طائرة "إف 16"، وأن يقوم هو شخصياً بتشغيل الزر الذي يكفل إلقاء قنبلة ضخمة على مكان ما في بيروت كان يفترض أن يتواجد فيه عرفات، وبالفعل قام إيتان بإسقاط القنبلة على المكان الذي وصل إليه عرفات بعد وقت قصير مما أفضى إلى نجاته.

ويكشف الكتاب النقاب عن أن إسرائيل شرعت في التخطيط لتصفية عرفات بعد معركة "الكرامة" عام 1968، والتي قتل فيها العشرات من جنود الاحتلال في أكبر مواجهة عسكرية مباشرة مع المقاومة الفلسطينية.

ويستدل من الكتاب أن كلا من إيتان وشارون شكلا طواقم "مهنية" لتخطيط عمليات تصفية عرفات، شارك فيها كل من رئيس "الموساد" الأسبق مئير دغان، وقائد المنطقة الشمالية الأسبق في جيش الاحتلال، يانوش بن غال، ونائب رئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، عوزي ديان، إذ تبين أن الأخير عمل على إحباط بعض مخططات تصفية الزعيم الفلسطيني الراحل بسبب مخاوفه من تداعياتها السلبية الكبيرة من الناحية السياسية.


وأشار بريغمان في كتابه إلى أن كره شارون الشخصي لعرفات فاق الوصف. وقد دافع المعلق اليميني أمنون لورد عن المحاولات التي نفذتها إسرائيل لتصفية عرفات من منطلق الكراهية لشخصه.

في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، اقتبس لورد ما كتبه الشاعر اليهودي اليميني مردخاي شليف عام 1950، الذي غضب لأن الكراهية للعرب في أوساط اليهود لم تكن كبيرة في نظره، حيث كتب شليف: "الشباب الإسرائيلي لم يصل إلى درجة من الإنسانية يتمكن فيها من كراهية عدوه بالقدر الكافي".

دلالات