تعلم العربية يؤرق أبناء العرب في موسكو

06 يونيو 2016
أزمة تعليم اللغة العربي في روسيا (GETTY)
+ الخط -


تواجه آلاف من العائلات المختلطة في روسيا تحدي تعليم أبنائها اللغة العربية في ظل هيمنة اللغة الروسية على كافة مجالات الحياة وعدم وجود جالية عربية كبيرة.

ومن أجل الحفاظ على اللغة العربية، يمكن لأبناء هذه العائلات الذهاب إلى المدرسة السعودية أو العراقية في موسكو، أو الاستعانة بمدرس خصوصي أو قضاء الإجازات في بلدان آبائهم للاحتكاك بالبيئة العربية، إلا أن هذا الأمر بات مستحيلا على السوريين بعد تفاقم الوضع في بلادهم.
بعد اندلاع الحرب في سورية، قرر حسين، وهو سوري في الأربعينيات من عمره، إعادة زوجته الروسية وأبنائهما إلى روسيا، قبل أن يلتحق بهم في إحدى المدن الصغيرة في ضواحي موسكو بعد نحو 10 أشهر.

ويقول حسين لـ"العربي الجديد": "عندما غادرنا سورية، كانت ابنتي الكبيرة في الخامسة من عمرها وكانت تتحدث العربية، ولكنها نسيتها تماما خلال فترة غيابي".
وفي ظل إقامة حسين وعائلته خارج موسكو، يتعذر على أبنائه الذهاب إلى مدرسة عربية أو إيجاد مدرس يمكنه الحضور إلى منطقة نائية، ولم يبق أمام الأب خيار سوى تعليمهم بالجهود الذاتية من خلال التحدث معهم وتشغيل برامج تلفزيونية باللغة العربية بالمنزل.

رغم أن لهم أصولا عربية، إلا أن قسماً من أبناء العائلات المختلطة لا يجيدون اللغة العربية على الإطلاق، وذلك نظرا لإجادة آبائهم اللغة الروسية بعد عقود من الحياة في روسيا، وعدم سفرهم إلى بلدانهم لسنوات طويلة.
ياسمينا، شابة والدها لبناني ووالدتها روسية، كانت تتحدث العربية حتى السابعة من عمرها، تقول لـ"العربي الجديد": "ثم توقفنا عن الزيارات إلى جنوب لبنان، حيث تقيم عائلة والدي، بسبب الاحتلال".
إلا أن ذلك لم يمنع الشابة التي ولدت وتربت في موسكو، من العودة إلى تعلم اللغة العربية بعد بلوغها حرصا منها على التواصل مع أقربائها في لبنان وتوظيفها في عملها.
تعتبر التربية في عائلة مختلطة تجربة ثرية وفرصة فريدة للاطلاع على ثقافتين مختلفتين في آن معا، ولكنها أيضا لا تخلو من صعوبات ومعاناة، ومن أشدها أن تتحدث مع أحد الوالدين لغتين مختلفتين.

المساهمون