تعز تعيش أقوى فاجعة

22 اغسطس 2015
+ الخط -
صواريخ الكاتيوشا المرسلة من ميليشيا الحوثي وعلي عبدالله صالح مزقت قلوب أهالي تعز، بقتل فلذات أكبادها وملائكة الرحمن، أطفال في عمر الزهور لم يتركوا لهم المجال حتى يكملوا لعبهم في حواري مدينة تعز.
يحشدون أنصارهم للقتال، وأخذ الثأر للحسين، وعندما ينهزمون يرددون مسمى أنها طائفية، ويحرّضون ضد أبناء تعز في المحافظات المسيطرين عليها ميليشياتهم، ليس هذا فحسب، بل يقصفون الأحياء السكنية، ويقتل أطفالنا ونساءنا، وتهدم بيوتنا، ويطبق علينا الحصار الخانق، ويسمونه جهادا مقدساً. يطلقون ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﺟﻤﺎﻋﻴﺎً ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ، ﻭﺑﺪﻡٍ ﺑﺎﺭﺩ، لأنها رفضت الانصياع لأوامر العبودية.
تعز تتعرض لمجزرة عظيمة، وسط تواطؤ رسمي من سلطات الدولة المتخاذلة، والتي تتخذ الرياض مقراً مؤقتاً لها. نشد على الحكومة تعجيل الدعم، والابتعاد عن المكايدات السياسية، ولتكون أرواح المدنيين في مقدمة الأوليات، وليس التخلي عن تعز، من أجل توجهات سياسية عبيثة، لأنه ﻳﻤﻮﺕ فينا الأطفال وﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﻌﻒ ﻭﺍﻟﻤُﺼﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ في البوفيه، ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، والأم ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺿﻊ ﻃﻔﻠﻬﺎ، والصمت مطبق من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، وكذلك من يسمون أنفسهم ناشطين وإعلاميين، إلا من رحم ربي.
وعد الرئيس المخلوع صالح بحمام دماء، وها هي الآن غرائزه الدموية الشاذة تستمتع بمشاهد عشرات من جثث الأطفال. لم يكتفوا بزج الأطفال بحروبهم القبيحة، بل أرسل صواريخ وقذائف محملة بالعار والخزي إلى ابنة تعز ذي العامين وأطفال آخرين.
انتصرت القيم والمدنية في تعز، وجسدوا مفهوم الانتصار الحقيقي، انتصار القيم، فهم لم يعتدوا على أحد، ولم يستفيدوا، وكان انتصارهم للوطن كله، جمعتهم ثقافة القيم العليا التي تتجاوز كل أنواع العصبية. كانت صفعة تعز للغزاة قاسية ومؤلمة، لذا هم يصبون حمم حقدهم عليها بدون أي رحمة أو إنسانية.
اختفى المزايدون بدماء الناس، من ثارت ثورتهم العصبية والمذهبية والمناطقية والقبلية، وصحت ضمائرهم في قضية قتل قناص مجرم قنص وقتل عشرات من الأبرياء، على الرغم من استنكار شيخ المقاومة من هذه الأفعال المندسة، وكأن قناصهم يساوي كل أطفال ونساء ورجال الحالمة، فنددوا وهددوا وتوعدوا واستنكروا، بل وصل بهم الحد بالدعاء على تعز وأهلها بالهلاك في بيوت الله في صنعاء وما جاورها.
ها هم الأبرياء من الأطفال يذبحون، وتزهق أروحهم بدون رحمة، ونحن نعرف أنهم سيسكتون وسيخرسون، وستموت ضمائرهم، لأنهم محرضون على قتلنا، وقتل أبنائنا ونسائنا.
4A6D47C4-4F60-486E-A508-2A21A43174C7
4A6D47C4-4F60-486E-A508-2A21A43174C7
باسم العبسي (اليمن)
باسم العبسي (اليمن)