وتعاني المدينة المحاصرة من قبل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) منذ 2015، من تآكل المنظومة الصحية وتردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية في ظل إجراءات وقائية رسمية متواضعة يقوم بها مكتب الصحة في المحافظة، في وقت يرى مهتمون بالشأن الصحي أن تلك الإجراءات منقوصة ولا ترقي إلى المستوى المطلوب في تعز المكتظة بالسكان.
وكانت وزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية في تعز، قد اتخذت عدداً من الإجراءات، أبرزها تعليق التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات وإغلاق المساجد والأسواق طبقاً للمسؤول الإعلامي في مكتب الصحة تيسير السامعي، الذي أوضح أن "إغلاق الأسواق لم ينفذ بشكل صحيح"، مؤكداً أن هناك إجراءات تقوم بها أجهزة الأمن لضبط الوضع.
وتم تجهيز أماكن للحجر الصحي في حال تسجيل إصابات بالفيروس، إلى جانب إعداد أماكن حجر خاصة بالوافدين يتم فيها وضع أي شخص قادم من الخارج لمدة 14 يوماً حتى يتسنى التأكد من عدم إصابته بالفيروس.
ويفصح السامعي عن مخاوف متوقعة من انتقال الفيروس إلى المحافظة، مؤكداً أن "الوضع سيكون مأساوياً جداً إذا وصل الفيروس إلى تعز، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة".
في السياق، يبدي ناشطون صحيون مخاوف كبيرة من حدوث كارثة صحية ووبائية ستخلف عشرات الآلاف من الضحايا في حال انتشار فيروس (كوفيد 19) بتعز المحاصرة منذ 6 سنوات من قبل الحوثيين وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية في المدينة.
ويأمل محمد الشرعبي أن لا يدخل الوباء إلى اليمن وأن "يعي الناس أن هذا الوباء خطير في ظل ضعف أداء الأجهزة الحكومية بسبب الحرب"، لافتاً إلى أن وضع تعز لا يتحمل انتشار مثل هذا الفيروس.
ووسط هذه المخاوف، طمأن مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة المواطنين بأن الأمور تسير على نحو جيد في ظل عدم تسجيل حالات مصابة بالوباء حتى اليوم.
إلى ذلك، بدأ عدد من المبادرات الشبابية بتنفيذ حملات للتوعية والتعقيم بإشراف مكتب الصحة، هدفها توعية الموطنين وتعريفهم بطرق الوقاية من الوباء وأعراضه، وضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية.
وتستمر التجمعات والزحام في الشوارع العامة وبعض المساجد والأسواق، رغم إعلان الحكومة اليمنية إغلاق المساجد ووقف الصلوات فيها. وفي السياق، قال الشاب علي أحمد إن "هناك عدم قبول مجتمعي للإجراءات الوقائية والتوعوية بسبب حاجة الناس للخروج وطلب الرزق بسبب الأوضاع المعيشية التي تعيشها المدينة وصعوبة مكوث الناس في المنازل".
وما يزيد من خطورة الوضع، أن تعز لا تمتلك الفحص الخاص بفيروس كورونا، وتلجأ إلى حصر الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس وترسلها إلى عدن للتأكد من عدم إصابتها به، في ظل وضع صحي متدهور.