في ولاية هرات الواقعة غربيّ أفغانستان، على مقربة من الحدود الإيرانية، يجلس الرجل في فِناء أحد المساجد ويحمل مصحفه ويقرأ. في شهر رمضان، لا بدّ من التعبّد بكلّ الطرق الممكنة. ولأنّ الشهر المبارك يوشك على نهايته، فإنّه من المفيد "استثمار" الأيام الأخيرة منه بما يرضي الله. يُذكر أنّه خلال هذا الشهر، تقتضي العادات الأفغانية ختم القرآن في كلّ بيت، مرّة واحدة على أقلّ تقدير. كذلك، يكثر عدد الملتحقين بحلقات تحفيظ القرآن في البلاد.
غير بعيد من ذلك المسجد، يعجّ السوق الشعبي بالصائمين الذين قصدوه لابتياع ما يحتاجونه من مستلزمات مختلفة، لا سيّما السلع التي تنقصهم لإعداد مائدة الإفطار الرمضانية. والأفغان يفضّلون شراء تلك الحاجيات كلّ يوم بيومه، بالتالي تبقى الأسواق مليئة بالناس. ولعلّ الحلويات هي أكثر ما يدفع هؤلاء إلى التسوّق بصورة يومية.
وبعد ظهر كلّ يوم من أيام رمضان، يصطف الأفغان في طوابير أمام المحال التي تعدّ "الجبيلي" وتقليه، للحصول على الكميات التي يرغبون فيها. فهذه الحلوى المعروفة في البلدان العربية باسم "المشبّك" أو "الشباكية" أو "الزلابية"، تُعَدّ حلوى رمضان الشعبية. صحيح أنّها من التقاليد الخاصة بهذا الشهر الفضيل، لكنّ الأفغان اليوم يفضّلون شراءها بدلاً من إعدادها في البيوت مثلما كانت الحال في الماضي.
(العربي الجديد)