خرج آلاف الدنماركيين والعرب الى شوارع مدينة آرهوس، أمس الأحد، في تظاهرة هي الأكبر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وجابت التظاهرة شوارع المدينة، وحمل المشاركون فيها الأعلام والشعارات المؤيدة للشعب الفلسطيني والداعية لحرية غزة وفلسطين.
وردّ المتظاهرون على الانتقادات التي وجّهها اللوبي الصهيوني للفعاليات الدنماركية المندّدة بإسرائيل، فاستجابوا وبشكل ملفت ومفاجئ لدعوة بضعة شبان وشابات دنماركيين للتظاهر، بعد سلسلة أسبوعية من الفعاليات التي لم ترق لبعض مؤيدي اسرائيل الذين انبروا يدافعون عن عدوانيتها منذ اليوم الأول.
وكان أكثر من 14 ألفاً من المشاركين في حملة عبر موقع "فيسبوك"، أعلنوا تأييدهم للتظاهرة في آرهوس، وحضر فعلياً عدة آلاف، بحسب المنظمين.
وأكدت يوليا لارسن، وهي الشابة الدنماركية الداعية للتظاهرة مع الفلسطيني علي كايد، "أن الحرب على غزة وقتل الفلسطينيين لا يمكن تحملهما"، وأن هذه الفعاليات "ستستمر إلى أن يُتخذ موقف حاسم بحق إسرائيل ووقف عدوانها وإنهاء احتلالها".
وكان لافتاً أن الشرطة الدنماركية تعاملت ببعض الهدوء مع المتظاهرين، على عكس المرات السابقة التي شهدت مشاحنات بعد حرق العلم الإسرائيلي واتهام أحد الأئمة المسلمين بأنه يخطب ضد اليهود.
كما شهدت التظاهرة خروج عائلات دنماركية مع أطفالها للمشاركة فيها، إضافة الى حضور شبابي ملفت. وقام هؤلاء بجمع ما يمكن من تبرعات لأطفال غزة.
وكشف مسؤول مكافحة التمييز في حزب "اللائحة الموحدة" اليساري، جون غراوسغوورد، لـ"العربي الجديد"، أنه "يجري الإعداد للقاء شبابي فلسطيني دنماركي لدعم غزة بطريقة منظمة".
وسأل "العربي الجديد" بعض المشاركين الدنماركيين عن رأيهم بما يحصل في غزة، فأعرب معظم هؤلاء عن غضبهم من الموقف الدنماركي الرسمي، وخصوصاً موقف وزير الخارجية مارتن ليدغارد، الذي لم يدن الحرب الإسرائيلية، واعتبر أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس".
وقال أحد المشاركين في التظاهرة: "يوم الأحد يوم إجازة الدنماركيين، لكن هذا الخروج هو رسالة واضحة لوزير الخارجية الدنماركي ولأصدقاء إسرائيل بأن الإجرام الذي يودي بحياة مئات البشر في سجن كبير كغزة لا علاقة له لا بقيمنا ولا بمعايير الإنسانية ولا الدفاع عن النفس".
وشاركت بعض الأحزاب اليسارية الدنماركية، الداعمة برلمانياً للحكومة الحالية، بشكل رسمي في التظاهرة، التي شهدت إلقاء كلمات نددت بالعدوان الإسرائيلي.
ودعا المشاركون، في كلماتهم، الحكومة الدنماركية إلى موقف حازم وإلى مقاطعة إسرائيل، بما فيها كلمة عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكي الحاكم، تومي نيلسن. وهو الأمر الذي كان المتظاهرون يطالبون به في هتافاتهم أثناء سير التظاهرة في شوارع آرهوس.
من جهته، أعرب عضو البرلمان عن حزب "اللائحة الموحدة"، نيكولاي فيلسموسن، عن الاستياء من السماح لإسرائيل بكل هذه الوحشية، "وتحديداً بعد تشكيل حكومة فلسطينية موحدة".
وكان اللافت عند المتظاهرين الدانماركيين رفعهم لافتة تؤكد على مصير الثورات العربية الواحد من خلال رسم أعلام بلدان الربيع العربي عليها. كذلك رفع أبناء الجاليات العربية والأجنبية والتركية، الذين شاركوا في التظاهرة، أعلام بلدانهم الى جانب العلم الفلسطيني.
وخلال الاعتصام الذي أعقب التظاهرة، ألقيت قصائد بالدنماركية تتحدث عن الحرية وعن حق الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال و"نظام الفصل العنصري".