تظاهرة تقتحم اجتماعاً لقادة اليمين المتطرف في استوكهولم

04 نوفمبر 2016
الاقتحام نغّص حفل توزيع الشعبويين جائزة الحرية الأوروبية(العربي الجديد)
+ الخط -
كان حزب "ديمقراطي السويد"، اليميني الشعبوي، على موعد، مساء اليوم الجمعة، مع حفل جوائز في أفخم فنادق العاصمة استوكهولم، فندق غراند، قبل أن تفاجئه عملية اقتحام احتجاجي شعبي للفندق، نغّصت مشروعه.

حزب "ديمقراطي السويد" واحد من أكثر الأحزاب مجاهرة بيمينيته وشعبويته في عموم دول الشمال، وكان قد وجه دعوة إلى أكثر من 400 شخص من الاتجاه الشعبوي المؤيدين لأفكاره في فندق خمسة نجوم، تحت مسمى توزيع " جوائز الحرية الأوروبية" .


وجاء اختيار فندق غراند عقب رفض تأجيره قاعة كبيرة في المجلس البلدي للعاصمة السويدية، بذريعة "الحفاظ على الأمن".

المحتجون، الذين اكتشفوا أسماء المدعوين إلى هذا الاحتفال اليميني المتطرف، لم يرق لهم أن يشارك عتاة الشعبوية الأوروبية في عاصمة بلدهم.


ووفقاً لما كشفت عنه صحيفة "إكسبرسن" السويدية، فإن أبرز الأسماء الأوروبية المشاركة هي نايجل فاراج، والرئيس التشيكي السابق، فاتسلاف كلاوس، وهو ما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي في السويد، احتجاجاً على وجود تلك الشخصيات التي وصفوها بـ"العنصرية" وبعضهم سماها بـ"الفاشية".

اختيار الشعبويين السويديين، كغيرهم من الأوروبيين، توثيق العلاقات بين أقطاب وحركات اليمين المتطرف يحدث كل عام بين عواصم مختلفة، كما جرى قبل فترة في فيينا، حيث التقى عتاة التطرف من فرنسا وألمانيا والدول الاسكندنافية مما استدعى صدامات مع الشرطة، كما أشار إلى ذلك تقرير سابق لـ"العربي الجديد" من فيينا.

المثير لغضب السويديين، وعموم الاسكندنافيين وبعض الأوروبيين القادمين للاحتجاج، أنّ شخصية قومية متطرفة مثل فاتسلاف كلاوس، المعادي بشدة للاتحاد الأوروبي والتعددية الثقافية وعموم المهاجرين مدعو لتلقي "جائزة الحرية "الأوروبية في دولة كالسويد، التي يعتبر شعبها وحركاتها الاجتماعية أنهم يقفون في مقدمة المدافعين عن الحريات والتعددية في القارة الأوروبية.

كلاوس، الذي يصفه معارضوه الأوروبيون بـ"الفاشي"، لم يتردد يوماً في الدفاع عن أفكار سفاح أوسلو، أندرس بريفيك، في أوسلو وجزيرة أتويا حيث قتل 78 شخصاً، جلّهم من الشباب، بحجة "الدفاع عن البلد ضد المسلمين"، معتبراً عمله "بطوليا للدفاع ضد استسلام المجتمعات". وفي فترة رئاسته لجمهورية التشيك وقف وبعناد ضد معاهدة لشبونة، مطلقا العديد من الأفكار والتصريحات المؤيدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومدافعا عن الفكر القومي الروسي المتطرف بما في ذلك الأزمة الأوكرانية.

المحتجون على خطوات حزب سياسي سويدي، ديمقراطي السويد، الذي عانى مؤخرا من عدد من فضائح اختراق بوتين لصفوفه، لم يتركوا وسائل التواصل الاجتماعي دون التعبير عما يرونه في هذه الخطوة التي تجمع اليمين من أنحاء أوروبا.


وقد عجت وسائل التواصل، وبالأخص فيسبوك بآراء غاضبة وساخرة جدا حتى بحق الفندق (غراند هوتيل)، الذي ناله نصيبه بكتابة أحدهم "يجب منحه نجمة إضافية وخصوصا حين يخرج ضيوفه لمصلحة ربحية من الفاشيين والعنصريين ومنظمات النازية الجديدة".

ما يثير الانتباه، وفقاً للقناة الرسمية السويدية SVT، أنّ العاملين في فندق غراند وحين علموا بالهدف من هذا الاحتفال اليميني توجهوا فورا إلى نقاباتهم لأخذ استشارة فيما يجب أن يكون عليه موقفهم.


لم يرق للنقابيين أن تضم لائحة المدعوين الشعبويين أشخاصاً مثيرين للجدل في بلد يحارب التمييز والعنصرية والفاشية. فدخلت النقابات في مفاوضات طيلة اليوم الجمعة لتحديد البيئة التي سيعمل فيها المناوبون في سهرة اليمين هذا المساء، إذ يخشى كثيرون من تحول الأمر نحو العنف.

إلى جانب نايجل فاراج، تبدو اللائحة التي تسرب بعضها أكبر من مجرد اسمين. فإلى جانب أعضاء برلمان أوروبيين وشعبويين سويديين يتضح أنّ أصدقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من اليمين المتطرف على رأس قائمة المدعوين، وفقا لما تذكره "إكسبرسن" التي وصفته بـ"صديق المتطرفين الشعبويين الأوروبيين".


فشخصية فاتسلاف كلاوس ليست بالنسبة للحركة الديمقراطية الغربية مجرد شخص عادي ورئيس سابق، بل في زمنه عام 2013 أصدر عفواً عن 7 آلاف متهم في جرائم اقتصادية وعنصرية، فتوقفت كل الملاحقات القانونية بحق مرتكبي جرائم اقتصادية وفساد.

الشخصية الجدلية الأخرى اليميني البريطاني روجر هيملر، الذي يحمل مواقف عنصرية وكراهية ضد المثليين بنفس تحريضي على العنف، وهو يحتل مقعدا في البرلمان الأوروبي.


ومن البلطيق دعا اليمين السويدي المتطرف لتوزيع جوائز "الحرية"، رونالداس باكساس، عضو البرلمان الأوروبي والذي ترأس برلمان بلده لمدة عام في ليتوانيا. وهو أيضاً واحد من حلفاء بوتين ويعتبره الليتوانيون واجهة الجرائم الاقتصادية الروسية في بلدهم، وساهم بكثير من الفساد الذي أدى لتوزيع الجنسية الليتوانية على كثير من الروس.

تطول القائمة اليمنية الشعبوية حليفة بوتين وتشمل نيكولا دوبون إينان الفرنسي وممثلين للجبهة الوطنية، وميشيل مودريكمان زعيم الحزب اليميني المتطرف في بلجيكا "بارتي بوبولاير" الشعبوي، فضلاً عن يانوار رووس، زعيم الحزب الشعبوي الهولندي "هولندنا" Voor Nederland المعارض أيضا للاتحاد الأوروبي والقريب من سياسات بوتين.

يبقى التذكير بأنّ جائزة "الحرية" التي يزعم اليمين المتطرف أحقية أحزابه بها، تقوم على أساس ما يسمونه "الديمقراطية المباشرة"، وفي الأيدلولوجيا الخاصة بهم ليس هناك من ديمقراطيين سواهم ولا يعترفون بالمبادئ الديمقراطية الغربية، ويرون الديمقراطية الروسية مثلا أعلى لهم.