وفي خرق لحظر التجول الذي فرض في عدد من الولايات في محاولة لاحتواء الاحتجاجات ومنع تمدّدها، تظاهر عشرات الآلاف في أجزاء مختلفة من البلاد، في تحركات شهد بعضها مواجهات واعتقالات، فيما اتّسم بعضها الآخر بالسلمية.
ففي واشنطن، تجمّع المئات أمام البيت الأبيض بسلميّة، قبل أن تقوم مجموعة منهم برمي عبوات المياه على عدد من العناصر الأمنية، فتجمعت الشرطة ووقفت في مواجهتهم، قبل أن يعود الهدوء إلى المكان، وفق "نيويورك تايمز".
وفي سياتل، وقف المئات في مواجهة الشرطة في حي "كابيتول هيل" حاملين المظلات لحماية أنفسهم من الأدوات التي تستخدمها الشرطة لمواجهة الحشود، كرذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع، في مشهد أعاد إلى الأذهان احتجاجات هونغ كونغ التي اندلعت العام الماضي.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وفي لوس أنجليس، تجمّع المئات مساء الثلاثاء أمام منزل عمدة المدينة، بعد ساعات على بدء حظر التجول، حيث افترشوا الأرض، ممسكين بأيدي بعضهم البعض، مؤكدين أن احتجاجهم سلميّ، إلا أنّ الشرطة أقدمت على توقيف عدد كبير منهم. وتحدثت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن اتّسام الاحتجاج، كما التوقيفات، بالطابع السلميّ، بخلاف المشهد الذي يسود في أجزاء أخرى من البلاد. وتحدث ناطق باسم شرطة لوس أنجليس عن توقيف المئات، مع استمرار التظاهرات في المدينة.
وفي بورتلاند، تجمّع ما يقارب العشرة آلاف شخص في ساحة "بايونير كورت هاوس سكوير"، بعد تلاقي تظاهرتين منفصلتين في المكان. وبدأ الاحتجاج سلمياً قبل أن يتطوّر إلى مواجهات مع الشرطة عند سياج يفصل المتظاهرين عن جزء كبير من وسط المدينة. واستخدمت الشرطة القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشود.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وتحدثت شرطة بورتلاند عن أن الحشد الذي تجمع عند السياج لم يكن مرتبطاً بالمجموعة الضخمة التي بقيت في الساحة لساعات عدة، واصفة إياه بـ"تجمع غير قانوني". وقالت الشرطة عبر "تويتر" إن عدداً من الموجودين رموا عناصرها بالزجاجات والألعاب النارية وغيرها.
Twitter Post
|
أما في نيويورك، التي شهدت حادث إطلاق نار وقتل مشتبه فيه، لا ترجح علاقته بقضية مقتل فلويد، فأوقفت الشرطة زهاء 200 شخص، في رقم مرجح للارتفاع، وفق ما نقلته شبكة "سي أن أن" عن أحد المسؤولين عن تطبيق القانون في المدينة.
ومنعت الشرطة المحتجين من اجتياز جسر مانهاتن، من بروكلين باتجاه مانهاتن، وسمحت لهم بالعودة من دون حصول توقيفات. وقالت "سي أن أن" إن معظم الاحتجاجات في نيويورك كانت سلمية، مشيرة إلى حصول بعض عمليات النهب، إلا أنها لا تقارن بما حصل ليلة الإثنين.
Twitter Post
|
وفي حادث منفصل، أعلنت الشرطة مقتل مشتبه فيه، وإصابة واحد على الأقل من أفراد الشرطة، بعد أن ردّ عناصرها على إطلاق نار في حي بروكلين.
وتحدثت المعلومات الأولية عن أن الحادث الذي وقع بعد التاسعة مساءً لا علاقة له بالاحتجاجات على مقتل جورج فلويد.
Twitter Post
|
وفي أتلانتا، استخدم أفراد الشرطة والجيش الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد كبير تجمع قرب "سانتانيال أولمبيك بارك". وألقى المتظاهرون الزجاج، وأطلقوا المفرقعات النارية باتجاه عناصر الشرطة بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ، لتردّ الشرطة باستخدام القوة، ما دفع بالحشد إلى التفرق بعد وقت قصير.
سياسياً، أعلنت مؤسسة أوباما أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، سيناقش مع قادة آخرين في بث مباشر الأربعاء، الأحداث المأساوية في الأسابيع الأخيرة، وتاريخ عنف الشرطة في أميركا، والخطوات المطلوبة لتغيير نظام أدّى إلى خسارة العديد من الأرواح.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة العاصمة واشنطن وذلك بعد احتجاجات عنيفة في المدينة أثناء الليل على مدى أيام. وقال جوناثان راث هوفمان المتحدث باسم البنتاغون في بيان إن القوات "في حالة تأهب قصوى" لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية".
الأميركيون يتعاطفون مع الاحتجاجات
وفي سياق آخر، أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إيبسوس" أن معظم الأميركيين يتعاطفون مع الاحتجاجات. وأجري الاستطلاع يومي الاثنين والثلاثاء وتوصل إلى أن 64 بالمئة من الأميركيين البالغين "يتعاطفون مع من يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي"، فيما قالت نسبة 27 بالمئة منهم إنها لا تشعر بالتعاطف مع المحتجين، وقال تسعة بالمئة إنهم غير متأكدين.
وقال أكثر من 55 بالمئة من الأميركيين إنهم لا يوافقون على طريقة تعامل الرئيس دونالد ترامب مع الاحتجاجات، بما في ذلك 40 بالمئة قالوا إنهم يرفضون ذلك "بشدة".
الحرس الوطني يساعد قوات إنفاذ القانون
وأعلن رئيس الحرس الوطني الأميركي يوم الثلاثاء أن 18 ألف فرد من الحرس يساعدون قوات إنفاذ القانون في 29 ولاية.
ولفظ فلويد أنفاسه بعد أن بقي شرطي أبيض جاثماً بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق يوم 25 مايو/أيار في مدينة مينيابوليس، ليشعل ذلك من جديد قضية وحشية الشرطة ضد الأميركيين من أصل أفريقي قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة.
ووجهت لضابط الشرطة الذي جثم بركبته على رقبة فلويد تهمة القتل من الدرجة الثالثة وتهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية. وأقيل ثلاثة ضباط آخرون متورطون لكن لم توجه لهم اتهامات.