تظاهرات الغضب الأميركية: محدودة لكن مؤثرة

14 ديسمبر 2014
تجتاح الاحتجاجات المتقطعة بعض المدن الأميركية (أنردو بورتون/Getty)
+ الخط -

تستمر حالة الغليان في الشارع الأميركي من ممارسات عناصر الشرطة تجاه ذوي البشرة السوداء على وجه التحديد. وهو ما انعكس في التجمعات الاحتجاجية المتفرقة التي شهدتها مدن الولايات المتحدة الكبرى، يومي الجمعة والسبت، تعبيراً عن رفض المتظاهرين للحصانة من المحاكمة التي يحظى بها رجال الشرطة بصورة غير معلنة عند ازهاقهم لأرواح مواطنين أثناء حوادث شجار أو عمليات اعتقال ودهم. وعلى الرغم من أن التجمعات الاحتجاجية بدت صغيرة في حجمها فإتها كانت قوية في إيصال رسالة الغضب السائد في صفوف الأقليات عقب تكرار حالات اعفاء رجال الشرطة من المحاسبة.

واختار المتظاهرون مواقع حساسة لتجمعاتهم أمام مراكز الشرطة في نيويورك وبالقرب من مبنى الكونجرس الأميركي في واشنطن ومقرات حكومية تابعة للسلطات المحلية في العديد من مدن الساحلين الشرقي والغربي، في حين أصيبت مدن الداخل بالوجوم وعدم الاكتراث لما يجري.

ولجأ المتظاهرون في نيويورك وواشنطن إلى الابتكار في التعبير عن مشاعر الغضب التي تعتريهم للتحذير مما هو قادم، إذ عمدوا إلى إطلاق الصافرات أمام مراكز للشرطة واختاروا بعناية أماكن تنظيم المسيرات في التجمعات السكنية التي يعتقدون أنها تعاني أكثر من غيرها من عسف الشرطة والسلطات المحلية.

وتجتاح الاحتجاجات المتقطعة بعض المدن الأميركية منذ أن قررت هيئتا محلفين منفصلتان عدم توجيه اتهام لرجلي شرطة في حادثي قتل مايكل براون في فيرغسون بولاية ميزوري رمياً بالرصاص واريك جارنر خنقاً الصيف الماضي.

ولوحظ أن أعداد من تجذبهم الاحتجاجات المنظمة أقل بكثير من أولئك الذين أخرجتهم تظاهرات الغضب العفوية الفورية، عقب حادثي القتل وعقب صدور اعلان التبرئة من المحاسبة. لكن التظاهرات المنظمة اتسمت في المقابل بتراجع عدد من تم اعتقالهم.

ويرى بعض المعلقين في محطات التلفزة الأميركية أن صغر حجم التظاهرات لا يتواءم مع التوقعات السابقة لتنظيمها، لكن ذلك لا يعني أن الغضب من ممارسات الشرطة لا يغلي في نفوس أعداد هائلة من الناس، لا يزالون يرون أن العدالة لا تطبّق في الجرائم التي يرتكبها رجال شرطة.

ومن المقرر أن تعزز المنظمات المدنية والحقوقية التي تقف خلف التظاهرات من نشاطها لتصعيد الاحتجاجات خلال اليومين المقبلين، تنديداً باستخدم قوات الشرطة للعنف المفرط، وللمطالبة بإصلاح المنظومة الأمنية في الولايات المتحدة، ومحاسبة من يصفهم المحتجون بالقتلة.

المساهمون