استمرت الحياة عادية في تونس بعد الاعتداءات الإرهابية التي وقعت أمس الخميس، وتراجع الوضع الصحي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وعاد التونسيون سريعاً إلى مزاولة نشاطاتهم المعتادة، وخصوصاً في الشارع الرئيسي للعاصمة، شارع بورقيبة.
وافتتح مساء أمس المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بنقطة غير بعيدة عن وسط العاصمة، فيما صدرت اليوم الجمعة نتائج امتحانات البكالوريا كما كان مبرمجاً لها، مع وصول وفود سياحية للعاصمة، وسط تأكيد وزارة السياحة أنه لم يحصل أي إلغاء لحجوزات سابقة.
إلى ذلك، توالت منذ أمس التصريحات الرسمية التونسية بخصوص تحسن صحة السبسي. وأكدت سعيدة قراش، المتحدثة باسم رئاسة الجمهورية، أن الحالة الصحية للرئيس السبسي في تحسن، مضيفة أنه أجرى صباح اليوم الجمعة مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي.
وأجرى رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، اتصالات هاتفية بأعضاء مكتب المجلس، وأعلمهم بتحسن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية.
ونشر نجل الرئيس، حافظ قايد السبسي، تدوينة يطمئن فيها التونسيين إلى بداية تعافي صحة والده.
بدوره، أشار نور الدين الطبوبي، أمين عام "الاتحاد العام التونسي للشغل"، إلى أنه "من العيب التسرّع في بث إشاعه موت الرئيس".
وأضاف الطبوبي لدى إشرافه على اجتماع نقابي في الحمامات، اليوم الجمعة، أن "التداول السلمي على السلطة يتم عبر الانتخابات فقط"، متمنياً أن "يتعافى رئيس الجمهورية ويعود إلى سالف نشاطه".
وشدّد أمين عام "الاتحاد العام التونسي للشغل" على أنه "لا انتقال للسلطة إلا عبر صناديق الاقتراع، والانتخابات ستكون في موعدها، نظراً لعدم وجود أي طارئ أمني، أو مانع في البلاد''.
من جهته، أكد وزير السياحة روني الطرابلسي، في حوار تلفزيوني على قناة فرنسية، اليوم الجمعة، أن وضع الرئيس الباجي قائد السبسي مستقر وهو يتلقى العلاج في المستشفى العسكري بالعاصمة تونس، وقد تمّ نقله في الصباح الباكر من يوم أمس الخميس، أي قبل العمليتين الإرهابيتين بساعات، على عكس ما روّج له.
وقال رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، في حوار إذاعي أجراه اليوم الجمعة، إن بعض وسائل الإعلام الأجنبية روجت إشاعات بغرض ضرب التجربة الديمقراطية في تونس، مؤكداً أنه سيزور اليوم رئيس الجمهورية في المستشفى العسكري، وأن الأنباء تؤكد تعافيه.
وبخصوص تفاصيل الاعتداءات الإرهابية، أكد المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، في تصريحات صحافية أصدرها اليوم الجمعة، أن "الأبحاث الأولية بخصوص العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا صباح أمس الخميس بكل من نهج شارل ديغول وإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني بتونس العاصمة، أفضت إلى وجود ارتباط بين العمليتين"، مرجحاً وجود علاقة بين العنصرين الاثنين اللذين قاما بتنفيذها.
وأمام الجدل القانوني والدستوري بخصوص الشغور، أشار المستشار الأوّل لدى رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والأحزاب السياسية، نور الدين بن تيشة، إلى أنّ حالة رئيس الجمهورية مستقرة، مستغرباً في حوار إذاعي حديث بعض الأطراف عن حالة شغور في منصب رئيس الجمهورية، ومشيراً إلى أنه "في دول أخرى، يغيب الرؤساء والملوك لأسابيع أو أشهر عدة، ولا يتمّ حتّى مجرّد التّفكير في شغور المنصب".
إلى ذلك، أدانت دول وشخصيات ومؤسسات عديدة، آخرها الكونغرس الأميركي، التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا تونس، داعين الحكومة الأميركية إلى تقديم الدعم اللازم لهذا البلد.