تطبيع اليمين الألماني مع نظام الأسد: "الوضع آمن تماماً في سورية"

23 نوفمبر 2019
نواب ألمان يدعون لاقامة علاقات اقتصادية مع دمشق(فرانس برس)
+ الخط -
في إطار تطبيع اليمين المتطرف الأوروبي مع نظام بشار الأسد، دعا خمسة نواب من الحزب اليميني الشعبوي، البديل من أجل ألمانيا، الذين يزورون سورية منذ مطلع الأسبوع الجاري، الحكومة الاتحادية في برلين إلى إقامة علاقات اقتصادية مع دمشق، معتبرين أن الوضع آمن تماما في سورية. 

وتلى هذه التعليقات بيان صحفي صادر عن البديل يفيد أن الهدف من الزيارة هو الحصول على صورة ملموسة للوضع ومواصلة الحوارات المكثفة، لا سيما فيما يتعلق بوضع السكان السوريين وحالة التهدئة والمصالحة.

وأكد البيان أن الزيارة تهدف بشكل أساسي إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية أن أعضاء الوفد البرلماني للحزب التقوا بممثلين عن حكومة نظام الأسد في سورية، وحثوا الحكومة الاتحادية في برلين على إقامة علاقات اقتصادية مع دمشق.

وكشفت تعليقات نواب البديل المتواجدين على الأراضي السورية عن مغزى البديل من الزيارة، إذ كتب عضو البوندستاغ فالديمار هيردت على "فيسبوك": "الوضع على الأرض سلمي وآمن تماما، ولست قلقا على الحياة عندما أتنقل هناك"، وذلك في محاولة للترويج لبرنامج اليمين المتطرّف الذي يستهدف اللاجئين السوريين في ألمانيا.
وتابع هيردت "على المرء أن يبذل ما في وسعه لاستعادة السوريين من أوروبا"، فيما ذهب زميله شتيفن كوتريه إلى أبعد من ذلك وقال لقناة روسيا اليوم، التي رافقت الوفد إلى سورية، بحسب ما ذكرت صحيفة بيلد، "لقد انتهت الحرب تقريبا، ويسعدنا الحصول على تصور عن الوضع هنا".

وفيما قال النائب أودو هيملغارن للقناة نفسها، بحسب ما ذكرت بيلد، "لقد جئت إلى هنا لأرى أن العقوبات التي فرضت على سورية قد انتهت، قبل أن يضيف أن هناك العديد من السوريين، حوالي 770 ألفا، يجب إعادتهم إلى بلدهم، الأمر الذي علقت عليه الصحيفة بالقول إن البديل لا يريد فقط إعادة السوريين إلى بلدهم، ولكن ببساطة توصيل كل سوري في ألمانيا إلى نظام الأسد.

في المقابل، اعتبرت سفينيا بورغشولته، المسؤولة السياسية في منظمة الإغاثة "تبنّي ثورة"، العاملة في ثلاث محافظات سورية، "ان ازدراء البشر من قبل نواب البديل لا يعرف حدودا"، مشيرة إلى أن الحزب مستعد لتجاهل القتل للتخلص من اللاجئين.

وقالت بورغشولته إن "عددا من الناس يموتون في إدلب منذ شهور بسبب القنابل التي يطلقها نظام الأسد والجيش الروسي"، متسائلة "لم ير هؤلاء النواب صور الأطفال الذين قتلوا أخيرا بصواريخ في مخيم قاح للاجئين". 

وعبرت عن استغرابها من تصديق الوفد لأكاذيب النظام السوري، داعية العالم إلى متابعة معاناة السوريين والعمل على مساعدتهم. ولم تكتف بورغشولته بمهاجمتها للوفد البرلماني لليمين الشعبوي، بل انتقدت بشدة مصافحة الوفد لمن وصفتهم بـ"المجرمين"، لافتة إلى أنه كان الأجدى بالوفد أن يذهب للقاء أقارب الضحايا الذين قتلهم النظام.  

المساهمون