في إطار التصعيد غير المباشر بين روسيا وتركيا في مجمل مناطق الشمال السوري، قصفت طائرة مسيرة يعتقد أنها تركية نقاطا تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قريبة جدا من "مركز التنسيق المشترك" بين "قسد" وروسيا.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن القصف استهدف نقاطا تبعد 1 كم عن ناحية الدرباسية في حي الصناعة جنوبي محافظة الحسكة، في شمالي شرق سورية، وسط مخاوف بين السكان المحليين من تصاعد التوترات.
وأوضحت المصادر أن "مركز التنسيق المشترك" بين "قسد" وروسيا يقع على بعد نحو 100 متر من إحدى النقاط التي تعرضت للقصف، وهي نقطة سابقة لـ"قسد" تحولت إلى مرأب للسيارات والآليات، فيما نتج عن القصف إصابة سائق، إضافة إلى أضرار مادية.
من جهة أخرى، نفت قوى الأمن الداخلي التابعة لإدارة "قسد" تعرض مستودع للذخيرة في الحسكة لـ"قصف جوي من طيران معادٍ"، معتبرة أن الانفجار ناتج عن "ماس كهربائي".
وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، ليلة أمس، تسجيلات مصورة تظهر انفجارا في مستودع للذخيرة يتبع لقوات "قسد" في حي المشيرفة في الحسكة.
وقال المركز الإعلامي لـ"الأمن الداخلي" في إدارة "قسد"، في بيان: "انفجر مستودع أسلحة ومواد متفجرة بمدينة الحسكة عائد لقوات سورية الديمقراطية، حيث إن هذه المتفجرات جميعها من مُخلفات الحرب والمعارك الأخيرة مع إرهابيي "داعش" وانفجرت نتيجة ماس كهربائي، ولم ينتج عن الانفجار سوى أضرار مادية".
تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، ليلة أمس، تسجيلات مصورة تظهر انفجاراً في مستودع للذخيرة يتبع لقوات "قسد" في حي المشيرفة في الحسكة
وأضاف البيان "إننا في قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سورية ننفي ما تداولته بعض الوسائل بأنَّ الانفجار ناتج عن قصف لطيران معادٍ، ومؤكدين لشعبنا وللرأي العام تضليل هذه الحادثة من قبل جهات تسعى لخلق الفوضى وزعزعة الاستقرار".
غير أن مصادر محلية شككت بدقة ما جاء في البيان، مرجحة وقوع إصابات عدة نتيجة الانفجارات القوية التي هزت المنطقة الليلة الماضية، خاصة أنه شوهدت سيارات إسعاف في المنطقة، مؤكدة وجود 8 جرحى على الأقل نتيجة تلك الانفجارات.
ولم تستبعد المصادر تعرض مستودعات أسلحة تابعة لـ"قسد" لقصف عبر طائرة تركية، معتبرة أن تستر "قسد" على الهجوم التركي يتعلق باعتبارات روسية تتعلق بخرق الاتفاق الثنائي الذي يتم بموجبه تسيير الدوريات المشتركة بين روسيا وتركيا.
على صعيد آخر، توجهت دورية عسكرية روسية مؤلفة من 6 عربات، صباح اليوم، من مطار القامشلي نحو بلدة المالكية، في محاولة جديدة منها للوصول إلى معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، إلا أن القوات الأميركية تصدت لها مجدداً، وقطعت الطريق عليها بالقرب من قرية شكر خاج ومفرق قرية روباريا، كما عمدت القوات الأميركية إلى نشر حواجز على طريق المعبر.
وكانت القوات الأميركية اعترضت سابقا أيضا دوريات للشرطة الروسية في محيط مدينة المالكية شمال شرق الحسكة، كانت تحاول الوصول إلى معبر سيمالكا عند الحدود السورية– العراقية، لتتمركز عدة مدرعات أميركية على طريق المعبر وتقطع الطريق أمام الدوريات الروسية.