وأوضحت المصادر أن أفراداً من أمن عدن حاولوا اقتحام منزل رئيس دائرة الإعلام في الحزب بالمحافظة، خالد حيدان، بهدف اعتقاله، إلا أنه لم يكن بالمنزل، ما دفع القوات الأمنية للتراجع والانتشار حول المنزل.
وجاء التطور بعد ساعات من إحراق المقر الرسمي لحزب الإصلاح في عدن، منتصف الليلة الماضية، حيث تقول مصادر الحزب إن قوات مؤلفة من ستة أطقم مسلحة اقتحمت المقر، وأضرمت فيه النيران.
وكانت قوات الأمن في عدن، والمعروفة بقربها من الإمارات، قد أقدمت، منذ أيام، على اعتقال ما يقرب من عشرة من قيادات وكوادر الحزب، بينهم الأمين العام المساعد لفرع الحزب بعدن، محمد عبدالملك.
ويقف وراء التصعيد بعدن قيادات وقوى محلية محسوبة على أبوظبي، وتحديداً ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تأسس بدعم إماراتي منذ شهور، ويتبنى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقد أثارت الاعتقالات على مدى اليومين الماضيين التي تعرض لها قياديون ونشطاء في حزب التجمع جدلاً حول طبيعة العلاقة بين هذا الحزب والتحالف العربي، ومستقبل "الإصلاح" في جنوب اليمن، بعد صعود قوى نفوذ جديدة مقربة من الإمارات ومناوئة له.
وكان لافتاً محاولة ربط هذه الاعتقالات بالتطورات الأمنية التي تشهدها المحافظة، وحديث وسائل إعلام مقربة من الإمارات عن العثور على أسلحة ومتفجرات خلال المداهمات، خصوصاً أن الاعتقالات جاءت بعد اغتيال الشيخ ياسين الحوشبي العدني، إمام وخطيب "مسجد زايد" في عدن، وتوعّد نائب رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، هاني بن بريك، بالثأر له والقضاء على "التكفيريين"، إضافة إلى نجاة قيادي في "قوات الحزام الأمني" من محاولة اغتيال تعرض لها مساء الثلاثاء، وهو ما أثار ردود فعل منتقدة.
وأيضا، كان لافتاً أن حملة الاعتقالات جاءت بعد ساعات من عودة قيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى عدن، وتواصلت أمس الخميس بتوقيف عضو المجلس المحلي للحزب في منطقة القلوعة في محافظة عدن، وهيب هائل، بعدما كانت قوة تابعة لأمن عدن قد اعتقلت، الأربعاء، 10 من قياديي ونشطاء "الإصلاح"، من بينهم الأمين المساعد للحزب في المحافظة، محمد عبدالملك، إلى جانب عضو مجلس الشورى في الحزب، عارف أحمد علي، والقيادي في "المقاومة الشعبية"، أيمن شكيب.
وطالب "الإصلاح" في عدن، في بيان، الحكومة وقيادة التحالف، بالقيام بدورهما في سرعة الإفراج عن المعتقلين، داعياً كافة الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى إدانة هذه "الممارسات".
وتتزامن هذه الاعتقالات، كذلك، مع تحريض إعلامي مستمر منذ الأشهر الأولى للحرب ضد الحزب بتهم متعددة، بدءاً من دعم الإرهاب، وليس انتهاء بالتحالف السري مع الحوثيين، وهو ما يوضح أن الحملة ليست منفصلة عما يدور في الواقع من استهداف لكوادر الحزب.
ويتخوف مراقبون وسياسيون من مستقبل العملية السياسية في اليمن، استناداً إلى حملة الاعتقالات والملاحقة لكل المكوّنات التي لا تتسق مواقفها مع أبوظبي في جنوب البلاد، سواء حزب "الإصلاح" أو بعض القيادات السلفية.