وأقدم، أمس الجمعة، رجل يبلغ من العمر 58 عاماً على إضرام النار في جسده وسط مدينة بوسالم بمحافظة جندوبة شمال غرب البلاد، وقد تدخل عدد من الأهالي لإطفاء النار وتم نقله في حالة حرجة إلى المستشفى المحلي ببوسالم لإسعافه بعد إصابته بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الوجه والرقبة والصدر.
كما أضرم فجر الجمعة شاب من محافظة القيروان ويقطن بمنطقة العوابد بصفاقس النار في جسده أمام منزل عائلته، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية، وتمكن الأهالي من إخماد النيران ونقله بسرعة إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس لتلقي العلاج.
وأقدم شاب يعمل سائق تاكسي على محاولة الانتحار حرقاً، الخميس، وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، في مكان غير بعيد عن مقر وزارة الداخلية احتجاجا على سحب رخصته ورفض السلطات إعادتها إليه، فعمد إلى سكب مادة البنزين على نفسه، غير أن رجال الأمن نجحوا في السيطرة عليه وحالوا دون ذلك.
ولم تنه السلطات التونسية التحقيقات بعد في حادثة وفاة المصور الصحافي عبد الرزاق الرزقي الإثنين الماضي، والذي أقدم على سكب البنزين على جسده في ساحة عامة ووسط جموع من المحتجين، للمطالبة بتحسين ظروف العيش، قبل أن ينتهي الأمر بوفاته مخلفا وراءه احتجاجات وتساؤلات حول إقدامه على الانتحار أو دفعه لذلك وجرّه لإحراق نفسه.
وفي مدينة جبنيانة من محافظة صفاقس، أقدم شاب يوم الأربعاء على حرق نفسه أمام مقر الشرطة عقب اشتباكات متكررة بين أهالي الجهة، وقوات الأمن إثر وفاة شاب آخر خلال مطاردة أمنية، وتمكنت الشرطة من الحيلولة دون وفاة الشاب من خلال إخماد النيران بسرعة ونقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي، أن الانتحار حرقاً أصبح ظاهرة في تونس تعوّد على تداولها المواطنون منذ اندلاع الثورة، غير أنها أخذت تتطور دون توقف، وأصبحت تمسّ فئات واسعة من المجتمع، بينهم أطفال وشباب وكهول أيضا.
ولفت الجويلي في تصريح صحافي، إلى أن الإقدام على الانتحار حرقاً يمثل اختيارا من قبل أصحابه، نظرا لفاعليته ورمزيته وكذلك صداه الإعلامي، لأن المنتحر يمرر رسالة من وراء وضع حد لحياته بهذه الطريقة، لإبراز حجم معاناته وحالة الإحباط الكبيرة التي سئم العيش فيها.