يتصاعد استياء وتململ شعبي في محافظة السويداء، جنوبي سورية، من النظام الذي فصل عشرات المدرسين من وظائفهم، تحت ذريعة التخلف عن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في صفوف قواته، في الوقت الذي لم يبذل مساعي من أجل إطلاق سراح نساء من ريف المحافظة مختطفات لدى تنظيم "داعش"، منذ يوليو/تموز الماضي.
وأكدت شبكة "السويداء 24" الإخبارية المحلية، أنّ حكومة النظام فصلت، منذ أيام، ما يزيد عن 80 مدرساً من محافظة السويداء، بحجة عدم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية في قوات النظام التي تطالب نحو 40 ألف شاب من السويداء، ذات الغالبية الدرزية، بالالتحاق بصفوفها، وهو ما يلقى رفضاً شعبياً واسعاً.
ونقلت الشبكة عن أحد المدرسين المفصولين تأكيده أنّ قائمة الفصل طاولت 200 مدرس على مستوى سورية، مشيراً إلى أنّ القائمة الرئيسية صدرت في العام 2016، إلا أنّ حكومة النظام أجّلت صدورها.
وأكدت الشبكة أنّ مئات الموظفين من محافظة السويداء في مختلف القطاعات الحكومية، فُصلوا من وظائفهم بذريعة عدم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ مدرساً فُصل من وظيفته بحجة أنّه "معارض سلبي"، مشيرة إلى أنّ فصل العشرات تسبّب بنقص شديد بعدد المدرسين في مدارس السويداء، وهو ما ينعكس سلباً على أطفال المحافظة التي تعيش حالة احتقان متصاعد.
وحاول النظام، منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، تحييد محافظة السويداء في جنوب سورية التي تعد أكبر ثقل سكاني للدروز في البلاد.
ولكن عام 2015 شهد صعود حركة معارضة للنظام قادها الشيخ وحيد البلعوس، سُميت بـ"تجمّع شيوخ الكرامة"، ثم وقع انفجار ضخم بسيارة مفخخة أودى بحياة البلعوس الذي كان يُوصف بـ"شيخ الكرامة"، وعدد من رفاقه في أغسطس/آب من ذاك العام، أعقبه توتر كبير في عموم المحافظة بسبب اتهام النظام بالوقوف وراء عملية الاغتيال.
وكان البلعوس قد رفض انخراط الدروز في صفوف قوات النظام، فضلاً عن اتخاذه مواقف أخرى شكلت قلقاً لدى النظام الذي خشي من فقدان ورقة الأقليات بيده، وتصوير نفسه على أنّه "حامي الأقليات" في سورية.
وفي 25 يوليو/تموز الماضي، شهدت محافظة السويداء مقتل ما يناهز من 150 شخصاً، فضلاً عن إصابة 200 في المدينة وريفها، في سلسلة هجمات مباغتة وتفجيرات انتحارية نفّذها مسلحون ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، بعدما فتح التنظيم جبهة غير متوقعة امتدت بطول نحو 20 كيلومتراً في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، مستهدفاً قرويين قتل عدداً منهم، إضافة إلى قتل عشرات آخرين في تفجيرات انتحارية وسط المدينة.
ولم يكتف مسلحو "داعش" بذلك، بل اختطفوا العشرات من المدنيين، معظمهم نساء ما زلن لدى التنظيم، وهو ما يجعل حالة الاستياء والتململ الشعبي ضد النظام تتصاعد، وخاصة أنّ الأخير لا يبدي تعاوناً من أجل إطلاق سراحهن.
وأكدت المصادر أنّ ما يُسمّى بـ"اللجنة الأمنية" في السويداء، لم تستقبل لجنة محلية مهمتها "وأد الفتنة" بين الدروز والبدو في المحافظة.
والتقى شيخ عقل الطائفة الدرزية موفق طريف، الثلاثاء، في العاصمة الروسية موسكو، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، لحثّ الروس على المساعدة في إطلاق المختطفات اللواتي لا يزال مصيرهن مجهولاً.