تسمم أسر مصرية بسبب لحوم منتهية الصلاحية

09 يونيو 2015
ارتفاع جنوني لأسعار اللحوم في مصر قبيل رمضان (أرشيف/Getty)
+ الخط -
خلصت التحقيقات الأولية إلى أن حالات التسمم التي أصابت عدداً من الأسر المصرية بمدينة الخصوص في محافظة القليوبية، يوم السبت الماضي، والتي أصابت ما يقرب من 15 شخصاً بإسهال وقيء، سببها تناول لحوم مجمدة من محلات "السوبر ماركت" تبين أنها منتهية الصلاحية بسبب كثرة انقطاعات الكهرباء عن الأجهزة التي تقوم بحفظ تلك اللحوم.

وكشفت الغرفة التجارية في القاهرة، في تقرير لها، عن حدوث ارتفاع كبير في أسعار اللحوم الطازجة والدجاج قبل أيام من شهر رمضان، مما دفع الكثير من المواطنين خاصة الفقراء إلى شراء اللحوم المجمدة، وبقايا الدجاج من الأرجل والأجنحة.

وقالت الغرفة إن المجازر رفعت أسعار اللحوم ما بين 90 و100 جنيه للكيلوغرام الواحد قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان، مرجحة أن تزيد الأسعار عن هذا المستوى في الأحياء الراقية في ظل غياب الرقابة الحكومية على الأسواق، وارتفاع أسعار الوقود، الذي أثر بنسبة كبيرة على أسعار أغلب السلع الغذائية، وارتفاع تكاليف النقل.

كما قفزت أسعار الدواجن بنسبة 20%.

وأضاف التقرير أن ارتفاع الأسعار أجبر شرائح كبيرة من محدودي الدخل والفقراء على اللجوء إلى شراء أجزاء رخيصة الثمن من الذبائح والدواجن، لا يتم الإقبال عليها عادة من المشترين.

وتوقع أن تشهد أسعار اللحوم والدواجن زيادة كبيرة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان بنسبة قد تصل إلى

40% بسبب ارتفاع الاستهلاك خلال هذا الشهر، رغم وعود الحكومة المصرية ببقاء الأسعار مستقرة خلال رمضان.

وأكدت شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية المصرية، أن أسعار اللحوم تشهد ارتفاعاً جنونياً خلال الفترة الحالية، لافتة إلى أن المربين يشتكون دائماً من ارتفاع أسعار الأعلاف.

وأرجعت الشعبة الغلاء إلى نقص المعروض في السوق من اللحوم الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى كثرة الطلب بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان، فضلاً عن قيام المجازر بزيادة الأسعار بدعوى ارتفاع أسعار الأعلاف.

ورأت الشعبة أيضاً أن جشع الجزارين وصل بهم إلى القيام بعرض اللحوم البرازيلية والسودانية على أنها لحوم مصرية وعليها أختام الطب البيطري، وذلك في ظل غياب تام من الحكومة، وعدم قدرة المواطنين على التمييز بين أنواع اللحوم.

وقال عمار طنطاوي (موظف) إن حال المواطن في مصر "لا يسر عدواً ولا صاحباً، أصبح العبء على المواطن كبيراً، فالأسعار كلها نار، بما فيها اللحوم الحمراء والبيضاء".

وأضاف: "نحن أسرة من 6 أفراد نحتاج إلى أكثر من كيلوغرام لحماً، والرواتب الحكومية لا تكفي، ولذلك نضطر إلى شراء اللحوم المجمدة، رغم أننا لا نعرف مصدرها جيداً، ولا نضمن مدى صلاحيتها وجودتها، ولكن ليست أمامنا حلول أخرى، لأن سعر كيلوغرام اللحم البقري أو الكندوز يساوي سعر 2 كيلو من المستوردة".

اقرأ أيضا: 2.7 مليار جنيه ديوناً على المصريين كل يوم

وتابع: "حكومتنا الرشيدة تتميز بتعذيبنا في الأيام السعيدة، فقديماً كانت هناك استثناءات لشهر رمضان والعيد ودخول المدارس وغيره، أما اليوم فكل شيئ حولنا لا يبشر بخير، الأسعار نار.. المواصلات زحمة.. المستشفيات مليئة بالمرضى. وأمام كل التحديات، الأجور متدنية".

وذكّر بوفاة نحو 15 شخصاً بعد دهسهم من قبل سيارة، خلال محاولتهم الحصول على قفة رمضان، التي كانت توزعها القوات المسلحة.

وبخصوص غلاء أسعار اللحوم، قال الحاج عيد محمد، صاحب محل جزارة، إن هناك ما يقرب من 40% من المواطنين عزفوا عن شراء اللحوم بسبب الغلاء، والأزمات المعيشية، بالإضافة إلى قلة دخل المواطن المصري.

وأشار إلى أن الكثير من المحلات خاصة في المناطق الشعبية تقوم "ببيع اللحوم المجمدة باعتبارها "بلدية"

(محلية)، منوهاً إلى أنّ "المصريين بطبيعتهم لا يفضلون اللحوم المستوردة والمجمدة، ولكن ارتفاع أسعار اللحوم يدفع الكثيرين إلى شراء المستورد لسد احتياجاتهم، بل أصبح هناك من لا يملك ثمن اللحم المستورد بعدما وصل سعر الكيلوغرام إلى أكثر من 40 جنيهاً".

وشدد على أنه "لولا اللحم المستورد لكانت الناس أكلت نفسها"، على حد تعبيره.

ورأى أن "محدودي الدخل لم تهتم بهم الحكومة، ولم يكونوا على رأس أولوياتها، فالجميع يتفنن في إذلال المواطن المصري، فهم يسمعون عن اللحوم التي توزعها القوات المسلحة بأسعار أقل وجودة عالية، ولكن هذه الأطعمة لا تصل إلى مستحقيها، ولا تدخل إلى مناطق الفقر والعشوائيات".

من جهته، قال الدكتور محمد لطفي، الخبير البيطري، إن اللحوم المستوردة لها أختام خاصة، مؤكداً أن جشع التجار وراء بيع اللحوم المستوردة على أنها "بلدية".

وطالب لطفي الحكومة بتأمين لحوم جيدة للمواطن عن طريق أجهزة الرقابة على اللحوم والخدمات البيطرية ووزارة الصحة، محذراً من خطورة تناول لحوم مجمدة غير صالحة للاستهلاك البشري في ظل كثرة انقطاع التيار الكهربائي عن المحلات التجارية، وهو ما يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرة مثل التليف الكبدي والفشل الكلوي.

ودعا المستهلكين إلى التأكيد من صلاحية اللحوم المجمدة قبل شرائها.

وقال: "إذا لاحظ انبعاث رائحة كريهة منها، وهو ما يتحقق بشمها جيداً، وعليه أيضاً ملاحظة إذا كانت تحتوي على محلول كدم مجمد أم لا، ويستبعد فوراً تلك التي تحتوي على محلول الدم، فهذا يعني أنها تعرضت للانصهار لمدة تزيد عن 24 ساعة قبل أن يتم تجميدها مجدداً".

اقرأ أيضاً: 6 مشاريع "عملاقة" وهمية في العام الأول للسيسي

دلالات
المساهمون