ولفت الوزير إلى أنّ انتشار الهواتف الذكية والتشفير، قلّص الوسطاء حين يتعلق الأمر بالتعامل الدولي في المخدرات. وقال إنّ لدى الشباب القدرة على طلب الأدوية، كما لدى العصابات القدرة على تسليم رزم كبيرة من المخدرات، من العصابات الألبانية أو الصربية أو من عصابات المخدرات المحلية. وتابع: "لقد شكل ذلك قوة حقيقية وأصبحت المملكة المتحدة في الوقت نفسه أكبر مستهلك للكوكايين في أوروبا، لذلك هناك طلب كبير من المستهلك".
ووعد والاس باتخاذ إجراءات جديدة لقمع حيازة السكاكين والتشاور حول توسيع صلاحيات التوقيف والتفتيش التي ستعرض على البرلمان في غضون أسابيع.
وفي تحذير من وقوع المزيد من عمليات القتل، قال ديفيد لامي من حزب العمال، خلال جلسة البرلمان التي انعقدت أمس، إنّ الوزراء يجب أن يسألوا أنفسهم "هل حياة السود مهمة؟". أمّا في سياق الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة رداً على 67 جريمة قتل في العاصمة حتى الآن هذا العام، فقال النائب العمالي إنّ الرقم قد يرتفع إلى 100 بحلول فصل الخريف.
وأوضح أن الطلب على المخدرات يقود إلى العنف وأنّ الشباب الذين يعيشون في أماكن شعبية كانوا يحملون السكاكين ليس لأنّهم أعضاء في عصابات، بل لأنّهم كانوا يخشون على حياتهم. واقترح أنّ هناك بعداً عنصرياً في كيفية معالجة القضية. وتساءل إن كانت السلطات ستتحدث عن برامج توعية وتمويل الأطفال المعرضين للخطر، لو قتل 50 أو 60 شابا من الطبقة المتوسطة البيضاء في غضون خمسة أشهر.
وأفاد مسح عالمي للمخدرات أنّ القدرة على تسليم الكوكايين في إنكلترا واسكتلندا أسرع من تقديم البيتزا. ونقلت "سكاي نيوز" أنّه من بين ألف من مستخدمي الكوكايين في إنكلترا وأكثر من 500 مستخدم في اسكتلندا، قال ما يزيد عن الثلث منهم إنّهم يحصلون على هذه المخدرات في غضون نصف ساعة.
وقال حوالي 36.8 في المائة من الأشخاص الذين شملهم المسح في إنكلترا و37.4 في المائة في اسكتلندا إنّهم يستلمون الكوكايين خلال 30 دقيقة، ممّا يضعهم في المرتبة الخامسة أو السادسة في التصنيف العالمي. وهذا مقارنة مع 12.2 في المائة من الناس في إنكلترا و19.8 في المائة في أسكتلندا، الذين قالوا إنّهم يستطيعون الحصول على البيتزا في الفترة الزمنية ذاتها.
وعندما تمّ استجواب 15 ألف مستخدم كوكايين في جميع أنحاء العالم من أجل المسح العالمي للمخدرات لعام 2018، قال 30.3 في المائة إنّهم قادرون على الحصول على المخدّر في غضون نصف ساعة.
وأفاد التقرير أيضاً أنّ المتعاملين كانوا يتنافسون مع العملاء ليس فقط على جودة المنتج بل على سرعة التسليم وسهولة الوصول، وهو ما قد يؤدي إلى استخدام المخدرات بشكل متصاعد يزيد من انتشار الأذى بين الناس. ولفت إلى أنّه مع انتشار كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة (CCTV)، أصبح التعامل التقليدي في الشوارع أقل جاذبية للعديد من الموردين والمستهلكين.
في المقابل، باتت أسواق أخرى تعرف باسم "دارك نت"، تسمح بتسليم المخدرات عبر صندوق رسائل خاص بالمستلم، كما أن ازدياد منصات وسائل التواصل الاجتماعي المشفرة وفّرت نوعاً نسبياً من الأمن.