ذكرت صحيفة "إر بي كا" الروسية، الاثنين، أن مواطناً روسياً آخر قُتل في سورية كان يتبع للشركة العسكرية "فاغنر" غير المسجلة رسميا، لتعيد بذلك الأنظار إلى قضية استعانة روسيا بالمرتزقة في سورية ومدى قانونية ذلك، وفق القانون الجنائي الروسي.
ونقلت الصحيفة عن أحد زملاء القتيل السابقين قوله، إن إيفان سليشكين (23 عاما) كان يتولى تدريب العسكريين السوريين، وقُتل أثناء عملية استطلاعية في محافظة حمص، كما حصلت "إر بي كا" على تأكيد من مصدر مطلع لهذه المعلومات بدون تعليق من وزارة الدفاع.
وأوضح مصدر شارك في أعمال القتال في سورية، أن سليشكين تلقّى تدريبه بقاعدة مولكينو في إقليم كراسنودار جنوب روسيا، كما أكدت صديقة القتيل أنه توجّه إلى كراسنودار، في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، من دون أن يكشف لها عن انضمامه إلى الشركة. وحتى أثناء وجوده في سورية كان يتحدث معها هاتفيا "في الأمور الشخصية فقط"، قبل أن يتم إبلاغ الأسرة، في نهاية فبراير/شباط، بأنه قُتل بطلق ناري في الرأس.
وكشفت الصحيفة أن سليشكين سقط بنيران قناص، في 12 فبراير/شباط الماضي، وذلك أثناء عملية استطلاعية في محيط حقل الشاعر في ريف حمص.
وأكد أحد معارف سليشكين أنه حضر الجنازة في مدينة أوزيورسك في مقاطعة تشيليابينسك التي شارك فيها ما بين 80 و100 شخص، وسط غياب ممثلين عن وزارة الدفاع أو السلطات الروسية.
واعتبر رئيس مجموعة المحققين المستقلين في النزاعات المسلحة "Conflict Intelligence Team"، رسلان ليفييف، أن ملابسات دفن سليشكين تدل على أنه كان يتبع لشركة عسكرية خاصة.
في سياق آخر، أكدت وزارة الدفاع الروسية ما تردد حول مقتل الجندي المتعاقد، أرتيوم غوربونوف، أثناء المعارك في محيط تدمر في 2 مارس/آذار، ليرتفع العدد المعترف به للضحايا في صفوف القوات الروسية في سورية إلى 28، مع العلم أن هذا الرقم لا يشمل عشرات الضحايا المحتملين من بين المرتزقة.
ورغم أن المادة 359 من القانون الجنائي الروسي، تحظر تجنيد المرتزقة ومشاركتهم في النزاعات المسلحة بالخارج، إلا أن تقارير إعلامية عدة أشارت إلى وجود آلاف من الأفراد التابعين لشركات عسكرية خاصة على الأراضي السورية، للمشاركة في عمليات عالية المخاطر، منعاً لإحراج السلطات أمام الرأي العام، في ظل نفيها أي وجود بري واسع النطاق للقوات الروسية في سورية.
وتعود أول إشارة لمشاركة شركة "فاغنر" في أعمال القتال بسورية إلى مارس/آذار 2016، عندما نشرت صحيفة "فونتانكا" الإلكترونية المستقلة، تحقيقاً أفادت فيه بمقتل عشرات من أفراد الشركة في تدمر.