أظهر شريط فيديو مسرب عناصر من قوات الأمن العراقية التابعة لوزارة الداخلية، وهم يقتلون ثم يحرقون عشرات الجثث لأشخاص، قالوا إنهم ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في واحدة من أبشع جرائم انتهاكات حقوق الإنسان التي تنفذ بالعراق، لكن ليس من قبل المليشيات أو "داعش"، بل على يد قوات نظامية يفترض أنها تحتكم للدستور، والقوانين العراقية والدولية المتعلقة بالحروب.
ويظهر في التسجيل المسرب عناصر من الشرطة الاتحادية، التي ترتبط بمكتب وزير الداخلية حصراً، وهم يكدسون عشرات الجثث في غرفة كبيرة، على ما يبدو أنها جزء من حقل للدواجن، بينما كانت بعض الجثث ملقية خارجها لعدم استيعاب الغرفة الأصلية للجريمة، وكانت النار تأكل أجسادهم بينما يهتف عناصر الشرطة ويلوحون بعلامات النصر.
ووفقاً لمصادر محلية، تواصل "العربي الجديد" معها، فإن "الجريمة وقعت في قرية بمنطقة سور شناس قرب تكريت، وغالبية من تم اعتقالهم من قبل الشرطة ضمن حملات اعتقال عشوائية لتلك القوات، وتم التعرف على جثث قسم منهم، وهم من المزارعين القاطنين في القرى القريبة من تكريت".
وعلق الناشط كاظم صادق، أن هذه العملية تمت على طريقة حرق تنظيم "داعش" للطيار الأردني معاذ الكساسبة، كما بارك معلقون مؤيدون لمليشيات "الحشد الشعبي" عرض هذه التسجيلات.
إلى ذلك، عرضت صفحات أخرى على مواقع التواصل تسجيلات جديدة أخرى، من بينها تظهر بعض عناصر "الحشد الشعبي" وهم يقتلون عراقيين، ويعلقون جثثهم على أعمدة الكهرباء، وقالت إن القتلى ينتمون لتنظيم "داعش"، وأظهرت الصور بعض عناصر الحشد، وهم يدوسون على الجثث بأقدامهم، ويطلقون تهديدات وشعارات طائفية في القرى القريبة من مصفى بيجي بمحافظة صلاح الدين.
وقد شهدت الأيام الأخيرة تزايداً ملحوظاً في نشاطات المليشيات في مناطق مختلفة من البلاد. وطالب عضو "تحالف القوى العراقية"، محمد الدليمي، رئيس الحكومة ووزارة الداخلية بالتحقيق في التسجيل، ومعرفة هوية الضحايا ومحاسبة العناصر الأمنية التي أقدمت على هذا التصرف "الهمجي".
وأوضح الدليمي، أن جمع هذه الأعداد الكبيرة من الأشخاص وحرقهم بهذا الشكل بعد قتلهم، يثير الشك بكونهم من "داعش"، ويجب فتح تحقيق في الجريمة، وإلا سنرى جرائم حرق جديدة قد تطاول حتى الأطفال تحت دعوى ومزاعم "الإرهاب" و"داعش".
اقرأ أيضاً العراق: انتقادات برلمانية لتهاون الحكومة في الملف الأمني