03 نوفمبر 2015
تسابق من الغرب نحو إيران
هي لغة المصالح التي تحكم الغرب، تقوم على أسس الفهم للآخر، دولة أو أفراداً. وإيران تفهم الغرب جيّداً، الذي كان مشجعاً لها عند قيام الثورة الإسلامية ضدّ الشّاه، حيث بدت تلك الثّورة جميلة، لأنّه تمّ التّغطية على طائفيّتها حينذاك.
هناك حالة غزل بين إيران والغرب، قد تنتهي بزواج عرفي، وقد قدّمت إيران مقدّم المهر. هي تعرف كيف تدير اللعبة، وترغب في كسب الغرب، وجيرانها العرب أيضاً.
ليس الاعتراف بإسرائيل أمراً صعباً على إيران، لكنهًا رفضت ذلك أمام الوفد الألماني، موقفاً تزايد به على العرب، فقد بنت جلّ ما حققته من مكاسب بين العرب، بسبب موقفها من إسرائيل، وهي الوحيدة التي تدعو إلى إزالتها، من دون أن تتهمّ بالإرهاب أو العداء للسّامية.
أمام موجة التهافت الغربي على التّقارب من إيران، هناك واقع عربي أمسكت إيران بخيوطه، وصنعت له شعارات على قياسه، وقد تكون السّعوديّة الدولة الوحيدة ضدّ التّقارب مع إيران. وأصبح الهلال الشيعي حقيقة واقعة. إيران تمتدّ الآن عبر العراق، الخليج العربي، سوريّة ومصر عن طريق الحسينيات، وأحزاب الله في العراق وسورية.
الغرب، والدّول العربية تتهافت على إيران، لكن الدّول العربية لا زالت خجولة في إعلان العلاقة على الرغم من أنّها قائمة، تنتظر تسويق العلاقة أمام الشعوب العربية بأمر تبتكره، ثم تكشف الغطاء عن علاقة كاملة متكاملة.
في إيران، يعدم العرب السّنة في الأهواز، ويعدم الأكراد، ويطبق حدّ الرّجم. وفي المقابل، عندما يمرّ جنود حزب الله في لبنان أمام الكنيسة، يقدّمون لها التّحية نوعاً من الدّعاية، وتتحالف مع الأكراد خارج إيران، وتساند الحركات "العلمانية" ضد أردوغان، والتي تقف مع الأسد في سورية. إيران واضحة، ومن يدّعي أنّه لم يكن يفهم اللعبة الإيرانيّة، يضحك على نفسه.
أمام هذا كلّه، يقف الغرب أمام إيران محيّداً الإرهاب الإيراني ضدّ الشّعب السّوري، وإرهاب حزب الله. هي اليوم داعم في الحرب على الإرهاب. ليس لإيران فحسب، بل كلّ من صنّفتهم أميركا بالإرهابيين سابقاً، أصبحوا متحالفين معها ضد الإرهاب، مثل حزب العمال الكردستاني في سوريّة.
لو أصبح تنظيم الدّولة دولة حقيقيّة، وأصبح للغرب مصالح حقيقيّة في تلك الدّولة المفترضة، هل سيتحوّل للتّحالف معها ضد الإرهاب الإيراني؟
هو افتراض ليس إلا. لكن الحقيقة المؤكدّة أنّ الشّعوب هي التي تدفع الثمن الباهظ أمام مصالح الحكّام، والدّول، والافتراض لو تحوّل إلى واقع، فإنّ كل شيء سيكون ممكناً.
ليس الاعتراف بإسرائيل أمراً صعباً على إيران، لكنهًا رفضت ذلك أمام الوفد الألماني، موقفاً تزايد به على العرب، فقد بنت جلّ ما حققته من مكاسب بين العرب، بسبب موقفها من إسرائيل، وهي الوحيدة التي تدعو إلى إزالتها، من دون أن تتهمّ بالإرهاب أو العداء للسّامية.
أمام موجة التهافت الغربي على التّقارب من إيران، هناك واقع عربي أمسكت إيران بخيوطه، وصنعت له شعارات على قياسه، وقد تكون السّعوديّة الدولة الوحيدة ضدّ التّقارب مع إيران. وأصبح الهلال الشيعي حقيقة واقعة. إيران تمتدّ الآن عبر العراق، الخليج العربي، سوريّة ومصر عن طريق الحسينيات، وأحزاب الله في العراق وسورية.
الغرب، والدّول العربية تتهافت على إيران، لكن الدّول العربية لا زالت خجولة في إعلان العلاقة على الرغم من أنّها قائمة، تنتظر تسويق العلاقة أمام الشعوب العربية بأمر تبتكره، ثم تكشف الغطاء عن علاقة كاملة متكاملة.
في إيران، يعدم العرب السّنة في الأهواز، ويعدم الأكراد، ويطبق حدّ الرّجم. وفي المقابل، عندما يمرّ جنود حزب الله في لبنان أمام الكنيسة، يقدّمون لها التّحية نوعاً من الدّعاية، وتتحالف مع الأكراد خارج إيران، وتساند الحركات "العلمانية" ضد أردوغان، والتي تقف مع الأسد في سورية. إيران واضحة، ومن يدّعي أنّه لم يكن يفهم اللعبة الإيرانيّة، يضحك على نفسه.
أمام هذا كلّه، يقف الغرب أمام إيران محيّداً الإرهاب الإيراني ضدّ الشّعب السّوري، وإرهاب حزب الله. هي اليوم داعم في الحرب على الإرهاب. ليس لإيران فحسب، بل كلّ من صنّفتهم أميركا بالإرهابيين سابقاً، أصبحوا متحالفين معها ضد الإرهاب، مثل حزب العمال الكردستاني في سوريّة.
لو أصبح تنظيم الدّولة دولة حقيقيّة، وأصبح للغرب مصالح حقيقيّة في تلك الدّولة المفترضة، هل سيتحوّل للتّحالف معها ضد الإرهاب الإيراني؟
هو افتراض ليس إلا. لكن الحقيقة المؤكدّة أنّ الشّعوب هي التي تدفع الثمن الباهظ أمام مصالح الحكّام، والدّول، والافتراض لو تحوّل إلى واقع، فإنّ كل شيء سيكون ممكناً.
ناديا خلوف (سورية)