لم تمر أيام عيد الفطر من دون أن تتقدم الأوضاع الأمنية على اهتمامات أهالي بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية، خصوصاً مع ازدياد عمليات الاغتيال الخاطفة في شوارع البلدة الرئيسية، خلال الأشهر القليلة الماضية، وفي وضح النهار في أحيان كثيرة.
وقد ذهب ضحية هذه الاعتداءات عدد من عناصر الأجهزة الأمنية ومواطنون لبنانيون وسوريون جمعتهم علاقات متفاوتة بالمجموعات السورية المسلحة.
وقضى المواطن العرسالي، قتيبة الحجيري، "اغتيالا"، ليلة العيد (مساء الثلاثاء ـ الأربعاء)، بحسب ما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وقد أصدرت بلدية عرسال بياناً، اليوم الخميس، طالبت فيه "الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتها في البلدة من خلال التواجد الفعلي والدائم فيها، ووضع حد لهذه الجرائم المتكررة".
وبحسب المصادر المحلية نفسها، يطالب أهالي البلدة، بدورهم، بـ"اتخاذ قرارات بلدية بشأن منع السيارات اللبنانية والسورية التي تتنقل في البلدة بدون لوحات تسجيل أو مع زجاج عازل، ووضع حد لقيادة الدراجات النارية للحد من العمليات الأمنية التي أثبتت التحقيقات استخدام دراجات نارية فيها، من خلال تفخيخها أو إطلاق النار من عليها".
وقد تركت مجموعة عمليات أمنية نفذها الجيش اللبناني داخل البلدة وفي جرودها ارتياحاً كبيراً في عرسال، خصوصاً مع توقيف وقتل عدد من قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذين كانوا يتجولون في شوارع البلدة وينفذون عمليات أمنية من قتل وخطف واعتقال بدون عوائق.
وفي مقابل الارتياح المحلي، يبدي عدد من اللاجئين السوريين لـ"العربي الجديد" خوفهم من هذه العمليات الأمنية التي يتبعها عمليات دهم لمخيمات اللاجئين في البلدة بحثاً عن مطلوبين أو مقيمين بصورة غير شرعية في البلدة.
ويؤكد عدد من الناشطين في المجال الإغاثي داخل عرسال لـ"العربي الجديد"، أن "خوف اللاجئين ليس مُبررا دوماً، خصوصاً بعد استحداث مركز للأمن العام في البلدة العام الماضي لتسوية أوضاع السوريين، وتطور علاقة الأجهزة العسكرية مع المنطقة بعد التشكيلات الجديدة التي تمت قبل أشهر".