وبحسب جهاز الاستخبارات النرويجي "بي إس تي"، فإن التهديدات التي وصلت أمس الجمعة "تفحص بدقة لمعرفة ما إذا كانت جدية".
وقد شددت أوسلو حماية المباني الحكومية منذ يوم الخميس، وانتشرت الشرطة لتحرس البرلمان وهي مسلحة بالبنادق، كما جرى تشديد الحماية الأمنية للمساجد، وخصوصاً مسجد المركز الثقافي الإسلامي، حيث عبر بعض المسلمين عن رضاهم من تلك الحماية لتخوفهم من تعرض مساجدهم لهجمات شبيهة بتلك التي حدثت في السويد قبل فترة.
ويعتبر المسلمون في النرويج جالية كبيرة؛ إذ تصل نسبتهم إلى 2 في المائة من مجموع سكان النرويج، وقد اتخذ معظم مساجد أوسلو موقفاً رافضاً للهجمات في باريس عبر بيانات صحافية وتصريحات للقنوات المحلية، وهو الأمر ذاته الذي قامت به الجمعيات والمراكز الإسلامية في كل من الدنمارك والسويد عقب صلاة أمس الجمعة.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية في تلك الدول وباهتمام مواقف الجاليات المسلمة، ورفضهم لأن تلصق تلك الهجمات بهم.
وللدلالة على جدية ما يتخوف منه كل من النرويج والدنمارك، ذهبت القنوات التلفزيونية إلى استضافة "خبراء في مجال انتشار الإرهاب"، ليؤكدوا أن "الإرهاب الفردي بات الأكثر تهديداً"، حسب ما قال الخبير في الشؤون الإسلامية والعربية، لارس ايرسلوف اندرسن للمحطات المحلية.
وأضاف اندرسن: "سيكون من الساذج أن نعتقد أن الدنمارك التي تشارك بفعالية في الحرب ضد الإرهاب ستكون بمنأى عن الهجمات".
ويعبر هؤلاء الخبراء عن قلقهم "أن يستلهم بعض الشباب أفكار الهجمات من تنظيم (الدولة الإسلامية) و(القاعدة) كما حدث مع الأخوين كواشي في فرنسا".
وغداة الهجمات في فرنسا، أعلنت وزيرة العدل في الدنمارك، ميتا فريدركسن، قبيل توجهها إلى باريس عن جملة من الخطوات الجديدة التي سيتم اتخاذها من بينها تقديم دعم مالي كبير لجهاز الاستخبارات، وتقديم مقترح قانون "سحب جوازات السفر من الأشخاص الذين يشك بأنهم يسافرون إلى سورية"، مضيفة أن "الأمر الأساسي هو تقوية عضلات جهاز استخباراتنا من خلال تدعيم أدواته لمواجهة الخطر الإرهابي".
لكن مسألة الدعم المالي لأجهزة الاستخبارات، التي تسابق عليها يوم الجمعة مختلف الأطراف السياسية اليسارية والمحافظة بوعود تقديم 100 مليون دولار "لعمليات سرية وخاصة"، ليست برأي بعض الخبراء المحليين هي التي ستجنب البلاد من تلك الهجمات.
وقال الخبير ارندرسن إن "تقوية الأجهزة الاستخباراتية مهم، لكن ذلك ليس هو الأهم، فأنت حين تقوم بمهاجمة البيئة الخاصة بالجهاديين بقسوة خارج الحدود عليك أن تنتظر جواباً، وخصوصا القوى الغربية التي تشارك بفاعلية".
وفي السياق نفسه، أعلن وزير دفاع الدنماركي، نيكولاي فامن، اليوم السبت، أن بلاده "لا تحتاج لتغيير تدخلها العسكري ضد الإرهاب، فنحن في حرب مع (الدولة الإسلامية) في العراق، ونقوم بالقصف وندرب الجنود العراقيين لحماية المدنيين هناك".