ترويج لـ"انفصال سلمي" من إقليم كردستان.. وتجاهل في بغداد

19 مايو 2016
الحكومة العراقية تنهج سياسة الصمت إزاء التصريحات الكردية(فرانس برس)
+ الخط -

للمرة الثانية في أقل من أسبوع واحد، دعت السلطات الحكومية في إقليم كردستان العراق لبحث الانفصال "السلمي" عن العراق وسط صمت مطبق من الحكومة العراقية في بغداد التي تتعمد على ما يبدو استخدام لغة التجاهل لتلك التصريحات.


ودعا مسؤولان بارزان في إقليم كردستان العراق أقصى شمال البلاد والمحاذي لكل من إيران وتركيا السلطات العراقية في بغداد إلى الدخول في حوار سلام يبحث كيفية تحولهما إلى جارين، على حد وصف أحدهما.
وقال رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، خلال اجتماعه بوفد من الاتحاد الأوروبي ضم مدير شؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط في مفوضية الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، نك ويستكوت، وممثل الاتحاد لدى بغداد، باتریك سیمونت، وعدداً من مستشاري الشؤون السياسية والإنسانية في الاتحاد الأوروبي، وفقا لبيان صدر عن مكتبه الخميس، إن "تجارب الكرد في السعي لإيجاد الاستقرار في العراق فشلت، ولأجل معالجة المشاكل يجب ألا يتم التمسك بتكرار التجارب الفاشلة تلك".

بدوره، قال مستشار الأمن الوطني لإقليم كردستان، مسرور البارزاني، خلال لقائه وفد الاتحاد الأوروبي، إن "الإصرار على الأخطاء التاريخية ليس في صالح استقرار المنطقة، بل ينبغي النظر إلى خيار الشعب في كردستان كجزء من حل المشاكل".
وحول العلاقة المستقبلية بين بغداد وأربيل، قال "ينبغي أن تبدأ بغداد وأربيل وبطرق سلمية محادثات حول كيفية التحول إلى جارين"، مضيفاً أن "الكرد جربوا كل السبل للبقاء ضمن العراق، لكن لم ينجحوا بسبب عدم تغير العقليات وعدم ثقة بغداد بالكرد كشريك حقيقي، ولأجل قطع الطريق على تكرار المآسي من حق الكرد البحث عن خيارات أخرى تؤمن مصالحه ويحقق الاستقرار في المنطقة".
ودعا مستشار الأمن في إقليم كردستان، الاتحاد الأوروبي إلى النظر إلى تطلعات إقليم كردستان إلى "الاستقلال كجزء من الحل".
وتتصاعد لهجة الانفصال الكردية عن العراق منذ اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لمدن عراقية مختلفة.
وتطالب كردستان بالانفصال عن العراق وإقامة دولة كردية مستقلة وتسعى لكسب تأييد غربي وإقليمي لهذا المشروع، إلا أن أيا من الدول المؤثرة لم تعلق على الأمر أو تبد رأيها بالملف الكردي الانفصالي، غير أن مسؤولين أكرادا يقولون إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وموسكو تؤيدان هذا الانفصال.
وتعارض طهران وأنقرة المشروع بشدة لاعتبارات سياسية وجغرافية، فيما تلتزم بغداد الصمت حيال تلك التصريحات الانفصالية باستثناء مواقف شخصية من سياسيين عراقيين بارزين أكدوا أن تلك الدعوات غير قابلة للتحقيق وتهدف من ورائها كردستان لابتزاز بغداد مادياً وسياسياً.

المساهمون