تركيا: قتلى بمواجهات بين "حزب الله" و"العمال" الكرديين

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
08 أكتوبر 2014
6F49A558-D282-4D14-A1FF-4EF22B813EDA
+ الخط -
أدّت الاحتجاجات التي دعا إليها حزب "الشعوب الديمقراطية"، الجناح السياسي لحزب "العمال" الكردستاني، ضد هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينة عين العرب، إلى مقتل 21 من المحتجين، فضلاً عن إعلان حظر تجول في ست ولايات تركية، جنوب شرق البلاد. وقُتل معظم المحتجين في الاشتباكات التي جرت بين "حزب الله" التركي المكوّن من محافظين متدينين أكراد موالين للحكومة التركية، ومؤيدي "العمال" الكردستاني.

ووقعت أشدّ الاشتباكات دموية بين حزب "الدعوة الحرة" الكردي ومناصري "العمال" الكردستاني في مدينة دياربكر، جنوب شرق البلاد، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عشرة أشخاص في المدينة.

واعترفت شبيبة حزب "العمال" بمسؤوليتها عن مهاجمة مقرّ حزب "الهدى" في المدينة، وأكد النائب عن حزب "الهدى"، بهاء الدين تمل، مقتل أربعة من مؤيدي الحزب في الهجوم.

من جهته، أشار النائب عن حزب "الدعوة الحرة"، محمد حسين يلماز، بتغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى أن "الحزب تحت تهديد هجمات العمال الكردستاني في كل مكان من كردستان". وأضاف "أن حزب العمال وحزب الشعوب الديمقراطية، يسيران حملة إبادة سياسية ضد المكون الإسلامي في كردستان، بينما تقف قوات الأمن التابعة للحكومة متفرجة".

في غضون ذلك، دعا البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لـ"العمال"، إلى تصفية جميع أنصار حزب "الدعوة الحرة"، فيما نشر فرع "الدعوة الحرة" في باتمان، صورا لجثث أنصار العمال الكردستاني.

وأكد عبر تغريدة له "لقد قام عناصر العمال الكردستاني بمهاجمة مقرنا في مدينة باتمان، إلا أن أبطال الدعوة الحرة تصدوا لهم، ليفروا وهم يسحبون جثة أحد رفاقهم بعيداً". في إشارة إلى الشاب إمرة ديمير، البالغ من العمر 22 سنة.

يذكر أن الاشتباكات بين الطرفين ليست بالأمر الجديد، بل تتجدد كل فترة بحجج مختلفة، كون الطرفين خاضا حرباً طويلة، إذ إن "العمال" تأسس كمنظمة ماركسية لينينية قبل أن يتحول إلى حركة قومية كردية على مدار الثمانينيات والتسعينيات، بينما تأسس "حزب الله" التركي في الثمانينيات أيضاً كمجموعة إسلامية متشددة، تعاونت مع الحكومة التركية في حربها ضد "العمال"، ونسب لها الكثير من عمليات تعذيب وقتل الناشطين الأكراد في التسعينيات، لتحل نفسها في وقت لاحق وتلقي السلاح وتؤسس قياداتها حزب "الدعوة الحرة".

ويبدو أن "العمال" وتحت تأثير ضربات "داعش"، أعاد فتح ثأره القديم مع "حزب الله" التركي، محاولاً استغلال تأجج المشاعر القومية المتعاطفة مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، المحاصر في مدينة عين العرب، لتصفية حزب "الدعوة الحرة" وفرض سيطرته الكاملة على الساحة السياسية الكردية.

من جانب آخر، وجه رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو انتقادات شديدة لحزب "الشعوب الديمقراطية".

وقال خلال مؤتمر صحافي أعقب القمة الأمنية التي ترأسها، مخاطباً الحزب إن "كنتم حزباً سياسياً، عليكم الوقوف بجانب الديمقراطية والسلام، وإن كانت لكم أهداف أخرى، فعليكم الإعلان عنها بوضوح، حتى نتمكن من التعامل معكم وفق ذلك، أنتم الآن تقومون بأعمال عنف مستخدمين السياسة والديمقراطية".

وأكد رئيس الوزراء التركي أنه على الجميع أن يعرف "أن الحكومة لن تضحي بالبلاد والنظام الحقوقي فيها، والوقت الحالي هو زمن المحاسبة، وليعلم من يسعى إلى خلق أجواء الاضطراب في تركيا، أنه عندما تضيق الدائرة عليهم ويقعون في مأزق، فإن المكان الذي سيلجأون إليه هو ظل الجمهورية التركية".

ذات صلة

الصورة
الحياة مستمرة في صور، جنوبي لبنان (حسين بيضون)

مجتمع

يعيش اللبنانيون بشكل شبه يومي، وخصوصاً في جنوب لبنان، على وقع أصوات جدار الصوت والاغتيالات، الأمر الذي يزيد من حدة القلق لديهم، فيما فقد اعتاد البعض الأمر.
الصورة
رد حزب الله وإيران | لافتة وسط بيروت، 6 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
الصورة
مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 35 / 29 يونيو 2023 (Getty)

سياسة

قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تستعد لرد مشترك "حتمي" من قبل إيران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وجرت مناقشات لعدد من السيناريوهات "الصعبة".
الصورة
القيادي في حزب الله فؤاد شكر (تيليغرام)

سياسة

نشر حزب الله اللبناني، مساء اليوم الأربعاء، نبذة عن كبير المستشارين العسكريين في صفوفه فؤاد شكر بعد العثور على جثته في عمليات رفع الأنقاض بحارة حريك
المساهمون