تركيا: سنوسع مناطقنا العسكرية على الحدود السورية

18 يناير 2015
تخشى تركيا عودة مقاتلي "داعش" إليها (خليل فيدان/الأناضول)
+ الخط -
قررت تركيا الانتقال إلى مستوى آخر من التعاطي في مسألة الحدود مع سورية، فقد أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن "أنقرة قد توسع المناطق العسكرية على الحدود السورية، لوقف تدفق المقاتلين الأجانب من دون إغلاق الحدود بالكامل أمام اللاجئين السوريين". وطالب بـ"حلّ هذه المشكلة كي لا يحدث ارتفاع في عدد اللاجئين".

ودعا داود أوغلو، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، إلى "فرض منطقة حظر طيران لحماية مدينة حلب من القصف الجوي لقوات النظام السوري". ووصف الصراع في سورية بأنه "يمثل خطراً أمنياً كبيراً"، لكنه قال إن "الحلّ لا يكمن في قتال تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وحده".

مع العلم بأن عددا من المحللين أشاروا إلى أنه "بعد تأكيد المسؤولين الأتراك مراراً على استحالة ضبط الحدود مع سورية أكثر من ذلك، لا تبدو هذه التصريحات إلا محاولة لتخفيف الضغوط التي تتعرّض لها أنقرة من قبل الاتحاد الأوروبي، الُمصاب بالهلع بعد هجمات باريس، لزيادة ضبط الحدود ومنع المقاتلين الأجانب من الانضمام لداعش".

وأدرجوا في هذا الاطار، لقاءات داود أوغلو، قبل أيام، بقيادات الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في العاصمة البلجيكية بروكسل، التي انتهت بوعود بفتح الملف السياسي في عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

كما لفت البعض الآخر إلى أن "التصريحات تأتي استجابة للاحتياجات الأمنية الداخلية، وخوفاً من قيام داعش بشنّ هجمات في الداخل التركي، في سياق رد التنظيم على التعاون التركي مع التحالف الدولي الذي تقوده الادارة الأميركية ضده، والذي كان من أهم نتائجه الاعلان عن بدء تدريب المعارضة السورية المعتدلة، في معسكرات في الداخل التركي في مارس/آذار المقبل".

وكانت تقارير اعلامية عدة قد كشفت أن "منفّذة الهجوم الانتحاري الذي استهدف مركز الشرطة في السلطان أحمد، هي ديانا رامازانوفا (18 عاماً) المتحدرة من جمهورية داغستان في روسيا". ودخلت رامازانوفا إلى تركيا في يونيو/ حزيران الماضي، قبل أن تصدر السلطات النرويجية مذكرة اعتقال بحق زوج ديانا، أبو علويفيتش عادل بيجيف، النرويجي من أصول شيشانية، والذي تضاربت المعلومات حول مقتله بعد انضمامه لـ"داعش".

ويعني مصطلح "توسيع المنطقة العسكرية"، حسب داود أوغلو، "زيادة ضبط الحدود"، في ما يبدو محاولة لمنع المزيد من الأتراك من الانضمام للتنظيم. فقد سبق لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي، أن أبدى مخاوف بلاده من "عودة مواطنيها المنضمين للتنظيم، والذين يُقدّر عددهم بما بين 500 و700 شخص، إليها".

كما أكد تقرير استخباراتي للشرطة التركية، كشفت عنه صحيفة "حرييت" التركية، أمس السبت، بأنه "هناك حوالي 3 آلاف مواطن تركي على علاقة بداعش". ورفع التقرير حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، إثر مخاوف من عمليات مستقبلية محتملة قد تقوم بها "خلايا نائمة"، ودعا التقرير إلى "إجراء تحقيقات دقيقة من أجل كشف علاقات داعش في تركيا". وحذّر من قيام التنظيم بعمليات ضد القنصليات والسفارات الغربية في البلاد. وأضاء التقرير على المشكلة التي تواجهها قوات الأمن التركية، في غياب التقارير الجنائية للمقاتلين الأجانب الذين ينضمون لـ"داعش" عبر الأراضي التركية، داعياً إلى مراقبة اتصالات المقاتلين عن كثب.

كما تأتي تصريحات داود أوغلو، بعد تأكيد جاويش أوغلو، قبل أيام على إجراءه حديثاً مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، حول انشاء "المنطقة العازلة" ومنطقة "حظر الطيران" فوق الأراضي السورية، وذلك في لقاءهما في البرازيل.

وأشار جاويش أوغلو، إلى أن "بايدن اقترح عليه تسريع المحادثات، بمشاركة المزيد من السياسيين من الطرفين، بعد أن اقتصرت المحادثات في الفترة الأخيرة على العسكريين لأسباب تقنية". وأضاف "أكد بايدن بن إنشاء المنطقة العازلة يحتاج إلى إذن من الرئيس باراك أوباما".

وتابع "نحن نتحدث عن تدريب وتسليح الجيش السوري الحر، وعن اتخاذ التدابير لعدم السماح بسقوط حلب وتجنّب غارات النظام الجوية، أثناء قتال داعش، لكن أمر إنشاء مناطق آمنة أمر غير مرحب به، لأنه يحتاج العديد من القوات المنتشرة في المنطقة على الأرض. والسؤال الرئيسي من سيقوم بذلك، ولكن في نهاية المطاف ليس هناك الكثير من الاختلاف في وجهات نظر على إقامة منطقة حظر الطيران".

مما قد يشير إلى أن الدراسات التي تحدث عنها داود أوغلو فيما يخص توسيع المنطقة العسكرية على الحدود، قد تكون خطوة استباقية لسيناريو محتمل، في حال توافق الطرفان على منطقة حظر الطيران في الأيام المقبلة، بعد بدء معارك داعش وقوات المعارضة السورية المعتدلة بعد إنهاء تدريبها.

المساهمون