تركيا توقع 19 اتفاقاً اقتصاديّاً مع دول أفريقية

تكللت الجولة الأفريقية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عاد إلى أنقرة، اليوم الخميس، بتوقيع 19 اتفاقاً تجارياً واقتصادياً، مع كل من تنزانيا وموزنبيق ومدغشقر.
وقد رافق الرئيس أردوغان، وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية بيرات ألبيراق.

وبحسب المراقبين، فإن تركيا تحاول فتح أسواق جديدة وإقامة علاقات اقتصادية مع الدول الأفريقية، بعد توقيع اتفاقات، العام الماضي، مع دول أميركية، إثر "خيبتها" من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتراجع مؤشراتها الاقتصادية، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف عملتها.

وتشير بيانات رسمية تركية إلى أن حجم الاستثمارات تراجع عام 2016 بأكثر من 35%، كما تراجع القطاع السياحي بنحو 41%، وتراجعت الصادرات بنحو 0.84% مقارنة مع عام 2015، إذ لم تزد قيمة الصادرات عام 2016 عن 142 مليار دولار.

ويقول المحلل التركي، يوسف كاتب أوغلو، "إن الدول الأفريقية تلعب دوراً رئيساً في سياسة الخارجية التركية، من محورين، الأول، عبر محاربة جماعة فتح الله غولن الإرهابية وإغلاق المدارس التابعة لها بهذه الدول، وهو ما تم التوافق عليه بين الرئاسة التركية وحكومات تلك البلاد، أما المحور الثاني وفق أوغلو، يتمثل في فتح أسواق جديدة للبضائع التركية، خاصة أن وفداً كبيراً من رجال الأعمال رافق الرئيس خلال رحلته".

ويضيف "يسعى رجال الأعمال والمستثمرون، إلى رفع قيمة التبادل التجاري بين تركيا وأفريقيا، من 250 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، وهو ما يعود بالفائدة على الاقتصاد التركي".

ويضيف أوغلو لـ "العربي الجديد" :"ما يحصل الآن، بين تركيا والدول الأفريقية، يعد تعزيزاً للعلاقات، خاصة وأن الحضور التركي في أفريقيا كبير، ويتمثل من خلال وجود 37 ملحقاً تجارياً، بالإضافة إلى انتشار السفارات، والقنصليات".

وحول ما يقال عن سعي تركيا لإيجاد بدائل عن أوروبا، يقول المحلل التركي: "لا يمكن اعتبار الدول الأفريقية بديلة عن القارة الأوروبية، فالقدرة الاستهلاكية الأفريقية ليست بديلاً عن السوق الأوروبية، التي تستورد المنتج التركي، لكنها وفق أوغلو، ستكون مصدراً للموارد الطبيعية، وربما كسر الركود الاقتصادي الذي يعانيه الاقتصاد التركي".

وقد وقّعت تركيا نحو 4 اتفاقيات تعاون مشترك مع مدغشقر، حيث وقّع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ونظيره المدغشقري مذكرة تفاهم بخصوص التعاون والتشاور بين الوزارتين، فضلاً عن مذكرة أخرى خاصة بالتعليم، وتبادل المعلومات والوثائق. ووقّع وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، ونظيره المدغشقري بروتوكولا حول تطبيق المساعدات النقدية بين البلدين.
كما وقّع مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي "شينول غوكا"، بروتوكول تعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون في مدغشقر.
بالإضافة إلى ذلك، وقعت تركيا مع موزنبيق 6 اتفاقات، في مجالات التجارة والاقتصاد والثقافة والتعليم، كما وقعت 9 اتفاقات مع تنزانيا في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية.