وكانت تركيا حتى الآن قد رفضت أن تأخذ دوراً فاعلاً في التحالف الدولي التي تتزعمه أميركا ضد "داعش"، إلا أن مسؤولين أتراكاً كانوا قد أكدوا لـ"العربي الجديد"، قبل أيام أن "الرئيس أردوغان كان يفاوض الأميركيين على الدور التركي، وذلك في اللقاء الذي جمعه بنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن".
وفي وقت سابق، صرّح أردوغان لصحيفة "حرييت" التركية، أثناء عودته من مدينة نيويورك بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "المنطق الذي يدعو تركيا إلى عدم المشاركة في العمليات العسكرية خاطئ تماماً".
وأوضح أن "المباحثات لا زالت مستمرة لتحديد دور الدول المشاركة في التحالف". وأشار إلى "إمكانية قيام التحالف بعمليات عسكرية على الأرض"، مؤكداً أن "تركيا مستعدة للمشاركة بها".
وأضاف "في ما يخص توزيع المهام، فإن كل دولة ستتولى مهمة معينة، ومهما كان الدور التركي فإننا سنقوم به". ولفت إلى أن "العمليات الجوية وحدها أثبتت حتى الآن أنها غير فاعلة، وستتولى القوات البرية دوراً مكملاً".
وأكد أردوغان أن "تركيا ستقوم بحماية حدودها، ولأجل ذلك سيتم اتخاذ الخطوات الضرورية ما إن يتم استصدار المذكرة البرلمانية التي تسمح للقوات المسلحة التركية بالقيام بعمليات خارج البلاد الأسبوع المقبل".
ورداً على سؤال حول إمكانية إقامة تركيا للمنطقة العازلة بشكل فردي، قال "يجب القيام بذلك بالتعاون مع الشركاء في المنطقة، وذلك عبر التشاور معهم، لأننا نريد أن نقوم بذلك ضمن الشرعية الدولة". وأضاف أن "إعادة المليون ونصف مليون لاجئ سوري لأرضهم، ومساعدتهم بالاستقرار هناك كان من بين المواضيع التي تمت مناقشتها".
وفي رده على دعوة زعيم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، كمال كلجدار أوغلو، إلى عدم إدخال القوات المسلحة في حرب ساخنة، أشار أردوغان إلى أنه "يجب انتظار المذكرة التي سيصدرها البرلمان قبل الحديث في هذا الشأن".
وكان كلجدار أوغلو قد قال في وقت سابق "سنرى محتويات مذكرة تفويض القوات المسلّحة المقدمة من الحكومة، لكننا لا نريد أن تدخل القوات المسلّحة التركية في أراضي الدول الأخرى".
من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن تركيا ستدعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لضرب "داعش".
وفي ما يتعلق بالدور الذي ستلعبه تركيا في التحالف الدولي، قال داود أوغلو خلال اجتماع رؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية"، إن "شرط بقائنا كجزيرة مستقرة هو إحلال الاستقرار والسلام في المنطقة، وإذا ما كانت تحمل أية عملية أو حل عسكري منظور إحلال السلام والاستقرار للمنطقة في نهاية المطاف، فسندعم ذلك".
وقال داود أوغلو في كلمته إلى المواطنين السوريين الذين يتوافدون بكثرة على الحدود التركية عقب اعتداءات "داعش" على بلدة عين العرب السورية الآهلة بالسكان الأكراد، "أريد أن أوجه من هذا المنبر كلمة إلى الذين يسعون إلى الاستفزاز والتحريض على آلاف السوريين النازحين إلى بلدة سوروتش، في الأيام الأخيرة، إن الذين عارضوا فتحنا أبواب الحدود عندما وفد اخواننا العرب والتركمان من سورية في السابق، ليس لهم الحق الآن في التظاهر هناك".
يذكر أنّ لتركيا أربعة تحفظات أساسية على الاستراتيجية التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية في وقت سابق من الشهر الحالي لضرب "داعش" ويمكن تلخيصها كالتالي:
أولاً: ضمان حماية الأراضي التركية من أي هجمات انتقامية قد ينفذها "داعش" في حال مشاركتها الفعالة في الحرب عليه، وتأمين مكان لإيواء أعداد اللاجئين التي من المفترض أن تتزايد بعد تصاعد العمليات بما يشكله ذلك من أعباء مالية وأمنية على الحكومة، حيث تطرح أنقرة لأجل ذلك فكرة إقامة المنطقة العازلة المحمية بحظر للطيران.
ثانياً: إن توازن القوى لا ينبغي أن يتأثر، وفي هذا السياق يجب عدم إعطاء أي دعم عسكري للميليشيات الشيعية في بغداد.
ثالثاً: إن تركيا تخوض اليوم عملية التسوية مع "العمال" الكردستاني، وإن إدخال السلاح بشكل غير خاضع للرقابة إلي المنطقة سيشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
رابعاً: إن العمليات ضد "داعش" يجب ألّا تعزز موقع نظام الرئيس بشار الأسد.